جنون عند الجيران

محتات الرقاصيستغرب المتابعون للعلاقات المغربية الجزائرية، كيف يعمد النظام الجزائري باستمرار إلى تحريف الحقائق المرتبطة بالمغرب، وكيف يوجه صحافته بشكل يكاد يكون باتولوجيا للتهويل من حجم كل قضية، ولو كانت أهميتها مثل “حبة خردل”، للهجوم على المملكة.

وهذه السلوكات تجسد في الحقيقة قمة اللامسؤولية لدى حكام البلد الجار، وتطرح العديد من الأسئلة المهنية والأخلاقية على زملائنا هناك.
آخر تجليات الجنون ما تنشره صحيفة جزائرية حول “مشعوذ مغربي يقتل عبد القادر جغلول، مستشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة…”، واتهامها شبه الواضح للسلطات المغربية التي “لم تفتح تحقيقا حول وفاة البروفيسور جغلول…”.
هل هناك حمق أكثر من هذا؟
مستشار رئيس الجمهورية، وبروفيسور يصدق أن مشعوذا ودجالا يمكن أن يشفيه من السرطان، وينتقل إليه ويتمسح بعتبته، كل هذا نغض عليه الطرف، ونستفهم زملاءنا في الصحيفة الجزائرية، عما إذا كان مكي الصخيرات مكلفا، برأيهم، بمهمة الإتيان بالسيد المستشار “رحمه الله وغفر لنا وله”، وما علاقة السلطات المغربية بكل هذا الجهل ؟
عودوا إلى حكمة العقل، رجاء.
لم يكن الجنون لدى أصحابنا عابرا، إنما كان له امتداد، فقبل أيام فقط قيل وكتب هناك، أن الناشط القبايلي فرحات مهنى مسخر من المخابرات المغربية في كل أنشطته “من أجل حكم ذاتي في منطقة القبايل”، والتي توجها بإعلانه في باريس تشكيل “حكومة مؤقتة” قال إنها ستظل قائمة إلى حين الاعتراف الرسمي بالقبائل كشعب وكأمة من قبل الدولة الجزائرية، وذهب الجنون حد ذكر مواطن مغربي بالاسم  واعتباره الوسيط الذي ينقل أموال الأجهزة المغربية إلى مهني.
أيها الزملاء الأعزاء، هذا أسلوب درجت عليه الدبلوماسية الجزائرية في علاقاتها بالبلدان الإفريقية لسنوات من أجل نزع الاعترافات الوهمية بالبوليساريو ومناهضة الحقوق المشروعة للمغرب، أما المغرب فهو لا يحتاج أصلا إلى مثل هذا السلوك، وليس هو من يستغل مداخيل البترول لمثل هذه الأعمال.
حتى التخيلات لا بد لها من منطق داخلي كي يتيسر الإقناع، وعندما يغيب ذلك، فإن ما يقال  أو يكتب يستحق صاحبه، بصراحة، عرض حالته على طبيب نفساني مختص، مع التحذير هنا من التوجه إلى مكي الصخيرات، وبقية الدجالين.
لن نواصل عرض تجليات أخرى من حمق  حكام جيراننا، نكتفي استغرابا بما ذكرنا…
لكن عذرا، التقطت مسامعنا بعض كلام يكاد يقترب، بدوره، من الجنون، إنه تصريح عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي لبوتفليقة وزعيم الحزب الحاكم شكلا، الذي  سئل عن فتح الحدود البرية بين الرباط والجزائر، فرد بكون  المسؤولين المغاربة “لا يعرفون ما يريدون بالضبط”.
لم يعد العمى فقط في أبصار هؤلاء، بل أصاب القلوب والأفئدة والعقول أيضا…

 

Top