تعهد ثلاثي بتقديم مونديال استثنائي

بمركز محمد السادس لكرة القدم، التحفة الرائعة، والمعلمة المجسدة لرغبة ملكية سامية، في جعل اللعبة الأكثر شعبية بالكون، رافعة أساسية للتنمية، وبعدا اقتصاديا، وعاملا سياسيا بتأثيرات واسعة، تم التوقيع على إرادة ثلاث دول، وطموح قارتين، ورغبة حوض متوسطي، ويطمح للسلم والاستقرار، مفتوح بقوة على المستقبل…

لم يكن التقاء رؤساء الاتحادات بكل من المغرب وإسبانيا والبرتغال، فقط مناسبة للتوقيع على خطاب النوايا، كمرحلة من مراحل الترشيح التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بل لتكريس إرادة قوية، مفعمة بروح قوية في إطار من التكامل والوحدة، وحسن الجوار بمعناه النبيل، في أفق تقديم مونديال استثنائي على جميع المستويات…

“الأمر يتعلق بترشيح وحيد يجمع ثلاثة بلدان وقارتين، -وبدون أدنى شك- لتنظيم مونديال استثنائي في تاريخ كرة القدم، لأنها ستمكن من تجديد العهد مع التراث الحضاري الذي يجمع البلدان الثلاثة. نطمح لجعل الدورة الـ (24) الأفضل في التاريخ، وفرصة لكي نثبت، للعالم أجمع، أن كرة القدم هي رافعة للتنمية ووسيلة لنشر القيم الحضارية”.

الكلام لفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبعده جاء التعبير الصريح والقوي، لفرناندو غوميز رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، صحيح أنه مقتضب لكنه عميق في معانيه:

“لدينا قناعة بأن مونديال 2030 سيكون مرجعا في هذا المجال، لن تكون سنة تاريخية فحسب، بل طموحا ثلاثيا سيحدد مستقبل كرة القدم العالمية، ونحن نصبو إلى تنظيم كأس عالم استثنائية، سيكون تأثيرها ملموسا على مستوى البنيات التحتية لكل بلد”.

وفي نفس السياق، جاء التدخل الرسمي لبيدرو روتشا، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، حين أكد: “ملف الترشيح يجسد الوحدة والتضامن بين الأمم الثلاث. الأمر يتعلق بفرصة فريدة للتعاون بين ثلاثة بلدان وقارتين. كأس العالم ستخلق إرثا للعالم برمته، مع امتناننا العميق لجلالة الملك محمد السادس، على الجهود المتواصلة التي ما فتئ يبذلها جلالته من أجل تطوير كرة القدم”.

إنها بالفعل رسائل جد معبرة، طبعت أجواء جد إيجابية، إلى درجة أن الشخصيات الثلاثة، تجنبوا الدخول في النقاشات الطاغية، بخصوص عملية التقسيم، ومكان المباراة النهائية، رغم إلحاح الإعلاميين، والأسئلة المتكررة التي طرحت خلال المؤتمر الصحفي، وعدم الدخول في حسابات تعتبر سابقة لأوانها، مع إعطاء الأسبقية للانكباب على الاستجابة لمضامين دفتر التحملات…

وهذا معطى أساسي للتأكيد على أن هناك رغبة على أعلى مستوى بالبلدان الثلاث، لتقديم حدث غير مسبوق، بدعم مطلق من قارتين مؤثرتين بخريطة كرة القدم العالمية، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وانسجام تام مع طموحات أسرة كرة القدم الدولية…

كل هذا يؤكد للمرة الألف، على المكانة المتميزة التي يتمتع بها المغرب، صاحب سيادة غير قابلة للنقاش، منفتح، متوازن في علاقاته، مؤثر في محيطه، يحترم التزاماته، لا يلتفت للوراء، معتمدا على تاريخه العريق، وإمكانياته الذاتية؛ ويمد يده لكل يرى المستقبل بعيون أكثر تفاؤلا…

>محمد الروحلي

Top