المنتخبون هم سلاح حزب التقدم والاشتراكية وعليهم يعول

> حميد رزقي / تصوير : رضوان موسى
قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لا يمكن لأي حزب سياسي أن يبلغ مراده بدون منتخبين ديمقراطيين يتميزون بالقدرة على إدراك حاجيات الفرد ومتطلباته ويتواجدون يوميا إلى جانب المواطنين والمواطنات.
وأشار خلال الجمع العام التأسيسي للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين بجهة بني ملال خنيفرة المنعقد الأحد المنصرم ببني ملال، بحضور كافة منتخبي الحزب بالجهة، إلى أن حزبه يعتبر النضال الجماهيري وسيلة أساسية لفرض التغيير والدفع بالحركية الاجتماعية لصناعة مجتمع الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
وأضاف، أن حزبه الذي كان يسمى سابقا بالحزب الشيوعي المغربي مر بظروف عصيبة، مستحضرا في هذا الصدد محطات نضالية مريرة، وكفاحات بطولية ومِحن لا تمحى، جعلت الحزب اليوم يتحرر من مجموعة من القيود مثلما تحرر الوطن من قيود القمع واضطهاد المناضلين التقدميين والديمقراطيين ومن سيادة الظلامية.
وتابع بنعبد الله بعد هذا النضال المستميت، نتجاوز أكثر من 130 منتخبا بالجهة بعد انتخابات 4 شتنبر 2015، وأكيد أننا كنا ننتظر ونتطلع إلى نتائج أكثر وكان على تنظيماتنا الحزبية أن تغطي مساحة أكبر، لكن يبدو في نهاية المطاف أننا لم نكن بالضرورة في الموعد.
واستطرد بنعبد الله، اعتقد أن الجميع يعي تمام الوعي أننا لم نبلغ النتائج التي كنا نريدها، لذلك فالمنتخبون اليوم، هُــــــم سلاح حزب التقدم والاشتراكية وعليهم يعول ومن خلالهم يمكن أن يصبح الحزب من القوى الديمقراطية الأساسية التي تشكل هذه الجهة. وزاد الأمين العام في هذا اللقاء التنظيمي الذي تتبعه عشرات المنتخبين والمنتخبات بالأقاليم الخمسة، إننا اليوم قررنا أن نهيكل الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، ويتعين علينا الاعتراف على أنها لم تقم بدورها الحقيقي في السنوات الأخيرة، ليبقى الأساس اليوم، هو أن تكون لدينا الجرأة لمراجعة الذات وتحديد بالضبط الغاية من تجديدها؟، موضحا، أن هذه الجمعية بطبيعتها الوطنية تفتقد إلى امتدادات جهوية، والآن ستصبح أداة جهوية ستكون لها القدرة على تتبع قضايا المواطن والإنصات إلى متطلباته، ومواكبة المنتخبين من خلال التأطير والتكوين وتنقيح برامج التدبير والتسيير إضافة إلى السهر على تحديد الأولويات والحاجيات، خاصة بالعالم القروي والأحياء الهامشية بالمدن والمراكز حيث يصعب على بعض المنتخبين تدبير أمورهم بشكل منفرد. وقال بنعبد الله، نريد للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، أن تكون لها تمثيلية في جميع الأقاليم الخمسة بجهة بني ملال خنيفرة، وان تكون صلة وصل بالمنتخب بالجهة وأن تضم طاقات وكفاءات قادرة على الاشتغال باستمرار، موضحا، أن العبرة ليس في عدد أعضاء الجمعية، وإنما في طاقمها الذي يجب أن يتعبأ للتواصل مع المنتخبين في السهول والهضاب، كما في قمم الجبال والمرتفعات وأن يكون كفيلا بالتفاوض وإبلاغ القضايا والملفات للجهات المختصة ومراكز القرار .
هذا، وقد وجه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية رسالة واضحة إلى المنتخبين، حيث قال : “إننا اليوم أمام معركة انتخابية وعلى الجميع أن يتعبأ لتوسيع قاعدة الحزب وتحقيق نتائج مرضية تعكس توجهات الحزب ومكانته في الخريطة السياسية”.
