لم يعيشوا حياتهم جزافا، بل كانت لهم رسالة أرادوا إيصالها للناس، إنهم أولياء الله الصالحين الذين خاضوا تجربة روحية وتأملا وجوديا لتحقيق الوعي بمقامات التقوى، وبما أننا في شهر العبادة والذكر، تأخذكم “بيان اليوم” طيلة أيام شهر رمضان المبارك، في صحبة أشهر أعلام التصوف في الإسلام، لنسافر معهم إلى عوالم العشق الإلهي، ونسبر أغوار عالم التصوف وخباياه، ولنتعرف أيضا على التنوع الكبير في أشكال الولاية والطرق إلى الله.
الرحلة الثالثة: أبو اليزيد البسطامي”لا يعرف نفسه من صحبته شهوته”
أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان البِسطامِي، من أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري، يلقب بـ”سلطان العارفين”، اسمه الفارسي “بايزيد” كما عرف كذلك باسم طيفور، كان جده زرادشتيا وأسلم، وله أخوان هما آدم وعلي، ولد سنة 188هـ في بسطام في بلاد خراسان في محلة يقال لها محلة موبدان وعلى غير عادة الصوفية لم يتنقل في الأرض ولم يبرح مكانه أبدا وظل مقيما في بلدته حتى توفي بها سنة261 هـ. تتلمذ على شيخ المشايخ أبى الحسن الخرقاني، مصطفى بكري وشيخ الطريقة الخلوتية حيث أعطاه عهد الطريقة النقشبندية.أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان البِسطامِي، من أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري، يلقب بـ”سلطان العارفين”، اسمه الفارسي “بايزيد” كما عرف كذلك باسم طيفور، كان جده زرادشتيا وأسلم، وله أخوان هما آدم وعلي، ولد سنة 188هـ في بسطام في بلاد خراسان في محلة يقال لها محلة موبدان وعلى غير عادة الصوفية لم يتنقل في الأرض ولم يبرح مكانه أبدا وظل مقيما في بلدته حتى توفي بها سنة261 هـ. تتلمذ على شيخ المشايخ أبى الحسن الخرقاني، مصطفى بكري وشيخ الطريقة الخلوتية حيث أعطاه عهد الطريقة النقشبندية.عرف بالشطح، والشطح في اللغة هو الذهاب في المعنى، فنقول شطح في العبارة أي قال معنى بعيد جدا، وعندما يذكر الشطح في التصوف يذكر البسطامي. وينسب الشعراني إلى أبي يزيد البسطامي شطحات عدة، منها قوله: “كان لا يخطر بقلبي شيء إلا أخبرني به”، ونظرا إلى هذه الشطحات المنسوبة له فإن كثيرا من العلماء خطأه وجعل ذلك من أكبر البدع، وأنها تدل على اعتقاد فاسد كامن في القلب. كان يعبر فيشطح، ولما أتى الحلاج ليشطح مثله، صُلب !كان شخصا يبر بوالدتها ويحترمها جدا، فثمة قصة يرويها هو قائلا: “طلبت أمي ماء فجئتها فوجدتها نائمة فقمت أنظر يقظتها فلما استيقظت قالت أين الماء فأعطيتها الكوز، وقد كان سال الماء على أصبعي فجمد عليها الماء من شدة البرد، فلما أخذت الكوز انسلخ جبد إصبعي فسال الدم، فقالت ما هذا فأخبرتها قالت اللهم إني راضية عنه فارضَ عنه.لم يكتف “بايزيد” بجهاد النفس والعبادة بل تعداه إلى الرباط والجهاد على الثغور، والرباط كان معروفا آنذاك وكان الناس الذين يهبون أنفسهم لله، يقصدون أحد الثغور في الجبال على حدود الدولة الإسلامية فيحرسون مع الجنود خوفا من تسلل الأعدء، وقد كان “بايزيد” أحدهم يسهر الليل كله مرابطا وذاكرا لله، وكان يقول عن نفسه: “لم أزل أربعين سنة لم أستند إلا إلى حائط مسجد أو رباط”، ويقول: ” أقامني الحق مع المجاهدين أضرب معهم بالسيوف في وجوه أعدائه دهرا طويلا”.من أقواله: “النفس تنظر إلى الدنيا، والروح تنظر إلى العقبى، والمعرفة تنظر إلى المولى، فمن غلبت نفسه عليه فهو من الهالكين، ومن غلبت روحه فهو من المجتهدين، ومن غلبت معرفته عليه فهو من المتقين”، وقال أيضا: ” هذا فرحي بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمنتك؟، ليس العجب من حبي لك، وأنا عبد فقير، إنما العجب من حبك لي، وأنت ملك قدير”.
> إنجاز: أنس البشارة- (صحافي متدرب)