حاز الفنان التشكيلي المغربي مصطفى الأشهب على الجائزة الشرفية من نادي منظمة اليونيسكو للفن والآداب في أشاعيا اليونانية، تكريما لمشاركته وتمثيله المغرب في الصالون الفني الثالث لجزيرة سانتوريني، الذي تنظمه “زرفاس آرت”.
وشارك مصطفى الأشهب في هذا الملتقى الفني الدولي بلوحة فنية تحمل عنوان “نهر الخلود”، حيث مثل المغرب إلى جانب مجموعة من المشاركين من مختلف الدول العالمية، كما حصل الأشهب على ماستر كلاس للفن والعلوم والثقافة من النادي المذكور.
والفنان التشكيلي المغربي مصطفى الأشهب بصم على تجربة فنية متعددة المداخل، حيث راكم خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الأعمال واللوحات الصباغية (50 لوحة)، وهو يشتغل على ثيمات ومفاهيم ترتكز على الضوء والصخب والزمن المتسرب من بين ألوانه وأشكاله ولوحاته.
ومصطفى الأشهب واحد من الفنانين التشكيليين العصاميين، إذ منذ صغره وهو يداعب فرشاة الصباغة بين يديه، وهو ما خول له المشاركة في مسابقات وجوائز على مستوى المدرسة الابتدائية التي كان يدرس بها، وكذا مسابقات وطنية في الرسم كانت تنظم من طرف وزارة التربية الوطنية.
وقال الأشهب لبيان اليوم، إن الفن هو “قدرة على استنطاق الذات والتعبير عن محيطه لترجمة الأحاسيس والصراعات التي تنتابه في ذاته”، مؤكدا أن الفن هو جزء من أفكاره، وطموحه هو تعزيز مجموعة من القيم الإيجابية كالتعبير بحرية.
وأضاف ابن مدينة الدار البيضاء الذي كان مستقرا بتركيا، أن توجهه نحو الفرشاة واللوحة، جاء نتيجة الوسط التقليدي الذي ترعرع فيه، والمشبع بالثقافة المغربية التي تحب الفن، وتعطيه مكانة مهمة في حياتها اليومية.
وعن الأعمال التي يشتغل عليها حاليا، أشار الفنان التشكيلي إلى أن تحريف الأشكال وبيان ازدواجية العناصر؛ الجسد والنفس والروح، هو ما يؤرقه ويحاول ترجمته إلى لوحات تشكيلية يمكن أن تحجز مقعدها مع باقي اللوحات التي وجدت صدى عالميا.
والمدارس التشكيلية التي اختار مصطفى الأشهب نهل فنه منها، والسير على منوالها، ذكر المدرسة التكعيبية، التجريدية والسريالية، وهو ما جعله يحصل على جائزة اليونيسكو عن “لوحة نهر الخلود”، التي جذبت فضول مجموعة من النقاد نحوها، خلال المعارض التي شارك بها، في إسطنبول، موسكو واليونان.
واعتبر الأشهب الذي يتنقل بين مجموعة من دول العالم، مقتفيا أثر لوحات فنانين كبار، كبابلو بيكاسو، والشعيبية طلال.. (اعتبر) جائزة اليونيسكو من تنظيم “زرفاس آرت” من بين أهم الجوائز التي حصل عليها، هذا بالإضافة إلى مشاركته في بعض الأعمال الخيرية.
ويأمل الفنان المغربي مصطفى الأشهب، أن يرسم أكبر لوحة يعبر فيها عن الحب والتسامح بين الشعوب، لاسيما في ظل الأوضاع المحتقنة التي تسود العالم اليوم.
ومن المنتظر أن يشارك الفنان التشكيلي المغربي في مجموعة من المعارض خلال الأسابيع القادمة، من قبيل المعرض الدولي الألماني حول الفن التشكيلي.
جدير بالذكر أن “زرفاس آرت” هو ناد ينشغل بالفن التشكيلي، حيث ينظم العديد من الصالونات والملتقيات والمعارض الفنية في اليونان، كما يشارك في تنظيم تظاهرات فنية عبر العالم بشراكة مع اليونيسكو.
< يوسف الخيدر