نوه عدد من رؤساء الفرق النيابية وعدد من ممثلي الأمة من مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، أول أمس الاثنين، بالإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم الذي استضفته دولة قطر، منوهين بالأداء والروح القتالية التي بصم عليها أسود الاطلس بمونديال قطر.
وأجمع ممثلو الأمة بمجلس النواب في بداية الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفهية، أن المنتخب الوطني مثل المغرب أحسن تمثيل في نهائيات كأس العالم بقطر، وقدموا للعالم صورة مشرقة عن المغرب والمغاربة.
وأضاف المتدخلون، خلال جلسة الاثنين، أن المنتخب أبرز مجموعة من القيم والروح التي يتميز بها المغرب، منوهين بما قدموه من وجه مشرق للرياضة الوطنية عبر احتلالهم المركز الرابع عالميا.
في هذا السياق، قال رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب إن أسود الأطلس رفعوا رؤوس المغاربة عاليا، وشرفوا الكرة المغربية أحسن تشريف، ومثلوا الرياضة الوطنية أفضل تمثيل، وجعلوا العلم الوطني يخفق عاليا في محفل عالمي يتابعه الملايير من الناس.
وعبر حموني عن شكره للمنتخب المغربي على ما قدموه من أداء بطولي، وكذا على ما برهنوا عليه من وطنية كبيرة، وعلى ما أظهروا من كفاءة كروية مذهلة وروح رياضية عالية، لافتا إلى أن ما قدمه الأسود حظي بتنويه عارم وتعاطف هائل ليس من جمهور كرة القدم فقط، وإنما من كافة الشعوب.
وشدد رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب أن المنتخب الوطني يستحق الإشادة والتنويه بالأداء البطولي والإنجاز غير المسبوق الذي حققه، وما قدمته النخبة الوطنية من تضحيات في سبيل ذلك.
ولفت حموني إلى أن زئير أسود الاطلس خلق الحدث، وصنع أجواء استثنائية، وأدخل البهجة على قلوب الشيوخ والشباب والنساء والرجال والأطفال والأصدقاء، وانتزع تقدير الخصوم والأعداء.
وبعدما قدم التهنئة للملك محمد السادس على هذا الإنجاز التاريخي لمنتخبنا الوطني، توقف حموني عند ما يوليه جلالة الملك من عناية سامية لتطوير كرة القدم والرياضة عموما، وللمواهب الشابة في كافة المجالات.
كما نوه حموني، في نفس السياق، بالمجهودات التي بذلتها الجامعة الملكية لكرة القدم، ورئيسها فوزي لقجع، على جميع المستويات، تخطيطًا وتفعيلا وحكامة، وهي الجهود التي، قال حموني، “إنها رفعت سقف تطلعاتنا وآمالنا من مجرد العبور إلى الدور الثاني، إلى حقيقة التواجد بين الأربعة الكبار عالميا في عالم الكرة المستديرة، ثم إلى الأمل في الفوز بالكأس العالمية”.
إلى ذلك، لم يفوت حموني الفرصة للتعبير بالاعتزاز والإشادة العالية بأدوار الأمهات المغربيات، اللواتي شكل حضورهن لمسة خاصة، حيث قال المتحدث “إن حضور الأمهات أعطى القدوة والعبرة، إذ رغم كل الظروف القاسية، في كيفية تنشئة هؤلاء الأبطال ليكونوا ناجحين في الحياة، وليكونوا أيضا وطنيين أوفياء لوطنهم، الذي اختاروا أن يلعبوا تحت لِوائه، ومن أجل رايته، غير آبهين بعروض المال وإغراء الامتيازات”.
ودعا رئيس فريق التقدم والاشتراكية إلى ضرورة نرسم خارطة طريق جديدة للرفع من مستوى فرق كرة القدم المحلية، في مختلف الجهات والأقاليم، عن طريق المواكبة والتأطير، مع المزيد من الجدية والانتصار للكفاءات والاستقامة، والاهتمام بالبنية التحتية وملاعب القرب التي تستقطب أطفال وشباب الأحياء، مشيرا إلى أن درس المنتخب الوطني في مونديال قطر يؤكد على أن المستحيل ليس مغربيا أبدا، وأن العـمل الجدي لا بد أن تكون له نتائجه، سواء في كرة القدم أو في غيرها من مجالات الحياة.
