«رجاء فكر في إرثك لأنك تكتبه كل يوم». غاري فاينيرتشوك
في بداية سن العشرين، غالبا ما تجتاح الإنسان رغبة كبيرة وعارمة في إنجاز عمل كبير، رائع و عظيم. و»العظمة» هنا كلمة لا يمكن تجاهلها عندما نطمح إلى الكثير وعندما يكون حلمنا كبيرا. قد لا يعرف بالضبط ما يخفيه عنه المستقبل لكنه يعلم جيدا أنه يود أن يترك بصمة قوية وهو على قيد الحياة.. ويعلم كذلك أنه ينبغي عليه الشروع في العمل في أسرع وقت ممكن..
لأن الإنسان يعلم جيدا أن حياته ستنتهي يوما ما، يحاول دائما أن يكسبها معنى لكي لا تمر بهدوء ولكي لا تكون حياة عادية تنتهي وينتهي معها اسم صاحبها.. لذلك نكافح ونحلم على الدوام ما دمنا على قيد الحياة لنحاول إكساب مرورنا طعما ومعنى..
حالما نشعر أن قائمة الأهداف التي سطرناها لنا قد قاربت على الانتهاء، ينتابنا خوف وقلق شديدان ومستمران فنحاول وضع المزيد ثم المزيد.. نعيش في دوامة البحث عن شيء نتركه وراءنا، لأحبائنا، للعالم..
«لدينا أفضل فرصة لترك إرث لأولئك الذين يريدون التعلم، لأطفالنا، من خلال الوقوف بحزم. فيما يتعلق بالأسلوب، تأرجح مع التيار. ولكن من حيث المبدأ، عليك أن تقف مثل الصخرة». كيفن كوستنر.
ترك إرث فكري أو مادي للأجيال القادمة، عمل لا ينبغي النظر إليه على أنه فعل أناني، بل على العكس تماما.. عندما يترك الإنسان بصمته يساهم في التغيير وفي التأثير في مجتمعه ولو بشكل صغير جدا..
أن تقدم موروثا ملموسا أو لا، ثم يستقبله شخص آخر لاحقا، يستفيد منه، فيخلف بدوره إرثا آخر.. أليس هذا رائعا؟ ألن يجعل ذلك من نسيج مجتماعتنا نسيجا أقوى وأكثر غنى؟
«لا يهم ما تفعله، ما دمت تغير شيئا ما عما كان عليه قبل أن تلمسه إلى شيء يشبهك بعد أن ترفع يديك». راي برادبري.
إذا كنت تريد أن تعيش الحياة بطولها وعرضها.. أترك بصمتك في هذا العالم.. أترك أثرا لك لا يمكن محوه..
بقلم: هاجر أوحسين
كاتبة