فرصة عظيمة…

وضعت القرعة الخاصة بالدور الأول لمونديال روسيا 2018، الفريق الوطني لكرة القدم في واحدة من أصعب المجموعات، عندما جعلته خصما في مواجهة منتخبين أوروبيين قويين، الأول بطل العالم سنة 2014، ألا وهو المنتخب الإسباني، والثاني حامل لقب بطل أوروبا لسنة 2017، وهو المنتخب البرتغالي، والثالث منتخب إيران المتألق على الدوام على المستوى الآسيوي.
لا يختلف اثنان على أن مهمة أسود الاطلس ستكون جد صعبة، لكن وكما تعودنا القول إنها ليست مستحيلة، لعدة اعتبارات يمكن مناقشتها، والتدليل عليها بالعديد من المعطيات والوقائع.
فالفريق الوطني يمر بأحسن حالاته، والدليل تحسن مستواه مع توالي المباريات الإقصائية، حتى بتواجد منتخب ايفواري بعناصر متمرسة، كما يتوفر قائده رونار على عناصر متمرسة وخطوط منسجمة وعمق لعب، يشكلان قوة ضاربة، ولعل أكبر معطى يمكن أخذه بعين الاعتبار في هذه الحالة احتلاله المرتبة الأولى وبفارق واضح، وعدم دخول مرماه أي هدف طيلة الإقصائيات.
أضف إلى ذلك التوفر على بنك احتياط من اللاعبين الجيدين الذين ينتظرون فقط منحهم فرصة حمل القميص الوطني. 
المعطى الثاني الإيجابي، يتمثل في مواجهة خصمين مكشوفين، ألا وهما منتخبي إسبانيا والبرتغال، والكل يعرف طريقة اللعب، ونقاط القوة والضعف، وبالتالي فبناء تكتيك يراعي هذه الخصوصية، يمكن أن يخدم المنتخب المغربي، خاصة وأن هيرفي رونار ليس مدربا مغامرا، ولا ينفتح جزافا على اللعب الهجومي. 
وإذا كانت القرعة قاسية من حيث الوقوع في مجموعة صعبة، فإنها في المقابل منحت العناصر الوطنية فرصة تفادي الموجهات القوية في أول اللقاءين، إذ ستكون المواجهة في افتتاح المجموعة بمباراة ضد منتخب إيران، وهذا يمكن أن يعطي الامتياز للفريق الوطني شريطة تحقيق الفوز، وانتظار نتيجة المواجهة القوية التي ستجمع المنتخبين الإسباني والبرتغالي، وهذا معطى ثالث إيجابي.
فتحقيق الفوز ضد إيران ليس بالأمر السهل، لكنه جد ممكن مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تحديد مباريات إعدادية، تراعي هذا التنوع الذي فرضته مباريات المجموعة، والضرورة هنا تفرض إجراء مباراة أو مباراتين على الأقل مع منتخبات آسيوية، سبق أن واجهت إيران خلال الإقصائيات، وهذا تفرضه أهمية المباراة الأولى وحتمية تحقيق الفوز فيها.
المعطى الرابع الذي نعتبره إيجابي، يتمثل في مواجهة البرتغال، بعد مواجهة إيران، وهو أقل قوة من نظيره الإسباني، وهذه المباراة ستحدد معطياتها بناء نتيجة الجولة الأولى، إلا أنه في كل الحالات لابد من تحقيق نتيجة إيجابية، على الأقل التعادل، ليتمكن بعد ذلك مناقشة مسألة التأهيل في مواجهة إسبانيا في المباراة الثالثة والأخيرة. 
هذه المعطيات وغيرها، تؤكد أن أمر المرور للدور الثاني ممكن، والفريق الوطني أمام فرصة عظيمة للظهور بالمظهر القوى في مجموعة، تجمع كل التقارير أنها من أقوى المجموعات، وبالتالي لابد من العمل على عدم تضييع هذه الفرصة العظيمة، كما حدث خلال مونديال مكسيكو 1986، عندما وضعت القرعة المنتخب المغربي في مجموعة قوية، لكن الأسود عرفوا كيف يسرقون الأضواء من الإنجليز والبرتغال والبولونيين، وتصدروا هذه المجموعة عن جدارة واستحقاق، ليعبروا نحو الدور الأول بكثير من التألق والإبهار.
إنه الممكن، شريطة المزيد من الثقة بالنفس، وركوب التحدي ومواصلة ملحمة العبور نحو مجد ننتظره جميعا.

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top