سائقو سيارات الإسعاف الخاص يتحولون إلى سماسرة للمستشفيات الخاصة بالمستعجلات العمومية

يشهد قطاع سيارات الإسعاف الخاص بالمغرب فوضى عارمة، في ظل غياب أي إطار ينظم هذه الوسيلة، خاصة فيما يتصل بشروط الولوج إلى المهنة، والمعايير الصحية الواجب توفرها في هذه العربات، وتكوين مواردها البشرية الخاص في المجال الطبي، من قبيل السائق، والممرض المسعف..
وعاينت جريدة بيان اليوم، وجود أسطول ضخم من سيارات الإسعاف الخاصة، أمام مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، تنتظر أدنى إشارة من سماسرة القطاع الصحي لتشغيل محركها وتصويب عجلاتها نحو المستشفيات، ومختبرات إجراء التحاليل الطبية في القطاع الخاص.
ووقفت بيان اليوم، على انتشار العديد من السماسرة في مستعجلات ما يطلق عليها بـ”موريزكو”، يتصيدون المرضى القادمين من مناطق بعيدة، لحثهم على التوجه نحو القطاع الخاص لتلقي العلاج، ولإجراء التحليلات الطبية.
ويوظف هؤلاء السماسرة، جميع إمكانياتهم الحجاجية والخطابية لإقناع أسر المرضى، بضرورة التوجه نحو القطاع الخاص، لإنقاذ الحالة الصحية الحرجة للمريض، الذي يوجد وجها لوجه مع الموت، نظرا لغياب العناية اللازمة في هذا المرفق العمومي، لأنه لا يتوفر على أدنى الشروط الخاصة بالتطبيب، من قبيل المعدات الطبية، وتجهيزات المختبرات، وقلة الموارد البشرية، ناهيك عن تحكم عناصر “السيكيريتي” (الأمن الخاص) في المواعيد الخاصة بزيارة الطبيب.
وجربت الجريدة حيل أحد هؤلاء السماسرة، الذي أقنعنا بضرورة التوجه نحو الخارج لإتمام الفحوصات الطبية في القطاع الخاص، أو إجراء التحليلات الطبية لدى مختبر خاص، بنقلنا عبر سيارة الإسعاف الخاص التي يقودها، وهو ما حصل بالفعل، حيث نقلنا إلى أحد المختبرات الخاصة بإجراء الفحص بالأشعة، في ظل غياب أي ممرض مسعف أو مساعد يتوفر على تكوين في المجال الصحي.
وأوضح سائق سيارة الإسعاف الخاصة، الذي يتواجد يوميا بمستعجلات “موريزكو” إلى جانب الدخلاء على القطاع، أن جميع سائقي هذه السيارات يلجؤون إلى إقناع المرضى بضرورة التوجه نحو المستشفيات الخاصة حتى يتمكنوا من الاشتغال.
وكشف السائق الذي حصل على 500 درهم كمقابل لنقله لنا إلى مختبر التحليلات الخاص الذي يوجد بالقرب من المستعجلات، أن غياب الكثير من التجهيزات الطبية وعدم التفاعل السريع مع الحالات المستعجلة بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالعاصمة الاقتصادية، هو ما يدفع بالأسر إلى البحث عن نقل مرضاها نحو المستشفيات الخاصة، موضحا أن سيارات الإسعاف من حقها أن تعرض خدماتها على هذه الأسر.
وعبرت مصادر جريدة بيان اليوم، بمستعجلات ابن رشد بالبيضاء، عن امتعاضها من ممارسات سائقي سيارات الإسعاف الخاصة، الذين يعترضون سبيل المرضى لدفعهم نحو التوجه للخارج، وبالضبط إلى مستشفيات ومختبرات خاصة بعينها، مشددة، بأن ذلك يتم مقابل حصة مالية يتلقاها السائق نظير نقل أي مريض جديد.

< يوسف الخيدر

Related posts

Top