معضلة التكوين

شدد فوزي لقجع خلال اللقاء التواصلي الذي عقدته  جامعة كرة القدم، والعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، السبت الماضي، مع الرؤساء والمدراء التقنيين لأندية القسم الوطني الأول والثاني، علی أهمية دور مراكز التكوين في النهوض بكرة القدم، وضرورة ترسيخ فكرة تكوين اللاعبين لدى المسيرين، كأداة لتطوير منظومة كرة القدم
ولم تفت رئيس الجامعة التأكيد خلال نفس المناسبة على ركائز التكوين السليم، وتتمثل في اعتماد بنيات تحتية ملائمة وأطر تقنية كفأة، كما قدم عرض مختص حول المتطلبات الأدنى لتشييد مركز تكوين تستجيب للمعايير المعمول به،  ودعا مدرب الفريق الوطني وحيد الذي كان حاضرا خلال اللقاء، الأندية إلى ضرورة توسيع أطقمها التقنية والطبية لمسايرة متطلبات كرة القدم العصرية، مبديا استعداده للتعاون مع جميع الأطر التقنية للأندية الوطنية
ويتبين من خلال استعراض مضامين هذا اللقاء، أن مسألة التكوين القاعدى، تبدو وكأنها تبدأ من مرحلة الصفر، ليس لأن تاريخ كرة القدم الوطنية، لم يعرف طيلة تاريخها الطويلة، أي نوع من أنواع  التكوين التي كانت سائدة، إلا أن المؤكد هو كون الطرق والمناهج التي كانت مطبقة، لم تعد قادرة على مواكبة التطور الحاصل في مجال التكوين 
كما أن الأغلبية الساحقة من المسيرين الحاليين، لا يعطون أهمية لهذا الجانب الحيوي، فالهم الوحيد بالنسبة للرؤساء، يبقى هو التسابق لعقد صفقات صيفية وشتوية، مهما كلف ذلك من ثمن، صفقات تبرم غالبا بعيدا عن تدخل للعين التقنية الثاقبة، التي تبقى مؤهلة أكثر من غيرها  للانتقاء أو الاختيار الصحيح، دون استثناء الغموض الذي تعرفه عادة هذه العملية 
فأمام هذه العقلية السائدة، كيف يمكن أن ننتظر إعطاء أهمية لخيار التكوين. فإذا كان جلب اللاعبين الجاهزين خيار يبدو منطقيا بالنسبة للأندية التي تنتظرها استحقاقات قارية أو عربية، نظرا لحجم المنافسة الكبيرة التي تعرفها سنويا، فكيف يمكن تقبل الأمر بالنسبة للفرق التي تكتفي بتنشيط منافسات البطولة الوطنية، والاكتفاء بضمان مكان آمن وسط الترتيب في .أحسن الأحوال 
فكيف يمكن تقبل تسابق مسؤولي فريق متوسط على عقد صفقات سنوية بالجملة، على حساب انتاج لاعبين من الفئات الصغرى، ومن أبناء المنطقة التي يتواجد بها هذا الفريق المفروض أن يلعب دور اجتماعي وتربوي ، وتأطيري، يستفيد منه شباب المنطقة بالدرجة الأولى 
وكيف يمكن أن نطالب فعاليات الاقتصادية التابعة  للمنطقة والهيئات المنتخبة المساهمة في تمويل مثل هذه الأندية التي لا تخدم أبناء المدينة والإقليم، والمبالغ المحصل عليها تصرف كليا في جلب اللاعبين من كل هذب وصوب سواء من الداخل أو الخارج؟
 فهل اقتنع رؤساء الأندية بالخطاب الذي جاء به رئيس الجامعة ؟ أم أن كل ما قيل يبقى مجرد كلام في الهواء، كما يعتقدون، وأن الإنصات دون نقاش أو معارضة  وسيلة متعمدة لتفادي ردود الفعل الأنية، الغاضبة لتبقى الأمور كما كانت عليه دون أي تغيير يستحق الذكر 

>محمد الروحلي

Related posts

Top