ما المطلوب من ثاني مواجهة؟

يعود الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، مساء اليوم للملعب الشرفي بمدينة وجدة، قصد ملاقاة منتخب إفريقيا الوسطى، للمرة الثانية في ظرف أربعة أيام…
هذه المواجهة المزدوجة، عبارة عن ذهاب وإياب، لكن بنفس الملعب، بحكم عدم أهلية ملعب العاصمة بانغي، مما جعل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يعطي الموافقة، لاستضافة «ظبيان أوبانغي المنخفضة» لـ «أسود الأطلس» بالمغرب، وتحديدا بالعاصمة الشرقية…
وبالرغم من أن الفريق المغربي مؤهل بصفة مسبقة لكأس الأمم الإفريقية التي ستجرى بداية سنة 2025 بالمغرب، إلا أنه يواصل تصدره للمجموعة الثانية، وذلك بتحقيق العلامة الكاملة بتسع نقط، بعد الفوز في مبارياته الثلاث، والسعي لإضافة انتصار رابع، خلال الجولة الرابعة…
ليس هناك أدنى شك، في أن العناصر الوطنية، ستكرس هذا المساء تفوقها، ولم لا الفوز مرة أخرى بحصة عريضة؟ إلا أن المنتظر من هذه المواجهة الجامعة بين ما هو رسمي وإعدادي، يتجلى في أهمية الحفاظ على التطور الإيجابي الذي طبع أداء أصدقاء العميد أشرف حكيمي، سواء من حيث ضمان التوازن بين الشقين الدفاعي والهجومي، هذا التوازن أفرز ملامح تشكيل أساسي، يتطلب تفادي كثرة التجريب، وعدم التمادي في إدخال تغييرات بدون طائل، أضرارها أكثر من منافعها…
فالمطلوب بهذه المرحلة، منح الثقة أكثر للعناصر الجديدة التي تم الاعتماد عليها لأول مرة، كالمدافع الأوسط جمال حركاس، والظهير الأيسر يوسف بلعامري، مع ترسيم أيوب الكعبي كمهاجم أوسط أساسي، وبدون منازع، وجعل إلياس بن الصغير يتحمل مهمة تفعيل خط الوسط الأمامي، إلى جانب عز الدين أوناحي، كل هذه الخيارات أكدت نجاعتها مساء السبت الماضي، بالرغم من أن مستوى منتخب إفريقيا الوسطى جد متوسط، ولا يعد مقياسا يعتد به، ولا يمكننا من إصدار حكم قاطع، إلا أن هناك مؤشرات، تبقى جد إيجابية أفرزتها المواجهة الأولى، ولابد من الحفاظ عليها، بل العمل على تكريسها…
سنة تقريبا تفصل العناصر الوطنية عن المونديال الإفريقي، الذي سيجرى بالملاعب المغربية، وهي مدة ليس طويلة، إلا أنها كافية لإعداد فريق وطني، مؤهل للمنافسة على أعلى مستوى، كما أن الوصول إلى هذا الهدف الأساسي، يتطلب الكثير من الشجاعة قصد الحسم في الاختيارات…
ولعل الحسم في الاختيارات يبدأ بالقطع مع أسلوب إرضاء الخواطر، وإعطاء الأسبقية للجاهزية، والانخراط الجدي في الدفاع عن القميص الوطني، بعيدا عن الذاتية والنرجسية، والسعي للعب على دوام دور البطولة…
والأكيد أن الوصول لهذا الهدف، يتطلب تحمل الطاقم التقني كامل المسؤولية، وعدم السماح بكثرة التدخلات من أي جهة كانت، وخاصة فئة الوكلاء الذين يرون في المنتخب، مجرد منصة متاحة للربح السريع…

>محمد الروحلي

Top