دهس بـ “أنفيلد”..

“ريمونتادا” تاريخية حققها نادي ليفربول الانجليزي، بعد تغلبه أول أمس الثلاثاء على ضيف ثقيل لم يكن سوى نادي برشلونة الإسباني وبرباعية نظيفة في مباراة مجنونة على أرضية ملعب “أنفيلد” معقل “الريدز”، برسم إياب دور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ولعل الوصف الدقيق لما حدث الثلاثاء هو ما جاء على لسان المدرب الإسباني إرنستو فالفيردي عندما قال “كل شيء كان ضد برشلونة بعد الهدفين السريعين الأولين، لم نتمكن من تسجيل هدف، وتم دهسنا”.

بالفعل كان دهسا حقيقيا إلى درجة أن الكثيرين لم يصدقوا ما حدث أمام أعينهم، غياب كلي للنادي الكاتالوني العملاق، وتألق باهر لأصدقاء الغائب محمد صلاح، في أمسية استثنائية أعادت للأذهان تألق ذئاب روما الإيطالي الموسم الماضي، وأمام نفس الفريق، وبنفس الطريقة تقريبا.

في الذهاب قدم الفريق الإنجليزي أداء رائعا، وسيطر على أغلب فترات اللقاء، واستحوذ على الكرة، وصنع لاعبوه مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل، لكن رعونة مهاجميه أحيانا، ويقظة حارس مرمى خصمه الألماني مارك-أندريه تير شتيغن، في أحيان أخرى، حالا دون التسجيل في مرمى الفريق الإسباني، حيث انتهى اللقاء بثلاثية نظيفة لأصدقاء الأرجنتيني ليونيل ميسي، وحتى القائم كان بجانب المحليين عندما صد كرة سانحة للتسجيل من جانب الفرعون المصري.

احتفل الكتلان بالحصة الكبيرة التي فازوا بها في الذهاب، إلى درجة أنهم اعتقدوا خاطئين أن الأمر انتهى، وأن وعد ميسي بالعودة مجددا لمنصة التتويج بـ “الكأس ذات الأذنين” هذا الموسم سيتحقق لا محالة، إلا أنهم لم يتصوروا أبدا كل هذا الذعر الذي ينتظرهم بقلعة “أنفيلد”، حيث عاشوا أمسية مرعبة على جميع المستويات، بعد تفوق إنجليزي قوبل بتواضع إسباني.

عرف المدرب الألماني يورغن كلوب كيف يقضي على رغبة الكطلانيين في جعل فريقه مجرد محطة عبور  سالم نحو النهاية بملعب “واندا متروبوليتانو” بالعاصمة مدريد، وربما عمل بنصيحة الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يجيد الظهور في مثل هذه المناسبات، عندما قدم له بعض النصائح قبل المباراة، حيث شدد على ضرورة فرض حصار شرس يشبه القفص، إذا كان يريد كلوب الحد من خطورة ميسي. 

وما حدث أن ميسي اكتفى بمتابعة ما يجري أمامه، وعجز عن قيادة فريقه كما يفعل دائما. لم يسجل لم يخلق فرصا، لم يؤثر في الأداء العام للمباراة، والكل يعرف هذه الحقيقة. وهي أنه عندما يغيب النجم الأرجنتيني، تغيب شمس النادي الكاتالوني.

بعد هذا الإقصاء المر، وأمام هول المصاب الجلل، لم يجد الكتلان مبررا يعلقون عليهم خسارتهم المذلة سوى الحكم الهولندي بيورن كويبرس الذي يقولون إنه لا يمثل فأل خير بالنسبة لفريقهم، حيث سبق أن أدار لهم 7 مباريات، حقق فيها “البلوغرانا” 3 انتصارات فقط، منها مباراة واحدة في الأدوار الإقصائية ضد ميلان الإيطالي بموسم 2011-2012، وعلى العكس من ذلك فان ليفربول، وعلى العكس من ذلك  يتفاءل بالحكم الهولندي، حيث لعب تحت قيادته 5 مباريات، فاز في 4 منها، اثنتان منها خارج أرضه.

ألم نقل لكم بأن الصدمة كانت قوية على أصدقائنا الكتلان، وعندما تكون الصدمة بحجم الجبال، يبدأ المصاب بالهذيان وتحويل الأسباب إلى معتقدات خاطئة تماما، بل يتم إلصاق الأسباب بأشياء غيبية وغير واقعية ولا ملموسة، عوض البحث عن الأسباب الحقيقة وراء حدوث هذه الكارثة …

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top