يبدأ شهر رمضان المبارك يومه السبت في المملكة وسط إجراءات حالة الطوارئ الصحية التي تحظر التنقل الليلي من الساعة السابعة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا، بحيث يمنع منعا كليا على المواطنين التواجد خارج بيوتهم أو التواجد بالشارع العام خلال هذا التوقيت سواء بالنسبة للراجلين أو مختلف وسائل النقل، باستثناء الأشخاص العاملين بالقطاعات والأنشطة الحيوية والأساسية.
وفي العالم بدأ المسلمون أمس الجمعة الصيام في أوج انتشار وباء كوفيد-19 الذي يحرم الكثير من المؤمنين من الاجتماعات العائلية التقليدية والصلوات في المساجد.
وسيكون هذا الشهر كئيبا كما يبدو، وليس كما عهد المسلمون أجواءه في شمال إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. وتلزم القيود التي فرضتها معظم الدول المساجد بإبقاء أبوابها مغلقة بينما لا يمكن تقاسم وجبة الإفطار التي تجري عادة في أجواء عائلية واحتفالية في بعض الأحيان، مع العائلة الواسعة أو الجيران، بسبب حظر التجمعات.
ولن تشهد إندونيسيا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، الأجواء الحماسية التي تسود خلال رمضان عادة. وقد دعت السلطات الدينية المسلمين إلى البقاء في بيوتهم.
وفي آسيا التي تضم أكثر من مليار مسلم، رفض العديد من المسؤولين الدينيين الالتزام بالقيود المرتبطة بانتشار وباء كوفيد-19.
وعارضت أكبر منظمة للمسلمين في إقليم أتشيه الإندونسي الذي يعد منطقة محافظة، علنا الإجراءات الوطنية التي تلزم السكان بالبقاء في منازلهم.
وحضر آلاف المسلمين صلاة التراويح مساء أول أمس الخميس في أكبر مسجد في باندا أتشيه، عاصمة الإقليم، مع أن الحشد كان أصغر حجما من العادة.
وكشفت بؤر انتشار للعدوى في الأسابيع الأخيرة بين مجموعات مسلمة كبيرة في ماليزيا وباكستان والهند، الخطر الذي يشكله عقد تجمعات دينية كبيرة في آسيا. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف بعض العادات المرتبطة برمضان للحد من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد. وفي بنغلادش، رفض رجال الدين توصيات السلطات التي تدعو إلى الحد من ارتياد المساجد.
وفي باكستان، اكتظت المساجد بالمصلين مع اقتراب شهر رمضان، وجلسوا بالقرب من بعضهم البعض بدون اكتراث بقواعد التباعد الاجتماعي. وفي ماليزيا حيث غالبية السكان من المسلمين، تم تمديد إجراءات العزل حتى منتصف ماي. وقد أغلقت المساجد والمدارس ونشرت دوريات مراقبة للشرطة. ولم تفتح حتى أسواق رمضان التي يتدفق عليها المسلمون لشراء حلويات ما بعد الإفطار بعد قرار بمنعها. لكن في المقابل، يمكن للسكان القيام بطلبيات على موقع “إي-بازار” وتسلم مشترياتهم في بيوتهم. وفي إندونيسيا المجاورة حيث يتوجه ملايين الأشخاص إلى مدنهم وقراهم في نهاية شهر رمضان، منعت الحكومة هذه التنقلات. كما فرضت قيودا على كل الرحلات الجوية والبحرية عبر جزر الأرخبيل البالغ عددها 17 ألفا. وفي دول الشرق الأوسط حيث أعلنت معظم الدول بدء شهر الصيام عند المسلمين أمس، تسود أجواء مماثلة. وأبدى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز ألمه لعدم تمكن المسلمين من أداء الصلاة في المساجد بسبب القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد. وقال العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مخاطبا مواطنيه وعموم المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك “أصدقكم القول إنني أتألم أن يدخل علينا هذا الشهر العظيم في ظل ظروف لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة، وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد”.
سعيد أيت اومزيد