‎وداعا 2016 .. مرحبا 2017

نودع عام مضى ونستعد لاستقبال عام جديد، انقضى عام كامل بكل ما حمله من أفراح وأحزان، وما عرفه من لحظات ستبقى عالقة بالأذهان، نحاول أن نحتفظ في ذاكرتنا بالأشياء الجميلة منها، أما اللحظات الحزينة وعلى كثرتها، فنبذل قصارى الجهود لنسيانها وتجازها، محاولين استشراف المستقبل بعيون أكثر تفاؤلا.  
تودع الرياضة المغربية سنة أخرى تميزت كالعادة ببعض الإنجازات المحدودة، وغطت عليها الكثير من الإخفاقات والنكسات بأغلب الأنواع الرياضية خاصة الجماعية منها، ليكون التواضع سيد الموقف.
فباستثناء تأهيل المنتخب الوطني لنهائيات كأس الأمم الأفريقية ووصول فريقي الوداد البيضاوي والفتح الرباطي لنصف نهاية المسابقات الإفريقية الخاصة بالأندية، ومشاركة منتخب كرة القدم داخل القاعة بنهائي كاس العالم، فما تزال الكرة المغربية عاجزة عن تحقيق آمال الجمهور العريض التواق إلى استعادة نغمة الفوز والتألق.
وبحكم أنها سنة أولمبية، فإن الانجاز الأولمبي يبقى المقياس الأساسي للحكم على الحصيلة، فالملاكم محمد ربيعي الفائز بنحاسية خلال دورة ريو دي جانيرو هو أفضل رياضي خلال هذه سنة، ببنما اكتفى الآخرون بشرف المشاركة، بما فيها الفارس عبد الكبير ودار الذي راهن عليه الجميع نظرا للنتائج الإيجابية التي حققها طيلة السنة، إلا أنه لم يتمكن صحبة الفرس “كويكلي” من البروز على المستوى الأولمبي، ونفس الشيء بالنسبة لرياضي ألعاب القوى والتايكواندو والجيدو.
أما باقي الأنواع الأخرى فهي لا تتكلم -ومع كامل الأسف- إلا لغة التواضع، رغم بعض المجهودات المعزولة التي تشكل ومضات تضيء هنا وهناك سماء الرياضة الوطنية، إلا أنها تبقى معزولة وغير قادرة على الإبهار، نظرا لمحدوديتها وضعف إشعاعاها، حيث كان التواضع القاسم والسمة المشتركة بين جل مكونات المشهد الرياضي.
وإذا كان حلول السنة الجديدة يفرض علينا التفاؤل عملا بالمثال الشائع لا يأس مع الحياة، فإننا كرياضيين نبقى متفائلين بغد أفضل، غد نرى فيه الرياضة المغربية تتألق بالمحافل الدولية، نرى فيه أبطالنا وبطلاتنا ينافسون بقوة على المرتب الأولى وعلى كسب الميداليات من مختلف المعادن، وتحقيق الأرقام القياسية الدولية، كما نتفاءل بوجود شخصيات رياضية مغربية بأهم الاتحادات الدولية، وأن يصبح للمغرب صوت مسموع بكل المؤسسات التي تشرف على تسيير الرياضة الدولية.
نتمنى أن تصبح الأندية المغربية أكثر قوة وقدرة على المنافسة، نتمنى أن تتوفر الملاعب والتجهيزات بكثرة في جل ربوع البلاد، وأن يجد الشباب المغربي الفضاءات المناسبة لممارسة حقه في الرياضة، على غرار حقه في التعليم والصحة والسكن والشغل والترفيه وغيرها من أسس الحياة الكريمة.
مع كل هذه المتمنيات الجميلة والمستحقة، ننتظر سنة جديدة نتمناها أن تكون سعيدة على الرياضة والرياضيين المغاربة.

 محمد الروحلي

Related posts

Top