من المقولات الخاطئة التي نسمعها عن دور الأب مع أبناءه، أن دور الأب الأكثر أهمية هو خارج المنزل لأنه هو من يقع عليه عبء توفير المتطلبات المادية للأسرة، لكن الأكيد أن له دورا حيويا أيضا داخل المنزل مع أطفاله، لأن الأبناء ليسوا من مسئوليات الأم فقط ولكنها مسئولية مشتركة بينهما لكي تنتج الأسرة أطفالا ذوي شخصية سوية.
ومن بين الأدوار المهمة التي يهملها الكثير من الآباء كذلك، هي لعب الأب مع أبناءه والذي له عدة فوائد وتأثيرات إيجابية للغاية على تركيزهم العقلي، حيث أظهرت دراسة علمية جديدة فائدة مهمة للعب الأب مع الطفل، إذ أنه يزيد من ذكاء هذا الأخير.
الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة (Infant Mental Health Journal) عن فائدة لعب الأب مع الطفل الرضيع، أشارت إلى أن التفاعلات الإيجابية بين الأب والطفل الرضيع خلال الأشهر القليلة الأولى يمكن أن تعزز مهارات التفكير في سن الثانية، وبالتالي فإن قضاء الأب كثير من الوقت مع الطفل يمكن أن يعزز نموه العقلي.
وجاءت الدراسة بناء على أبحاث باحثين بريطانيين عن كيفية تفاعل 128 أبا مع أطفالهم الرضع في عمر ثلاثة أشهر باللعب، وعندما بلغ الأطفال سن الثانية قاس الباحثون نموهم العقلي، كان أداء الأطفال الذين كان آباؤهم أكثر تفاعلًا ونشاطًا عند اللعب معهم في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم أفضل في اختبارات مهارات التفكير في سن الثانية من الأطفال الآخرين.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن تفاعلات الأب والطفل في سن مبكرة عامل مؤثر، ولم ير الباحثون أي اختلافات بناءً على جنس الطفل، إذ كانت لتفاعلات الأب تأثير إيجابي في مهارات التفكير لكل من الأولاد والبنات.
لهذا السبب، أوصت الدراسة في الختام بلعب الأب مع الطفل ودعمه والتفاعل معه بشكل إيجابي، لأن مشاركة المشاعر الإيجابية وأنشطة القراءة مرتبطة بتعزيز مهارات التفكير لدى الطفل.