من جهته، سجل محمد غياث، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، أن مونديال قطر 2022 “كان فرصة للوقوف مع الذات لإبراز مجموعة من القيم المغربية، كالأسرة ومكانة الأم داخلها”، مشددا على أن ما تحقق “لم يأت من فراغ، وإنما هو تراكم لعشرين سنة من العمل الجبار الذي قام به جلالة الملك على كل الواجهات”.
وبعد أن أكد أن آثار إنجاز المنتخب الوطني في المونديال “تجاوزت رقعة ملعب كرة القدم”، أشاد رئيس الفريق النيابي للأحرار بمساهمة مغاربة العالم في إشعاع المملكة، داعيا إلى إعطاء هذه الفئة الوضع الاعتباري الذي تستحق.
بدوره، أكد النائب خليفة مجيدي عن فريق الأصالة والمعاصرة، أن إنجاز المنتخب الوطني مبعث افتخار واعتزاز بالهوية الوطنية، مبرزا أن “أسود الأطلس” لقنوا العالم دروسا في أهمية العمل الجاد والإيمان بالروح الجماعية والتماسك الأسري والعائلي، ومنوها بالالتفاف الجماهيري المغربي والإفريقي والعالمي أحيانا، “الذي كان مصدر طاقة إيجابية كبيرة لتحقيق مزيد من الارتقاء في مدارج العطاء والتألق في هذه المسابقة العالمية الكبيرة”.
واعتبر مجيدي أن المشاركة المغربية في المونديال “ناجحة بأبعاد ثقافية وحضارية وفنية وإعلامية وسياسية، ومشيعة لصورة مشرقة ومشرفة للمغاربة، ومعززة للقوة الناعمة المتصاعدة للمغرب ومكانته الإقليمية والدولية خاصة وأنها كانت مطبوعة بدعم ملكي وشعبي كبيرين”.
من جانبه، أبرز رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان، أن هذا الإنجاز يجب أن يشكل درسا “لمراجعة مجموعة من السياسات في شتى المجالات، خاصة في المجال الرياضي، وعدم انتظار الفرص”، قائلا إن “الغيرة الوطنية والعطاء منقطع النظير والتضحيات الجسام التي قدمها اللاعبون وكل الطاقم التقني والطبي والإداري “لدرس قيم ونبيل لكل من يتحمل أي مسؤولية في هذا الوطن للعمل بنفس الروح والتضحيات والقيم التي تجعل من إعلاء كلمة ومكانة وطننا هدفا وحيدا وواحدا”.
واعتبر مضيان أن “ملحمة قطر التاريخية” حبلى بالدروس التي أبدع اللاعبون في تقديمها في أبهى الحلل، مشيرا إلى أن “صور تكريم اللاعبين لأمهاتهم آبائهم وتقبيل رؤوسهم أمام أنظار العالم واحتفالهم معهم لم تكن أبدا صدفة، وإنما تعبير صادق عن القيم الأخلاقية العظيمة لأمتنا وشهادة معبرة عن مكانة الأسرة والأم والأب في تقاليدنا الراسخة”، مشددا على أهمية المحافظة على هذه القيم وتعزيزها.
بدوره، أكد رئيس الفريق الاشتراكي عبد الرحيم شهيد أن المغرب يجني من خلال هذا الإنجاز “ثمار خارطة الطريق التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس في رسالته السامية التي وجهها سنة 2008 للمناظرة الوطنية حول الرياضة وما تلاها من إنجاز بنيات تحتية رياضية من مستوى عالمي، إلى جانب الاهتمام بالتكوين وعلى رأسه تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم وهيكلة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصب، وهو ما أعطى كرة القدم نتائج باهرة في السنوات الأخيرة على مستوى الأندية والفرق”.
ولفت شهيد إلى أن التحولات العميقة تكون أقوى بقيادة الكفاءات الوطنية، موضحا أن المدرب الوطني استطاع بناء منتخب متماسك ومنسجم “ينبض عشقا للوطن ويحارب بجسده وجوارحه من أجل إعلاء راية الوطن”.
من جهته، اعتبر النائب إبراهيم اعبار، عن الفريق الحركي، أن مغرب ما بعد المونديال مطالب بالقيام برجة اقتصادية واجتماعية على غرار ما قام به المنتخب الوطني، “علما أن الجانب الرياضي لا يمكن أن يخرج عن هذا السياق”، وفق تعبيره، داعيا إلى استثمار هذه المكاسب لتحقيق المزيد من الإنجازات على المستوى الرياضي واحتضان التظاهرات الرياضية الكبرى والاستثمار في التأطير والتكوين والبنيات التحتية الرياضية.
