ملامح صراع رباعي

بالرغم من أن البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، لم تتخط بعد دورتها الرابعة، وبالرغم من أن الترتيب العام، لازال منقوصا من عدة مباريات، بسبب التزام ثلاثة أندية بالمسابقات الإفريقية، إلا أن المعطيات المتوفرة حتى الآن تؤكد أن الصراع حول المراتب الأولى، والتنافس لنيل اللقب، سيكون رباعيا…
والتكهن المسبق بانحصار الصراع بين أندية الجيش، نهضة بركان، الرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي، يعود بالدرجة الأولى، إلى الإمكانات المالية المتوفرة، والشروط التقنية المتاحة، مقارنة بما تتوفر عليه، باقي الفرق التي تصارع من أجل البقاء…
فالثلاثي المشارك على الواجهة القارية، استعد أكثر من الآخرين لهذا الموسم، الرجاء البطل والجيش الوصيف، عبرا بتفوق نحو دور المجموعات، نفس التفوق أبان عنه فريق النهضة البركانية بمسابقة الكاف، وهذا العامل كان حاسما في مجريات الأحداث، كما رجح كفة من انطلق مبكرا في الإعداد بما فى ذلك الفريق الرجاوي، المتألق إفريقيا والمتعثر وطنيا، وهذا ما استدعى تغيير طاقمه التقني، بعد أسابيع معدودة من التعاقد معه.
بالإضافة إلى الإعداد المبكر، فإن تعييرا مهما طرأ على التشكيلات، وتأتي نهضة بركان في المقدمة، بإحداث تغييرات مهمة وجلب لاعبين متميزين، كما حافظ الفريق العسكري على أبرز لاعبيه، وأبرم صفقات، وإن كانت محدودة، إلا أنها جد مركزة ودقيقة، وتعالج الاختلالات التي ظهرت الموسم الماضي…
نفس الأمر بالنسبة للرجاء البيضاوي، الفريق الذي عملت إدارته الحالية على رفع المنع قصد تمرير الانتدابات، أضف إلى ذلك الحفاظ على أهم الركائز التي شكلت قوته الموسم الماضي، ومكنته من تحقيق الازدواجية التاريخية.
نصل الآن إلى الفريق الرابع ضمن الرباعي المذكور، ونعني بذلك الوداد البيضاوي، صاحب الرقم القياسي من حيث عدد الانتدابات، وجلب لاعبين جاهزين أغلبهم من الخارج، بمن فيهم لاعبين من أمريكا اللاتينية…
صفقات الوداد في عهد أيت منا، تعتبر ظاهرة هذا الموسم؛ فالتغيير المهم الذي طرأ على مكوناته، من إدارة وطاقم تقني ولاعبين، يعطيه الأفضلية على المستوى الوطني، في انتظار ما هو دولي مرتقب، وبصفة خاصة مونديال للأندية، المقرر له شهر يونيو 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية، وهى التظاهرة التي يراهن عليها بقوة هذا الرئيس الودادي الجديد، قصد كسب موارد مالية مهمة، تمكنه من مواجهة التكلفة الباهضة لهذا التغيير الكبير …
أما ال (12) ناديا المكملة للعدد المطلوب بالدوري المغربي، والرقم هو (16)، فالأمور مختلفة تماما، بين من ينافس بطموح جد محدود، وبين من يرغب فقط في ضمان البقاء بأقل لغط وأقل تكلفة، ومن يهيىء نفسه من الآن لصراع تفادي النزول، والهروب المبكر من المراتب المتأخرة، سواء المؤدية مباشرة للقسم الثاني، أو التي تفرض إجراء مباراتي السد…

>محمد الروحلي

Top