نظمت سفارة جمهورية أذربيجان بالمملكة المغربية، بشراكة مع جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية، وبتعاون مع جامعة محمد الخامس بالرباط، ندوة فكرية تحت عنوان “العلاقات المغربية الأذربيجانية التاريخ والتحديات”..
وتميزت هذه الندوة بتقديم عروض تناولت العلاقات الثنائية بين المغرب وأذربيجان في مختلف مجالات التعاون الديبلوماسية والاقتصادية والتجارية، حيث أكد الدكتور جاسم صلاح، مدرس – باحث بجامعة ابن زهر، بالكلية متعددة التخصصات بتارودانت، أنه، منذ استقلال أذربيجان في عام 1992، أقامت الدولتان علاقات سياسية قوية، معتبرا أن إلغاء التأشيرة بين المغرب وأذربيجان فرصة كبيرة لتكثيف التبادلات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر وتشجيع السياحة، الشيء الذي يسهل تنقل المستثمرين ورواد الأعمال، ويمهد الطريق أمام تعاون جديد في قطاعات مثل الزراعة والحرف وتكنولوجيا المعلومات.
وللاستفادة من هذه الفرص، تم تقديم عدة توصيات، كإنشاء لجنة مشتركة للإشراف على التعاون الاقتصادي، وتطوير منصات افتراضية لتسهيل التبادلات التجارية، واستكشاف قطاعات جديدة مثل تكنولوجيا المعلومات والتعليم والطاقات المتجددة.
كما أبرز جاسم صلاح، أن إلغاء التأشيرة يمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين المغرب وأذربيجان، ويفتح آفاقا واعدة لتطوير التبادلات الاقتصادية والتجارية. ومن الممكن أن يصبح هذا التعاون مثالاً للشراكة الاقتصادية القائمة على الثقة المتبادلة والمنافع المشتركة، وبالتالي توفير مستقبل مزدهر لكلا البلدين.
ومن جانبه قدم سفير جمهورية أذربيجان بالمملكة المغربية، ناظم صمادوف، مداخلة شاملة لطبيعة العلاقات الديبلوماسية المتميزة التي تجمع البلدين، مشيرا أنه تم تحقيق خطوات جد هامة في إطار برامج تم اعتمادها من أجل تحقيق مصالح مشتركة، عبر تعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية و الثقافية.
كما أبرز السفير أنه، بعد إلغاء التأشيرة بشكل متبادل، هناك وجود مشاريع برامج مستقبلية ترمي إلى تعزيز تبادل الزيارات السياحية بين مواطني البلدين، من خلال مواصلة تسهيل السفر عبر خط جوي مباشر، بالإضافة إلى تحسين النقل البحري الذي سيساهم لا محالة في تطوير التبادل التجاري و التعاون الاقتصادي.
و لم يتأخر ناظم صمادوف في الإجابة عن كل تساؤلات الحضور، من باحثين ومختصين أكاديميين وإعلاميين، ليتم تعزيز المعرفة وزيادة إغناء فضاء الندوة الفكرية التي نجحت في تقديم قيمة مضافة للعلاقات المغربية الأذربيجانية.
وفي مداخلته التي ركزت في بدايتها على طبيعة العلاقة التاريخية المتميزة بين أذربيجان والمغربـ، أشار محمد فاكيري رئيس جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية، إلى العلاقة الثقافية المتطورة لبن البلدين والتي تم تعزيزها من خلال تبادل الزيارات الثقافية والفعاليات المشتركة واتفاقيات التعاون الأكاديمي، حيث تم التوقيع على مذكرة علمية مما يسمح بتبادل الطلاب والباحثين بين الجامعات المغربية والأذربيجانية.
وبمناسبة احتضان العاصمة الأذربيجانية باكو لمؤتمر “كوب 29” خلال شهر نونبر القادم، تم تقديم عرض تناول هذه المحطة الدولية الهامة، حيث أبرز الدكتور رضوان حمدي، وهو خبير اقتصادي، أنها ستكون حاسمة وفعالة لمواصلة وتفعيل المناقشات السابقة، لا سيما في مسائل التمويل والتعاون الدولي.
وفي نفس الموضوع المرتبط بمؤتمر “كوب 29” تناول الصحافي حسن اليوسفي موضوع “أهمية ودور الإعلام في دعم برامج التغير المناخي”، حيث تلعب وسائل الإعلام العلمية والصحافة المناخية دورا حاسما في تبسيط المعلومات للجمهور العريض، وتعزيز النقاشات العامة وتشكيل الرأي العام، مضيفا أن الإعلام لا يقتصر فقط على نقل الأخبار، ولكنه يساهم في تشكيل القرارات السياسية، من خلال إثارة الضغوط الشعبية والتأثير على صناع القرار.
وأكد اليوسفي أنه وبالرغم من الأدوار المهمة للإعلام، إلا أنه يواجه العديد من التحديات، ومن أبرزها، تعقيد المعلومات العلمية، وضغوط المصالح الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى الأخبار الزائفة والمضللة.
وفي ختام الندوة الفكرية، أكد الجميع على ضرورة تنظيم المزيد من مثل هذه الندوات الفكرية والأنشطة والفعاليات التي سيكون لها تأثير إيجابي في تقريب المسافة أكثر بين البلدين والمجتمعين المغربي والأذربيجاني، ومنح الفرصة للناشئة من شباب وأطفال في كلا الجانبين، للتعرف على تاريخ وحضارة الآخر.
وفي الختام سعد الجميع لأخذ صورة جماعية توثق للقاء فكري وإنساني، بالإضافة إلى زيارة معرض الصور الفتوغرافية الذي يعكس مراحل من تاريخ العلاقات الديبلوماسية والثقافية والاجتماعية بين أذربيجان والمغرب.