وطالب النائب البرلماني بالتأسيس للرياضة القاعدية للانتقال إلى ملاعب الأحياء بغية إحياء الممارسة الرياضية في المدن والقرى والأحياء الشعبية منها على الخصوص، وتعزيز الرياضة الجامعية والمدرسية، معربا عن أمله في أن يساير الأداء الرياضي للفريق الوطني الأداء التنظيمي في قادم المحافل والمناسبات المحلية والقارية والعالمية.
من جانبه، قال رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي بلعسال الشاوي، إن المنتخب الوطني حقق إنجازات باهرة على أرضية الملاعب وحقق أهدافا أخرى “لدى قلوب جماهير وشعوب مختلف القارات خصوصا على المستوى الإفريقي والعربي والإسلامي”.
وأضاف الشاوي، في هذا الإطار، أن المنتخب “بصدق نيته وعزيمته وروحه القتالية الميدانية، استطاع أن يغير الموازين ويجسد طموح جماهير كرة القدم ويفوز بثقتها عن جدارة واستحقاق ليصل إلى نصف النهاية”، حاثا على الاستثمار في رصيد هذا الزخم المكتسب من أجل الاستمرار لتحقيق إنجازات قياسية في ميادين أخرى علمية ثقافية سياسية فنية وابتكارية.
بدوره، لفت النائب عبد الصمد حيكر عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية إلى أن مصادر الاعتزاز بالمنتخب الوطني متعددة، بدءا بالحماس الكبير الذي رافق ترديد النشيد الوطني حتى أصبح يتغنى به جمهور من خارج الجمهور المغربي، إلى سجود اللاعبين لله حمدا وشكرا ونسب كل إنجاز إليه، وتركيز المدرب على النية الصادقة باعتبارها المنطلق الأساس وحجر الزاوية في تحقيق أي نجاح والاحتفاء بالأمهات وإبراز دورهن في صناعة الأبطال وتنشئتهم ومرافقتهم وتوفير كافة الأجواء المعنوية لتحقيق فوزهن، إلى جانب الاحتفاء بعلم فلسطين والتأكيد أن فلسطين والمغرب شعب واحد.
وشدد حيكر على أهمية استحضار الحس الوطني العالي والاعتزاز بالانتماء للوطن، وسيادة روح الفريق لتحقيق الربح الجماعي، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية على أساس الكفاءة والاستحقاق والثقة في الكفاءات الوطنية وفسح المجال لأهل الاختصاص للمبادرة والعمل والاجتهاد.
النائبة شفيقة لشرف عن جبهة القوى الديمقراطية، أشارت، هي الأخرى، إلى أن إنجاز أسود الأطلس سيحقق للمغرب مكاسب دبلوماسية وسياسية وكبيرة، معتبرة أن المنتخب الوطني ساهم في الترويج والتسويق للمغرب، وأعطى صورة مشرفة على المملكة مما سيساهم بالتأكيد في إنعاش قطاع السياحة وتموقع المملكة في العالم أكثر وأكثر.
هذا، وسجلت النائبة فاطمة التامني، عن فدرالية اليسار الديمقراطي، أن الفريق الوطني أعاد بأسلوبه وروحه الوطنية العالية الثقة في العمل حينما يكون جادا ومسؤولا، مؤكدة أن المغرب اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في أسس بناء سياسات عمومية قائمة على مصداقية الخطاب ومصداقية الفعل.
كما توقفت النائبة نبيلة منيب عن الحزب الاشتراكي الموحد، عند أبرز الدروس المستخلصة من زخم فوز المنتخب الوطني والمتمثلة أساسا في إعلاء قيمة العمل والمثابرة باعتبارهما أساس النجاح.
كما شددت منيب النائبة أن “البيئة الأسرية التي توفر الحب والروحانيات تبني الوطنية الحقيقية وتربي على حب الوطن والتأهب لنصرته بالتشبع الأخلاق الرفيعة، وعدم الخجل من أصولنا وهوياتنا، بل تجسيدها أحسن تجسيد”.
< محمد توفيق أمزيان