شعبوية الزنيتي والشابي

توج يوم السبت الماضي فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية بعد تغلبه في النهائي بهدفين لواحد على شبيبة القبائل الجزائري.

كان هذا الفوز فرصة لممارسة الشعبوية من طرف متدخلين، واستغلال المتابعة القياسية، والاستفادة من نسبة الاهتمام الإعلامي المرتفعة، قصد تحقيق أهداف لا تخفى على أحد.

لن نتحدث هنا عن حرص بعض المسيرين، أخذ صورة ورفع الكأس والأداء بتصريحات، والتقرب من اللاعبين، وغيرها من الحركات المفهومة، فهذا ربما سلوك عادي يراه أصحابه استحقاق وتتويج يسمح به الانتماء.

إلا أن الأمر غير المقبول تماما، هو ما قام به الحارس أنس الزنيتي والمدرب التونسي لسعد الشابي، واللذان برزا في استغلال الموقف والقيام بسلوك أثر على تفاصيل الحدث، بل أربك الترتيبات المعدة مستقبلا من طرف المنظمين.

خلال حفل تسلم كأس الكاف، وميداليات الاستحقاق، حرص الزنيتي على إهداء الكأس لزميله محسن متولي الذي غاب عن نهائي، بعد إبعاده من طرف المدرب الشابي،  بسبب مشاركته في إحدى مباريات كرة القدم داخل القاعة، مباشرة بعد خسارة فريقه في الديربي أمام الوداد البيضاوي، وهو ما أثار غضب مسؤولي وجماهير النادي، ليستحق بذلك العقوبة التي تلقاها من طرف المدرب وزكتها إدارة الفريق.

حركة الزنيتي يمكن أن تكون مقبولة، حتى وإن كانت تعارض القرار الانضباطي للمدرب والإدارة المسيرة، إلا أن الطريقة التي جاءت بها عملية التضامن هذه، كانت فجة وعرقلت البروتوكول المعد من طرف المنظمين، والدليل على ذلك أن الصورة الرسمية للكأس، وهى مرفوعة من طرف العميد فوق المنصة، لم تأخذ كما يجب، وأن الجميع تابع القميص رقم “5” أكثر من مشاهدة الكأس.

بعد حادث القميص، ودقائق بعض ذلك، تفاجأ الجميع بتوقف اللقاء الإعلامي الرسمي الذي يعقب عادة المباريات، حيث اضطر المسؤول الإعلامي للكاف، إلغاء الندوة الصحفية، والسبب هو رد الفعل العنيف الذي صدر فجأة من المدرب الشابي، ضد ممثل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

غضب مدرب الرجاء جاء تضامنا مع صحفي جزائري دخل في خلاف مع المشرف عن تسيير اللقاء الإعلامي، حيث احتج الصحفي المذكور على عدم منحه الفرصة لطرح سؤاله.

الشابي لم يقف عند حد مغادرة مكان الندوة، والاحتجاج بقوة على عدم منح الصحفي فرصة طرح سؤال، بل اتهم ممثل الكاف السينغالي اليو غولوكو، وأمام الملأ بالعنصرية، ليضطر المسؤول الإعلامي التابع للكاف إلى توقيف الندوة، ومغادرة القاعة، مع العلم أن الشابي تدخل في موضوع لا يعنيه، وحال دون قيام ممثل الكاف بالمهمة المطلوبة منه، ويمكن أن يعرضه سلوكه المفاجئ للعقوبة.

ما قام به كل من الزنيتي والشابي، يدخل صراحة في صميم الشعبوية دون مراعاة حدود صلاحياتهما، الأول كعميد، والثاني بصفته مدربا، ومن المفروض أن لا يتجاوزا ما هو مسموح به.

محمد الروحلي

Related posts

Top