تتوجس أغلبية المواطنين مما قد تكون عليه أثمنة الأغنام خلال مناسبة عيد الأضحى التي لم تعد تفصلنا عن إحيائها سوى شهرين.
ففي خضم الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الأساسية والطاقية وما نتج عنها من غلاء فاحش للمعيشة قضت على القدرة الشرائية لعموم الشعب المغربي، يتوقع أن تكون وضعية الفقراء والمفقرين من المواطنين، وهم الأكثرية في بلادنا، أكثر صعوبة خلال هذه السنة المتسمة بـ “الجفاف” وبتقلص عدد رؤوس المواشي “الأغنام والأبقار والماعز”.
بهذا الخصوص، وجه رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، سؤالا كتابيا، إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يلفت فيه إلى الصعوبات الكبيرة وغير المسبوقة، المتوقعة جدا أن تواجه الأسر المغربية عند حلول عيد الأضحى المقبل، وذلك في ظل الغلاء الفاحش وتدهور القدرة الشرائية، و تواتر مواسم الجفاف الذي أثر بشكلٍ سلبي كبير، على القطيع الوطني من الأغنام، عددا ونوعا وسعرا.
واستفسر حموني، حول الضمانات التي ينبغي على الحكومة توفيرها من أجل أن ينعكس ا الاستيراد الذي سمحت به لكبار مهنيي المواشي بتحفيزاتٍ استثنائية جديدة إيجابا على أسعار أضاحي العيد وليس فقط على أرباح المستوردين الكبار؟ ، محذرا من أن غياب هذه التدابير الحمائية، من شأنه أن يحول الأزمة الاجتماعية للمغاربة إلى فرصة جديدة لاغتناء البعض على حساب جيوب المواطنات والمواطنين.
كما استفسر الحموني حول الإجراءات المتخذة لضمان كِفاية العرض مقارنة مع الطلب، تحضيرا لهذه المناسبة الدينية؟ وحول جودة القطيع المستورد من حيث السلامة الصحية ومعايير اختيار مصادر وبلدان المنشأ؟..
وبحسب مصدر مهني، فإنه من المرتقب أن يستورد المغرب، ولأول مرة في تاريخه، حوالي 100.000 رأس من إسبانيا ورومانيا وإيطاليا وبولندا، ومن دول أخرى، بمناسبة عيد الأضحى، مبرزا، أنه من السابق لأوانه الحديث عن أسعار الأضاحي قبل العشر الأواخر من ذي الحجة، غير أنه رجح أن يساهم استيراد رؤوس الأغنام في استقرار الأسعار.
في حين عبر عدد من المواطنين عن مخاوفهم من أن تزداد أسواق المواشي لهيبا خلال عيد الأضحى المقبل، معربين عن فقدانهم الثقة في التطمينات التي أطلقتها الحكومة بخصوص أسعار الأضاحي خلال هذه المناسبة، مستدلين على ذلك، بما شهدته، مثلا، أسواق الخضر من ارتفاع كبير في أثمان السلع في رمضان، وما عرفته أسواق الدواجن من ارتفاع غير مسبوق لأسعار الدجاج الرومي بمناسبة ليلة القدر وخلال عيد الفطر ، ولا تزال حتى اليوم مرتفعة، رغم أن الحكومة، كما يقول هؤلاء المواطنون، كانت قد تعهدت، لكنها أخلفت، ما وعدت به من تراجع أسعار الخضر والدواجن واللحوم قبل شهر رمضان وبعده..
فهل ستخلف الحكومة وعدها كعادتها لتترك المواطنين وجها لوجه أما سماسرة عيد الأضحى يمتصون ما تبقى دمائهم، بعد ان وصل “الموس إلى العظم”؟
سعيد ايت اومزيد