كشفت دراسة جديدة إلى أن من يستعملون العدسات اللاصقة متعددة الاستخدام، أكثر عرضة للإصابة بعدوى نادرة بالعين يمكن أن تتسبب بالعمى.
وحذر العلماء البريطانيون المسؤولون عن البحث من أن ارتداء العدسات في الحمام وأحواض السباحة وأثناء النوم يزيد من المخاطر أيضا.
ونظر الباحثون في الدراسة إلى حالة أكثر من 200 من مستخدمي العدسات اللاصقة اليومية أو القابلة لإعادة الاستخدام الذين يأتون إلى العيادات إما مصابين بعدوى في العين أو بمرض آخر.
تبين أن التهاب القرنية (AK) الذي يؤدي إلى التهاب سطح العين ويمكن أن يؤدي إلى العمى، كان أكثر شيوعا بين أولئك الذين وضعوا العدسات نفسها داخل أعينهم أكثر من مرة، وتحدث العدوى عندما تدخل الكائنات الدقيقة العدسات اللاصقة عن طريق محلول ملوث أو أيدٍ قذرة، ثم تدخل العين.
ويعاني المرضى من آلام في العين، واحمرار، وتشوش في الرؤية، ونظر غائم للعين، وفي الحالات الشديدة قد ينتهي بهم الأمر إلى فقدان بصرهم، ويشمل العلاج المطهرات التي يجب وضعها مباشرة على سطح العين، ربما لمدة ستة أشهر إلى سنة.
وقال طبيب العيون في مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن، الذي قاد الدراسة البروفيسور جون دارت : “في السنوات الأخيرة شهدنا زيادة في التهاب القرنية (AK)، وفي حين أن العدوى لا تزال نادرة، إلا أنه يمكن الوقاية منها وتتطلب استجابة من هيئات الصحة العامة.”
وأضاف: “ربطت دراسات سابقة بين (AK) وبين ارتداء العدسات اللاصقة في أحواض المياه الساخنة أو حمامات السباحة أو البحيرات، وهنا أضفنا الاستحمام إلى تلك القائمة، مع التأكيد على أنه يجب تجنب التعرض لأي ماء عند ارتداء العدسات”.
وتابع دارت: “يجب أن تتضمن عبوات العدسات اللاصقة معلومات عن سلامة العدسات وتجنب المخاطر، حتى لو كانت بسيطة ويجب كتابة (يجب أن تستخدم دون التعريض للماء)، لا سيما بالنظر إلى أن العديد من الأشخاص يشترون عدساتهم عبر الإنترنت دون التحدث إلى أخصائي في الصحة”.
وقام العلماء في الدراسة الجديدة بتمشيط سجلات قسم الطوارئ في المستشفى القائم في جنوب شرق إنجلترا للمرضى الذين يعانون من العدسات اللاصقة اليومية أو القابلة لإعادة الاستخدام، فوجدوا 83 حالة من (AK) شوهدت في وحدة طب العيون بين يناير 2011 وأغسطس 2014.
ثم قاموا بفحص سجلات العام التالي لمستخدمي العدسات اللاصقة الذين جاءوا لمرض آخر، لا علاقة له بالعدوى، فوجدوا فيها 122 حالة.
وأكمل كل مريض منهم استبيانا حول نوع العدسات اللاصقة وأنشطتهم اليومية، فأظهرت النتائج أنه من بين 83 حالة (AK)، كان 20 (24 بالمائة) فقط من مستخدمي العدسات اليومية التي يمكن التخلص منها، لكن الـ 63 الآخرين (76 في المائة) كانوا أشخاصا يستخدمون عدسات قابلة لإعادة الاستخدام.
وأظهرت الإحصاءات أن خطر الإصابة بمرض التهاب القرنية كان أعلى بنسبة 284 في المائة بين أولئك الذين استخدموا العدسات القابلة لإعادة الاستخدام مقارنة بالعدسات اليومية، وقام العلماء أيضا بفحص ما إذا كانت بعض الأنشطة تزيد من احتمال الإصابة، حيث من بين 20 حالة (AK) أجابوا على السؤال حول ما إذا كانوا يرتدون عدسات في الحمام، فاعترف 60% بذلك.
وتستغرق أعراض العدوى عدة أيام إلى أسابيع حتى تظهر، وتشمل عدم وضوح في الرؤية وألما في العين واحمرارا فيها، ويتم علاج العدوى عن طريق المضادات الحيوية، وعند تطور الحالة المرضية قد يضطر المريض لإجراء عملية جراحية للمساعدة على التعامل مع العدوى.