تفوق الأقوياء بالسوبر الإفريقي…

كشفت الجولة الأولى من دوري السوبر الإفريقي لكرة القدم، عن قوة الأندية التقليدية علي الصعيد القاري، وذلك بتحقيق نتائج أكدت قوتها، إذ عاد اغلبها بنتيجة الفوز من خارج الميدان، أو تحقيق تعادل بحصة قوية، وهذا ما يرجح كفتها لمواصلة المسار، نحو نصف النهاية…

أقوى حصة فاز بها ماميلودي صاندوانز الجنوب إفريقي، من قلب أنغولا، بهدفين لصفر، أما الوداد فعاد بفوز صغير، لكنه ثمين من نيجيريا، بينما اكتفى الأهلي المصري بتعادل مهم من تنزانيا، وعجز الترجي عن تفادي الهزيمة أمام تيبي مازيمبي…

وبالرغم من ظروف السفر الطويل الذي عانى منها فريق الوداد، فإنه تمكن رغم ذلك، من تقديم عرض مقبول أمام إنييمبا النيجيري، وعاد بفوز ثمين من مدينة أويو بهدف العميد يحيى جبران من علامة الجزاء.

نتيجة تسهل نوعا ما، من مهمة بطل إفريقيا لسنة 2022، في مواجهة فريق تبين عدم توفره على النفس الطويل، ليست له القدرة على إقلاق راحة البيضاويين بمركب محمد الخامس…

وأظهرت مجريات المواجهة، أنه كان بالإمكان العودة بنتيجة أثقل، لو استثمر الفريق المغربي، السيطرة الميدانية التي فرضها طيلة مجريات اللقاء، وخاصة بالجولة الأولى، ولعل أبرزها كانت في الشوط الثاني، بعد الانفراد بالحارس، والطرد الذي تعرض له أحد مدافعين الفريق المحلي، بعد إسقاط متعمد لجبران…

والملاحظ أن لاعبي الوداد، وجدوا نوعا من السهولة، سمحت لهم بتفادي خطورة محتملة للنيجيريين، فباستثناء بعض العمليات المحدودة مع بداية المباراة، والتي هددت مرمى الحارس مطيع، فقد تفوقت العناصر الودادية في فرض إيقاعها في أغلب الفترات، وكانت قريبة من تعزيز الحصة، في أكثر من مناسبة…

وبالرغم من المستوى المتوسط، ظهر به الفريق المحلي، فقد لوحظ تحفظ غير مفهوم على أداء حامل لواء الأندية المغربية بهذه المسابقة، مسابقة تجتهد «كاف»، ومن ورائها جهاز «فيفا»، في تقديم نسخة أولى مميزة، تشجع مستقبلا كبريات الشركات على الاستثمار فيها، والزيادة في حجم مداخيلها…

فالمساحات الفارغة التي تركها لاعبو إنييمبا، وهم يندفعون بصورة غير ذكية نحو الأمام، وسوء الانتشار وسط رقعة الملعب، لم تستغل بذكاء من طرف لاعبي الوداد، إذ كان من الأفيد القيام بعمليات مركزة، وذلك بالاعتماد على تقنياتهم الفردية المهمة التي يتمتعون بها، تمكن من الوصول بطريقة أفضل نحو المرمى، عوض التمادي في التمريرات الطويلة بدون طائل…

وكالعادة، تمكنت عناصر معينة من تفوقها، وكانت حاسمة بأدائها اللافت في مقدمتها يحي جبران، أيوب العملود، الهوني، بوسفيان، أبو الفتح وحركاس، وغيرهم، بينما ظهر مرة أخرى ارتباك غير مقبول على أداء الحارس مطيع، وذلك بافتقاده التركيز واستعادة الثقة التي كان يتمتع بها الموسم الماضي…

تحققت إذن نتيجة فوز مهم بمرحلة الذهاب، في انتظار تأكيد التفوق غدا الأربعاء بمباراة العودة بالبيضاء، والوصول لدور النصف في مسابقة، تعرف ضغطا كبيرا، من حيث البرمجة كان من الضروري تفاديه، لو أبدعت الكاف في إخراج برنامج مخفف، يراعي ظروف الأندية، وكثرة الالتزامات محليا وقاريا…

المهم أن هذه ضريبة البداية، والأكيد أن الإغراءات المالية، وإشعاع التظاهرة، جعل الأندية تتحمل كل المصاعب، أمام ارتفاع قيمة الدولار، والآفاق المستقبلية الواعدة، لهذا السوبر القاري ببعده الدولي…

>محمد الروحلي

Top