الحماقة الجديدة التي اقترفها النظام العسكري الجزائري بإعادة فرض التأشيرة على حاملي جواز السفر المغربي خلفت السخرية وعلامات الاستهزاء لدى الكل، وأبرزت حجم التيه الذي يكبل عسكر البلد الجار، ومن ثم لم يعد التحليل السياسي يسعف في فهم قرارات نظام تبون وشنقريحة، ولم تعد الكتابة الجادة تتيح لنا الفهم والإحاطة بخلفيات القرار أو جدواه.
وحدها السخرية والكوميديا والضحك تنفع في هذا المقام، عندما يتعلق الأمر بعقليات متكلسة ومتحجرة ومريضة بالعداء للمغرب.
وعندما نقرأ ما نشر لدى الجيران، ارتباطا بهذا القرار، كون الخارجية الجزائرية تتهم المملكة المغربية، بـ”استغلال غياب التأشيرة بين البلدين، حيث انخرطت في أفعال شتى تمس باستقرار الجزائر وبأمنها الوطني، خاصة شبكات متعددة للجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والبشر، ناهيك عن التهريب والهجرة غير الشرعية وأعمال التجسس، فضلا على نشر عناصر استخباراتية صهيونية من حملة الجوازات المغربية للدخول بكل حرية للتراب الوطني”.
هنا تميل الظهور إلى الخلف ضحكا وبالكثير من القهقهات، ونكتشف حجم الغباء الغريب المتحكم في عقول الجينرالات القابضين على هذه “القوة الضاربة” من… تبن!!!
أيها السادة، خففوا عنا من هذا الحجم الكبير من بلادتكم…
ليس المغاربة وحدهم من قابلوا الحماقة الجزائرية بالضحك والتفكه، وليس الفنانين ورواد منصات التواصل الاجتماعي وحدهم من أبدعوا أشكال السخرية من بلاغ الخارجية الجزائرية، ولكن جميع الناس من كل الأجناس لووا ألسنتهم استهزاء، ثم فتحوا الأفواه ضحكا.
ثم تعالت الانتقادات من داخل الجزائر نفسها، واستنكرت أسر من مناطق التماس الحدودي الأمر، واستهزأ بدورهم نشطاء جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي…
لدى العسكر وعبر أبواق دعايتهم ظهرت سردية واحدة مألوفة ولم تتغير، ويتكرر عرضها في كل مرة يتعلق الأمر بالهجوم على المغرب، وصار الكثيرون يحفظون التبرير والتفسير حتى قبل نشرهما هناك.
الحماقة الجزائرية البليدة جسدت أول قرار سياسي وديبلوماسي يقدم عليه الرئيس هناك في مستهل ولايته الجديدة، وقبل ذلك كان العداء للمغرب والهجوم عليه هو محتوى معظم خطب الرئيس القديم الجديد طيلة تجمعات حملته الانتخابية، ومرة أخرى برز مرض العداء للمملكة متفشيا ومتفاقما لدى هذه العصابة المتحكمة في الجار الشرقي، وهو ما يكشف إحساس الهزيمة لديهم.
على عكس البلادة التي تقترفها يوميا الماكينة الإعلامية والديبلوماسية للنظام العسكري الجزائري، والسردية المكرورة، فإن الوقائع والأحداث وقراءات العاقلين تبرز أن عسكر الجزائر يعيشون في دوامة الشعور بالهزيمة.
“القوة الضاربة” لم تكتف بإغلاق الحدود البرية والجوية ومنع تحليق الطائرات، وأضافت اليوم إلى كل ذلك منع أي إنسان يحمل جواز سفر مغربي مهما كان أصله، وبقي البشر من العالمين مشدوهين ومستغربين للقرار، ومتسائلين عن أثره المنتظر، وعن السر وراء اتخاذه…
لم يعلق المغرب رسميا عن حماقة الجيران، وهذا هو أحسن الردود، لأن التعليق السياسي والديبلوماسي الجدي لا يصلح هنا، إنما السخرية تفي بالمطلوب.
في كل الأحوال، المملكة حددت منذ مدة توجهاتها واختارت السير على طريق إكمال الوحدة الترابية وتحقيق المكتسبات الديبلوماسية والقانونية عبر العالم، ومراكمة المنجزات التنموية والاجتماعية في الميدان، وتقوية الديناميات التنموية الإستراتيجية بشراكة مع دول القارة الإفريقية، وتركت الحماقات والقرارات الباتولوجية للآخرين يبرزون فيها “مهاراتهم” الباعثة على… الضحك.
وحتى لما كسب المغرب ثقة المنتظم الرياضي العالمي، وتم اختياره ليستضيف تظاهرات كروية ورياضية قارية ودولية، فهو اختار الانفتاح وجعل أرضه وملاعبه ومدنه مستضيفة لكل الشعوب والأمم، لكن، مقابل ذلك، الجار الشرقي للمغرب اختار أن يحكم الإغلاق على نفسه وعلى شعبه وعلى رياضييه، وفضل العزلة.
مشكلة عسكر “القوة الضاربة” هو الخوف من الانفتاح، والخوف من إطلاع الشعب على الحقائق في الميدان، وعلى أن تتعرض السردية المشروخة والشحن الإعلامي البليد ضد المغرب إلى الانهيار و… السقوط.
أحكموا الإغلاق إذن على أنفسكم أيها السادة…
نحن نتضامن فقط مع أهلنا هناك، مع الجزائريين البسطاء، مع أسر وسكان مناطق الحدود، مع العائلات المتصاهرة…
سنبقى هنا نتمسك بخيار الانفتاح…
نترك لكم مرضكم وعداءكم المرضي للمغرب…
وندعو لكم بالشفاء العاجل.
محتات الرقاص