لم يكن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، يستحق الهزيمة أمام منتخب فرنسا، في نصف نهاية مونديال كأس العالم “قطر 2022”.
حصة هدفين لصفر، لم تعكس أبدا حقيقة مجريات المباراة، كما لم تنصف الأداء الباهر المقدم من طرف العناصر الوطنية، طيلة التسعين دقيقة.
وكان واضحا تأثير الأعطاب والإرهاق البدني والذهبي، على أغلب اللاعبين…كل هذه العوامل، أثرت بالسلب على عطاء المجموعة ككل، ولهذا السبب لم يظهر الأداء متوازنا، وكان هناك تفاوت في العطاء، بين هذا اللاعب أو ذاك.
والسؤال الذي طرح نفسه بالحاج، لماذا أصر المدرب وليد الركراكي على الاعتماد على لاعبين مصابين ؟ كما هو الحال بالنسبة لغانم سايس، ونصير مزرواي وسليم أملاح… هذه العناصر كان أداؤها جد متوسط، ليضطر الركراكي إلى تغييرها، وإضاعة فرصة ثلاثة تبديلات دفعة واحدة، كان من الممكن الاستفادة منها، في سياق التعامل مع مجريات المباراة، ومعطياتها التقنية.
عدم قدرة سايس على التحرك بسلاسة، كانت سببا واضحا في منح فرصة للمنتخب الفرنسي، كسب منها هدف السبق في الدقيقة الخامسة، فبعد خروج خاطئ لجواد الياميق، عجز العميد عن القيام بدور التغطية، وبالتالي لم يضيع اللاعب الفرنسي ثيو هيرنانديز فرصة توقيع هدف السبق.
في الجهة اليسرى من خط الدفاع، كان يظهر بوضوح أن مزراوي لا يقوى على مواكبة سرعة عمليات الخصم، ويتفادى الالتحامات، فتم تغييره مباشرة بعد انتهاء الجولة الأولى.
نفس الأمر بالنسبة لسليم أملاح، دخل احتياطيا وغادر في الجولة الثانية، لم يقدم شيئا يستحق الذكر، وتم تغييره هو الآخر، وهذا تدبير غير موفق من طرف المدرب في كيفية التعامل، مع الحالات غير العادية.
وبالرغم من كل هذه العوامل المحبطة، قدم أسود الأطلس أداء قويا، احتكروا الكرة على غير العادة، تفوقوا في نسبة الاستحواذ، هددوا مرمى الفرنسيين، صدت الكرة فرصة سانحة للتعديل بواسطة ضربة مقصية، جميلة للمدافع الياميق، إلا أن حالة استعصاء حالت دون توقيع هدف التعادل.
وفي وقت كان فيه المنتخب المغربي يضغط بقوة، أضاف الفرنسيون الهدف الثاني، بواسطة هجوم مرتد، استغل المهاجم الفرنسي راندال كولو مواني، سوء تموضع المدافعين، موقعا هدف الخلاص بالنسبة لـ “الديوك”، ومنهيا المواجهة لصالحهم، دون أن يقدموا عرضا قويا أو مجهودا واضحا.
وجاءت أخطاء فادحة للحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس بالازويلوس، لتضعف حظوظ العناصر الوطنية، فضربتا جزاء -تؤكد كل تقارير المختصين، وكبريات الصحف العالمية-، أنها كانت مشروعة ألف في المائة، كما أن غرفة حكم الفيديو المساعد (الفار) لم تقم بواجبها كما هو مفروض من هذه التقنية، والطاقم المسؤول عن هذه المهمة، لم يكلف نفسه عناء استدعاء حكم الساحة، ومراجعة الحالتين، والحرص على التأكد منها، ومنح ضربتي جزاء واضحتين، كانا من الممكن أن تغيرا بصفة جذرية من نتيجة المواجهة.
فازت فرنسا في نصف النهاية، وتستعد لمواجهة أرجنتين النجم ليونيل ميسي يوم الأحد القادم بملعب “لوسيل”، بينما حكم على المنتخب المغربي لعب مباراة الترتيب، أو ما يسمى بالفرنسية بـ “النهاية الصغيرة”، حيث سيلاقي غدا السبت منتخب كرواتيا؛ في إعادة لمواجهة الجولة الأولى بدور المجموعات، حيث سبق لأصدقاء أشرف حكيمي أن واجهوا الكروات في أول مباراة لهم بالمونديال (0-0)، وسيتواجهان معا في ختام مشوارهما المونديالي.
فرصة الوصول إلى منصة التتويج والحصول على الميدالية النحاسية ما تزال قائمة، ولابد من الحفاظ على نفس التحفيز، ونفس الطموح، ونفس الحماس، قصد مواصلة ملحمة العبور الموفق، وكتابة التاريخ بأحرف من ذهب وبمداد الفخر والاعتزاز.
ومرة أخرى لابد من توجيه عبارات تقدير وإعجاب وإشادة استثنائية بالدور الذي لعبه الجمهور المغربي، من حيث الحضور الوازن، والتشجيع المثالي، والمساندة اللافتة.
نقول لهم: “شكرا لكم من كل القلب، فردا فردا نساء ورجالا شيبا وشبابا…”.
مبعوثا بيان اليوم إلى الدوحة: محمد الروحلي-
تصوير: عقيل مكاو