يستأثر موضوع الفريق الوطني لكرة القدم مؤخرا باهتمام خاص من طرف الجمهور الرياضي بمختلف فئاته، وهي مسألة طبيعية وعادية وقفنا عليها في العديد من المناسبات التي أكد فيها الجمهور المغربي حبه وتعلقه بهذا المنتخب الذي يرى فيه هويته وانتماءه ولونه الوطني.
هذه القيمة الاستثنائية، هي التي تشكل سر الاهتمام الكبير والمتزايد لدى المغاربة بشؤون منتخب كرة القدم الأول، وعلى هذا الأساس فإن أي إخفاق ينعكس سلبا على جل مكونات اللعبة على الصعيد الوطني.
ما لا يخفى على أحد أنه تم اختيار الطاقم التقني للفريق الوطني بعد تدخلات خارج إطار الجامعة، كما أن أغلب الأسماء بمن فيها بادو الزاكي نوقشت من طرف جهات خارجية، حيث فرضت التشكيلة على الجامعة التي وافقت عليها فورا، ليتم تحت تأثير الضغط إلغاء الاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه الجامعة مع أحد الأطر الأجنبية.
هذه التدخلات الخارجية أعطتنا طاقما تقنيا غير متجانس، ليتحول “المساعدون” مع مرور الوقت إلى مجرد “كومبارس” يؤثثون الفضاء، بعد أن استسلموا لطغيان شخصية بادو الزاكي، وتصلبه في اتخاذ مواقف فردية غير قابلة في نظره للنقاش.
ولعل العروض الباهتة التي يقدمها الفريق الوطني وآخرها تأهيل صعب لدور المجموعات ضمن إقصائيات كأس العالم المقرر بروسيا سنة 2018، أكبر دليل، رغم أنه واجه منتخب غينيا الاستوائية المتواضع، هذا الأخير خسر منذ أسابيع فقط أمام منتخب جنوب السودان، وهي الدولة الحديثة التكوين.
على هذا الأساس، فإن المصلحة تفرض إعادة النظر في تركيبة الطاقم التقني، وحين نقول إعادة النظر فذلك لا يعني إطلاقا التخلي عن بادو الزاكي، لكن لا بد من إشعاره بضرورة التوفر على طاقم يشتغل لا طاقم بدون مهمة ويكلف ميزانية شهرية كبيرة.
هناك كفاءات وطنية قادرة على منح الإضافة الضرورية للمدرب الحالي، طاقات لها من المعرفة والتكوين والخبرة والدراية ما يمكن من تشكيل فريق عمل قادر على قيادة المنتخب في المرحلة المقبلة، مرحلة تبدو أصعب، خاصة في تصفيات كأس العالم بوجود صفوة منتخبات كرة القدم على الصعيد القاري.
المسؤولية تقع حاليا على عاتق الجامعة، فهي الجهة المكلفة بشؤون المنتخبات الوطنية، ومن الضروري إحداث التغيير الذي يبدو أساسيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه…
[email protected]