توقيع ديوان «هسيس الذاكرة» بالمقهى الثقافي لمخيم ميموزا

في إطار أنشطتها الثقافية والأدبية والفنية، نظمت مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتعليم فرع الجدية بالمقهى الثقافي لمخيم ميموزا بأزمور، حفلاً أدبياً وشعرياً وثقافياً احتفاء بالشاعر والمترجم والناقد مراد الخطيبي، وذلك يوم الأربعاء 28 يوليوز الأخير، ابتداء من الساعة السابعة مساء، شارك فيه مجموعة من الكتاب والنقاد المغاربة: الناقد والكاتب عزيز العرباوي، والناقد رحال نعمان، والكاتب المبدع عبد الواحد كفيح الذي تولى تسيير اللقاء بأسلوبه الجميل وطريقته الرائعة في تنويع الفقرات وتوزيع المداخلات.
في بداية اللقاء الذي افتتحه الأستاذ حسن فاتح مسؤول فرع المؤسسة الجهوي، أعطى المسير الكلمة للناقد عزيز العرباوي ليتحدث عن ديوان «هسيس الذاكرة» لمراد الخطيبي، حيث تطرق في مداخلته هذه إلى موضوعي الذات والذاكرة وتقاطعهما في الديوان ومدى حضورهما المرتبط بوعي الشاعر وقدرته على استرجاع ذاكرته الموشومة مع عمه المفكر والكاتب السوسيولوجي الكبير المرحوم عبد الكبير الخطيبي.
كما تحدث الناقد أيضاً عن حضور الذات الشاعرة في الكتابة لديه وفي شعره من خلال تعبيره الخاص وأسلوبه المتفرد، ويبقى الطواف حول هذه الذات يدور حول محطات ثلاثة، تتحدد في طرح الأسئلة ومجادلتها بأسلوب صعب المراس وفج، ثم في النهاية مناورتها ومحاولة تهدئة ثورتها بالحوار الجميل والمثير للرحمة والحب. أما الذاكرة وترادفها مع الذات وحضورهما اللافت للنظر في لحظة الإبداع الشعري يرتقي إلى مستوى التموضع في منطق معين ومكان محدد في وعي الشاعر بحقيقة الواقع والناس وارتباطه بذاكرته الفردية والجماعية، وارتباطاً بالموضوع نفسه، وفي إطار الحديث عن الذاكرة، ارتأى المتدخل أن يقدم نبذة عن المفكر والكاتب العبقري المرحوم عبد الكبير الخطيبي، وهو بالمناسبة عم الشاعر مراد الخطيبي وملهمه الأدبي والعلمي، حيث تحدث فيها عن مساره العملي والحياتي والسياسي والفكري، مروراً بما هو إنساني، وخاصة معاناته مع الدولة ومؤسساتها في إطار مسؤوليته لمعهد السوسيولوجيا.
أما مساهمة الناقد نعمان رحال فقد كانت مساهمة قيمة ومتميزة كعادته دائماً في مداخلاته التي تثير حفيظة الجمهور، وتثير لديه الأسئلة، حيث قدم نبذة عن المفكر والكاتب الألمعي والمتعدد عبد الكبير الخطيبي وعن فكره المثير للجدل، سواء كان الأمر يتعلق بالأدب أم بالسوسيولوجيا أم بالتراث الشعبي أم حتى بما هو فكري وديني. وقد توفق نعمان رحال في مداخلته خاصة عند استحضاره لبعض المقولات والتعابير التي اقتبسها من كتب عبد الكبير الخطيبي، حيث جمال الأسلوب ودقة التعبير وجزالة اللفظ وتحقيق المعنى العميق للفكرة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كون عبد الكبير الخطيبي كان رجل معرفة وعلم وأدب غزير يعبر بطرقه الخاصة وبأساليبه اللغوية المتميزة.
في حين كانت مداخلة المحتفى به، وهو الشاعر مراد الخطيبي، حلل بعض الأفكار التي عبر عنها المتدخلون قبله، فحاول شرحها وتفصيلها أكثر، كما تحدث عن تجربته الفكرية والأدبية التي ربطته بعمه المفكر عبد الكبير الخطيبي الذي أنار له الطريق نحو العلم ودعمه بكل ما يملك ليتميز في هذا الدرب الشائك. ولم يتجاهل الشاعر مراد الخطيبي تلك العلاقة الخاصة التي ربطته بعمه، حيث النصح والإرشاد والتوجيه والدعم والمساندة بكل رحابة صدر وحب، فكانت لحظة المكاشفة هذه لحظة مؤثرة أثرت كثيراً في الجمهور الحاضر. وفي النهاية، وبعد منح الفرصة للجمهور ليدلي بدلوه ويطرح أسئلته، قرر مؤطر للقاء عبد الواحد كفيح المرور إلى توقيع الديوان وكتاب حول عبد الكبير الخطيبي من إعداد مراد الخطيبي تحت عنوان «ولدت غدا»، وهو كتاب جماعي شارك فيه العديد من الباحثين والكتاب وأصدقاء وأفرد عائلة الراحل.

بقلم: عزيز العرباوي

Related posts

Top