ودعا الأمين العام، كافة المنتخبين ومناضلي الحزب إلى تضافر الجهود والعمل على هيكلة الفروع والمنظمات الموازية والالتزام بقواعد الحزب وأخلاقياته، ووضع إستراتيجية محكمة لربح الرهان السياسي المقبل من أجل أن يكون الحزب قوة صاعدة حقيقية بإمكانها أن تشكل قوى سياسية وازنة بهذه الجهة من المملكة.
وانتقد بنعبد الله المشهد السياسي، من خلال إشارته إلى أن هناك أحزابا امتلكت خبرة خاصة في مجال الانتخابات واكتسبت أساليب متعددة منها الفاسد والنزيه، مشيرا إلى أن الحزب أمام معركة مستمرة من أجل ديمقراطية حقيقية وتنمية فعالة وعدالة اجتماعية تطال كل المواطنين والمواطنات، وأن هناك من يريد في هذا الوطن أن يعيدنا إلى الوراء، وأن يفرض أساليب التحكم بمختلف أشكاله على الأحزاب، وأن يجعل منها آليات مُسيرة لا مشتغلة بخياراتها، كما أن هناك من يريد أن يبلقن الخريطة السياسية على مزاجه، مشددا في نفس الآن، أن حزب التقدم والاشتراكية يرفض هذه الكيانات المصطنعة ومواقفها الدنيئة.
وقال نبيل بنعبد الله على المواطن أن يُدرك قوة مناضلي حزب التقدم والاشتراكية وجرأتهم ومواقفهم الثابتة، مبرزا، انه بحوالي 20 نائبا برلمانيا استطاع الحزب أن يقلب الموازين ويساهم في التجربة الحكومية إلى جانب العدالة والتنمية بثبات على المبادئ، وأنه يتميز بالجرأة  وظل يشكل قوّة التوازن، وحَظي وزراؤه  بالاحترام والعطاء والمصداقية .
وتابع نبيل بنعبد الله، طبيعي بعد الانتخابات أن يقول البعض أننا لم نحقق نتائج مرضية، لكن لا يمكن لأي كان أن يقول أننا شوهنا صورة المشهد السياسي، وان المعقول مجرد شعار، لأنه كان بالفعل ولازال ممارسة وأخلاق ومسؤلية، مؤكدا، أن المنتخبين هُم من سيحرصون على ترسيخ هذه الممارسة، وان يبلغوا هذا المستوى الذي بلغته القيادة الوطنية من خلال تفعيلها للقدرة السياسية، بما يعني أن الرهان  يبقى حاليا، يضيف الأمين العام، هو العمل على مواكبة هذه القدرة السياسية بقدرة انتخابية حقيقية قوية كفيلة بأن تشكل قوة سياسية وازنة داخل قبة البرلمان.
والى جانب هذا، لم تفت بنعبد الله الإشارة إلى بعض التحديات الخارجية، كموقف بان كيمون من القضية والوطنية، وموقف الاتحاد الأوربي الأخير، حيث قال إن موقف الحزب ومعه كافة المواطنين لا يختزل في الحديث عن عدد الصواريخ والطائرات، إنما في وحدة الصف وفي توفير مناخ سياسي ينعم فيه الفرد بالديمقراطية والحرية والمساواة والمناصفة وتوفير الشغل وبدل المجهود لتحسين كافة الأوضاع، مما يقتضي  أحزاب وطنية حقة وحزب التقدم والاشتراكية بطبيعة الحال هو في طليعة هذه الأحزاب لأنه باختصار شديد لا يمارس سياسة البهرجة بل يجعل من السياسة فضيلة وأخلاق وممارسة ومعقول حقيقي.
اللقاء التأسيسي عرف قبل المناقشة والتصويت على القانون الأساسي للجمعية وتشكيل أعضاء مكتبها ، كلمات مختصرة للمنسق الجهوي وكُتاب الأقاليم الخمسة بجهة بني ملال خنيفرة، رصدت في مجملها  أمام الأمين العام حصيلة النتائج الانتخابية التي عرفها كل إقليم على حدة في الاستحقاقات السالفة والإشكالات التنظيمية لبعض الفروع وآفاق الاشتغال، وأبرزت بعض الإكراهات التي حالت دون تحقيق بعض النتائج المرجوة في جماعات ترابية بعينها. وأعلنت عن استعداد مناضلي الحزب لتقوية فروع الحزب وترسيخ أهدافه بالجهة والعمل بموازاة ذلك على توسيع قاعدته، وذلك عبر وضع خريطة عمل  تتمأسس على التشارك والتنسيق البناء بين مختلف الفروع الإقليمية.

Related posts

Top