لا شك أن تاريخ مدارس المغرب، خاصة الثانويات، هو جزء من تاريخ البلاد الحافل بالأحداث. كما أن البحث في ذاكرة المدارس القديمة بالمملكة، قد ينبش في المتخيل الجميل لعدد من أفراد الأسرة التعليمية ولدى عدد من الأجيال التي تخرجت على أياديهم.
فالكثير من المغاربة، ستتحرك في دواخلهم ذكريات من زمن قد مضى، سواء تعلق الأمر بالتلاميذ، أو الذين عملوا بهذه المؤسسات.
ثانويات، منها التقنية والعلمية والأدبية وغير ذلك، كل واحدة لها مكانة في قلوب الملايين من المغاربة، ويتقاسمون فيها ذكريات كثيرة.
بيان اليوم، تستعرض تاريخ أهم الثانويات، تدقق في تفاصيلها، وتستعيد أهم الأحداث فيها، وتقف على محطات رئيسية في مسارها، وتذكر بأسماء كثيرة تخرجت منها.

أحمد بن محمد الراشدي ببوجدور..

منارة وذاكرة أجيال الصحراء المغربية

تعتبر الثانوية التأهيلية أحمد بن محمد الراشيدي ببوجدور اول ثانوية ببوجدور تابعة للمديرية الاقليمية ببوجدور، اكاديمية العيون والساقية الحمراء. يعود تأسيس هذه  الثانوية  الى سنة 1984 . كانت آنذاك تحمل اسم اعدادية بوجدور.
وابتداء من الموسم الدراسي 1990-1991 اصبحت تسمى بالثانوية التأهيلية أحمد بن محمد الراشيدي ولهذه التسمية دلالة تاريخية. فالراشيدي كان عضوا نشيطا في منظمة اليد السوداء تقوم بعمليات فدائية ضد المستعمر وقد تعرض المقاوم الراشيدي الى الاعتقال ونفذ في حقه الحكم بالإعدام في 4 يناير 1955.
عرفت الثانوية التأهيلية أحمد بن محمد الراشيدي ببوجدور تطورا على مستوى مواردها البشرية وبنيته التحتية. فعدد تلاميذها يبلغ حاليا 863 واطرها التربوية 454 والاطر الادارية والاعوان 10.
وبخصوص البنية التربوية فالثانوية تدرس فيه عدة شعب علمية وأدبية موزعة على 25 قسم وهي كالتالي:
> الجذع المشترك: العلمي عدد اقسامه خمسة.
> الادبي 4 اقسام
> الاوليات: الاداب 3 العلوم 4 والعلوم الرياضية أ 1.
> الثانيات: علوم انسانية 4 الآداب 1 العلوم الفيزيائية 2 العلوم الرياضية أ 1
يساهم في تنشيط الثانوية التأهيلية أحمد بن محمد الراشيدي ببوجدور مجموعة من الاندية التربوية المفعلة نذكر من بينها نادي البيئة يهدف الى الارتقاء بجمالية الثانوية وحماية بيئتها من كل اشكال التلوث ونادي القراءة ينظم في كل موسم دراسي مسابقة ثقافية. ويسعى هذا النادي الى تحفيز التلاميذ على القراءة ونادي التربية على حقوق الانسان يسعى الى اكساب التلاميذ مفاهيم حقوقية وكذلك الحقوق والواجبات واحترام الآخر.
ان مختلف هذه الأندية التربوية يساهم فيها التلاميذ بشكل ايجابي. و قد سبق لثانوية أحمد بن محمد الراشدي  ان نظمت اياما ثقافية  كان آخرها في ابريل  2016  ركز فيها  المشاركون و المشاركات على تناول  مواضيع   كالثقافة  المحلية و الامازيغية و الترات  الاصيل و الأركيولوجيا.
وفي موضوع الشراكات، فالإدارة التربوية للثانوية ابرمت شراكة مع الجهة المكلفة بتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلالها تم تجهيز واغناء المكتبة المدرسية اضافة الى تهيئة فضاء المؤسسة بإنشاء حدائق مسيجة كما عقدت شراكة مع جمعية الاباء باعتبارها شريكا حقيقيا بالمؤسسة ينخرط في مختلف الانشطة التي تبرمجها الاندية التربوية.
لقد تخرج من الثانوية التأهيلية أحمد بن محمد الراشيدي ببوجدور بالرغم من حداتتها اعلاما واطرا نذكر من بينهم حسب ما هو مدون بأرشيف المؤسسة: السادة محمد بولسان مدير جهوي بوزارة الشبيبة والرياضة بالعيون – يوسف خيا مهندس دولة بوزارة الطاقة والمعادن بالعيون – رشيد اعراب مهندس بفرنسا – السيد الاحمدي استاذ جامعي بكلية الطب بوجدة – خيا السالك بالطب العسكري -لحبيبة احمد بابا استاذة الاجتماعيات – بابي الخراشي استاذ الاجتماعيات.
وقبل الختام ومن خلال اتصالاتنا المباشرة مع أعضاء الادارة التربوية ومع بعض اساتذة العاملين بالثانوية تبين لنا بان الثانوية التأهيلية أحمد بن محمد الراشيدي ببوجدور تشكو من عدم وجود قيم مختص في تدبير المكتبة المدرسية بسبب احالة القيم السابق على التقاعد ونفس الملاحظة على قسم الارشيف الذي يفتقر الى مسؤول يشرف عليه يسهر على تنظيمه وترتيب وثائقه بالشكل المطلوب لان ارشيف كل مؤسسة تعليمية يمثل ذاكرتها الحقيقية وهويتها.

خليل البخاري