خاض الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، مساء أول أمس الثلاثاء، بالرباط، آخر مقابلة له بتصفيات كأس أمم إفريقيا التي ستجرى أدوارها النهائية بالكامرون السنة القادمة.
كانت المواجهة السادسة والأخيرة ضد بوروندي، وهو من المنتخبات التي تصنف بالمتوسطة، فاقدة للقدرة على المنافسة على أعلى مستوى، وبالتالي، فإن كل الأنظار اتجهت نحو لاعبي المنتخب المغربي، وترقب إمكانية تقديم مستوى مقنع، ينسي الجمهور العرض الضعيف الذي أفرزته المباراة ضد موريتانيا.
إلا أن الرهان على مباراة بوروندي أجهض نوعا ما بصفة مبكرة، بحكم أن المنتخب الخصم لعب بدون حافز، مما جعل المواجهة شكلية، وهو تشابه إلى حد كبير مع مواجهة الجمعة الماضي.
فساعات قبل مباراة موريتانيا، تأكد تأهل المنتخب المغربي لنهائي الكامرون، مما جعل الرغبة في المنافسة على تحقيق الفوز تخفت نوعا ما من الجانب المغربي، وهذا ظهر على أداء مجموعة من اللاعبين الذين كانوا يتهربون من الاحتكاك والمواجهات الثنائية، مع أن هذا ليس مبررا ولا سلوكا مقبولا.
والغريب أن نفس السيناريو تكرر قبل ساعات من المواجهة ضد بوروندي، فالكل كان ينتظر أن يشكل المحتل للصف الثالث بالمجموعة الخامسة، خصما صعب المراس، جاء للرباط وكله طموح لتحقيق التأهيل للموعد القاري النهائي، إلا أن انتصار موريتانيا على حساب إفريقيا الوسطى، جعل حظوظه تنعدم كليا، مما جعل طموحه في المنافسة غير ذي جدوى، وهذا عامل كان من الممكن أن يستغله المنتخب المغربي لتقديم عرض مقبول، وممارسة ضغط قوي، إلا أن العكس هو الذي حدث.
بناء على كل هذه المعطيات، تحولت آخر مباراة في هذه التصفيات إلى مجرد مناسبة شكلية، أو مواجهة تدريبية، الشيء الذي دفع المدرب وحيد خاليلوفيتش إلى اختبار نهج تكتيكي جديد بالنسبة له، ويتمثل في 3-5-2، وهذا ما يتناسب مع المدافعين المتواجدين ضمن اللائحة، سواء من حيث الوفرة أو إجادة اللعب بالقدم باليسرى.
إلا أن الإيقاع في هذه المباراة، جاء مرة أخرى مخيبا للآمال، سواء من حيث قلة الفرص أو البطء في الإيقاع، وافتقاد لروح اللعب الجماعي واستمرار غياب الشراسة في الأداء والرغبة في تحقيق الانتصار، وهذه من مهام الملقاة على عاتق الطاقم التقني بقيادة المدرب وحيد خاليلوزيتيش.
فازت العناصر الوطنية بهدف لصفر من توقيع منير الحدادي، بعد مجهود فردي لعادل تاعرابت انطلاقا من وسط الميدان، هذا الأخير الذي يمكن القول إنه كان الأفضل بعد تغيير في التوضع، كعنصر ربط، طغت الفرديات الزائدة والمبالغة في المرواغة غير المجدية، دون أن ننسى المجهود الذي بذله النجم أشرف حكيمي.
حضرت السلبية وغابت الفعالية، كما عمت الرتابة على الأداء وحتى توقيت التغييرات التي قام بها المدرب، لم تتم في الوقت المناسب، خاصة إدخال المهاجم العرابي قبل انتهاء الوقت القانوني بدقيقتين.
عرض مخيب ونتيجة صغيرة، ومستوى ضعيف، يزيد من حجم علامات الاستفهام، مما يؤكد أن عملا كبيرا ينتظر هذا المدرب، الذي علقت عليه الكثير من الآمال، من أجل إعداد منتخب يجعل كرة القدم الوطنية في مستوى التنافس على الألقاب، والحضور على أعلى مستوى.
هدف يبدو حتى الآن بعيد المنال، بالنظر للسلبية التي لازال تطبع أداء المنتخب المغربي، رغم وجود لاعبين متميزين وإمكانيات لا تقارن.
“تحرك معانا ألسي وحيد” …

>محمد الروحلي