تقديم مونديال كبير

شكل تأهيل الفريق الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، حدثا مهما في تاريخ كرة القدم المغربية، وتأتي أهميته نظرا للظرفية الدقيقة التي تمر منا هذه اللعبة، وتتجلى في إعادة الهيكلة والإصلاح على أسس مغايرة لما سبق.
وبعد هذا التأهيل المهم، يراهن حاليا على مشاركة متميزة، تتجاوز مشاركة جيل مكسيكو 1986، والتي تبقى الأفضل بتجاوز الدور الأول، إذ حققت خلالها العناصر الوطنية نتائج متميزة، اعتبرت في وقتها الأفضل عربيا وإفريقيا.
والإيجابي أن هناك مجموعة من المميزات التي تسمح بإمكانية تحقيق نتائج أفضل، في خامس مشاركة مونديالية، أولها توفر الاستقرار المطلوب من ناحية الطاقم التقني، والحفاظ على تشكيلة قارة تكونت نواتها خلال مرحلة التصفيات، وهناك كذلك وجود جهاز جامعي قوي يقوده بكثير من الاقتدار، رجل التحدي ألا وهو فوزي لقجع.
رابع النقاط الإيجابية، هناك لعب المونديال بالقارة الأوروبية، وهو معطى يلعب لصالح الفريق الوطني المكون أساسا من لاعبين تكونوا بمركز أندية القارة العجوز، ويمارسون بمختلف الدوريات بها وأكبرها كدوريات إسبانيا وإنجلترا وغيرها.
خامس معطى إيجابي، هو مرور أغلب اللاعبين الأساسيين بمرحلة من الاستقرار والتألق مع أنديتهم، وقد ساهم التأهيل للمونديال بطريقة متفوقة في الرفع من قيمة اللاعبين الدوليين المغاربة وتقوية معنوياتهم، وظهر ذلك من خلال المستوى الرائع الذي ظهر به أغلب اللاعبين وشد انتباه كل المتتبعين.
فالمهدي بنعطية لم يربح خلال المباريات الأخيرة رسميته فقط مع نادي يوفنتوس الإيطالي، بل قدم الأسبوع الماضي، واحدة من أفضل المباريات في تاريخه، نفس الأداء المتميز قدمه النجم الصاعد أمين حارث الذي دخل كاحتياطي خلال مباراة ناديه شالكه ضد بروسيا دورتموند بالدوري الألماني، لكنه غير مجريات المباراة رأسا على عقب، وقاد فريقه نحو تحقيق التعادل بنتيجة كبيرة، بعدما كان فريقه منهزما بأربعة أهداف للاشيء في النصف ساعة الأولى.
بالإضافة إلى بنعطية وحارث، يقدم غانم سايس مع ولفرهامبتون الإنجليزي مستوى لافتا، نفس الشيء بالنسبة للحارس منير المحمدي ويونس بلهندة ونبيل درار وكريم الأحمدي وحكيم زياش وسفيان بوفال، وأيضا مبارك بوصوفة بمستواه الثابت رغم ممارسته بالدوري الإماراتي.
كل هذه المعطيات الإيجابية التي يمكن أن تتعزز بوجود جمهور مغربي بأعداد مهمة وبحماس كبير، تعتبر أكبر ضمانة لتقديم مونديال كبير يعيد “أسود الأطلس” للواجهة الدولية، بنفس جديد وبرهان الاستمرارية أكثر فترة ممكنة …

محمد الروحلي

Related posts

Top