عيد العرش .. مناسبة لإبراز دينامية البلاد ومحطة للتفاعل الإيجابي بين مطامح شعب وإرادة ملك

تشكل الذكرى الثالثة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس، العرش، يوم الثلاثين من شهر يوليوز الجاري، ملحمة وطنية تبرز الدينامية التي يتمتع بها المغرب الموحد والمستقر، مثلما تمثل لحظة لإبراز الإنجازات المحققة، وأهم محطات المسار التنموي بالمغرب الذي أضفى عليه جلالة الملك محمد السادس طابعا أكثر براغماتية وفعالية، سواء من خلال الإصلاحات الدستورية والسياسية، أو من خلال الأوراش المهيكلة الكبرى الاقتصادية والاجتماعية، لخدمة المواطن المغربي.
وتعد هذه الذكرى كذلك فرصة لتأكيد الوفاء الصادق الذي يتبادله العرش والشعب، والتطلع نحو تحقيق المزيد من الانتصارات لهذا الوطن، وفرصة لشحذ الهمم ولتجديد العزائم وتوطيدها، والاندفاع إلى الأمام في تشييد صرح المغرب الحديث.
وليس عيد العرش مجرد مناسبة لاحتفال ينتهي مع غروب شمس يوم غد السبت، بل هو محطة للتأمل، ملكا وشعبا، في الواقع الحالي، المتميز بأزمات دولية أرخت بظلالها على الاقتصاد الوطني وانعكست سلبا على الواقع المعيش للمغاربة، من أجل اتخاذ المتعين للخروج من حالة الاختناق التي لم تفلح الحكومة في الانفلات منها، والعمل على مواصلة بناء مغرب مزدهر جدير بأبنائه.
عيد العرش إذن مناسبة وطنية ذات أبعاد سياسية عميقة يجدد فيها الشعب المغربي الولاء لملك البلاد باحترام وتقدير كبيرين، ويرهف السمع لخطاب ينطوي على قرارات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتنموية لفائدة مغرب تمكن بنجاح من أن يزاوج بين الحداثة والأصالة وأضحى اليوم نموذجا يحتذى في عدة قطاعات.
فملك البلاد يحدوه الأمل لتحقيق مزيد من الإنجازات ومواجهة تحديات الاقتصاد الحديث وإطلاق مزيد من المشاريع البنيوية والمهيكلة، لتشمل كل ربوع المملكة وتحقق أهداف التنمية الاجتماعية والتكامل المجالي، بما يخدم مصلحة الشعب المغربي الذي سيظل مؤمنا بأن عيد العرش هو عيد للأمل والاستمرارية والبيعة والنهضة الشاملة.

مصطفى السالكي

Related posts

Top