الديوان السياسي للتقدم والاشتراكية يعقد لقاء مع مرشحات ومرشحي حزب الكتاب في عموم التراب الوطني

آثر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عدم الخوض في أي تقييم لمختلف أطوار الانتخابات التشريعية التي عرفتها بلادنا يوم السابع من أكتوبر الجاري، وترك الموضوع إلى حين إجراء تقييم جماعي من طرف القيادة الوطنية للحزب.   
وقال نبيل بنعبد الله أمام وكيلات ووكلاء ومرشحات ومرشحي حزب التقدم والاشتراكية، في مختلف الدوائر المحلية والدائرة الوطنية في شقيها النسائي والشبابي، خلال لقاء عقده الديوان السياسي أول أمس السبت، بالمقر الوطني الجديد للحزب بالرباط ، «إن الوقت لم يأت بعد لتقييم المعركة الانتخابية الأخيرة من الناحية السياسية، والوقوف على ما عرفته مختلف الدوائر من ممارسات، بهدف استنتاج العبر التي يتعين استخلاصها».
وأكد الأمين العام أنه، بعد صدمة النتائج التي لم تكن في مستوى التطلعات، فإن حزب التقدم والاشتراكية سيظل واقفا صامدا وسيواصل المشوار بطاقاته التي يعتز بها، وسيظل حزبا وطنيا وديمقراطيا ويساريا واشتراكيا، متشبثا بالمبادئ والتوجهات الفكرية والمذهبية والأيديولوجية التي تأسس عليها.
 وأشار بنعبد الله، في كلمة تحفيزية وحماسية لقيت تجاوبا كبيرا من طرف وكلاء لوائح حزب الكتاب، إلى أن المجهودات التي بذلت من طرف مشرحي ومرشحات حزب التقدم والاشتراكية وقيادته الوطنية، هي مبعث فخر واعتزاز جماعي، وأنه ليس هناك ما يخجل منه مناضلو ومناضلات حزب المعقول، الذين سيظلون مرفوعي الرأس، معتزين بثقة المواطنين والمواطنات وتجاوبهم مع حملة الكتاب في مختلف ربوع الوطن.
ودعا محمد نبيل بنعبد الله مرشحات ومرشحي حزب التقدم والاشتراكية، سواء الذين حازوا مقعدا نيابيا في الدوائر المحلية أو الدائرة الوطنية، أو الذين لم يحالفهم الحظ، إلى مواصلة المشوار، ومواصلة المجهودات في التواصل مع المواطنين والمواطنات، وعدم الارتكان إلى خيبة الأمل والتراجع إلى الخلف، وأن يعتزوا بما يقال عن حزب التقدم والاشتراكية في الشارع العام، حيث يقر الجميع بأن الحزب «أدى ثمن المواقف التي عبر عنها».
وفي الوقت الذي شدد فيه الأمين العام على مواصلة المشوار والالتصاق بهموم المواطنين والتعبير عن تطلعاتهم، أكد على ضرورة الانكباب على الذات، وإجراء تقييم شامل للأداة التنظيمية، في مختلف مستوياتها المحلية والإقليمية والوطنية، بشكل موضوعي وعلمي، لمعرفة ما حدث خلال المعركة الانتخابية، واستخلاص الدروس، لإعادة بناء الذات ومواصلة المشوار بكل عزم ومسؤولية نضالية ووطنية.
وبخصوص موقف الحزب من الوضع السياسي الراهن، والذي أفرزته انتخابات السابع من أكتوبر الجاري، جدد نبيل بنعبد الله التأكيد على موقف حزب التقدم والاشتراكية الذي بلوره قبل إجراء الانتخابات، حيث أكد، حينها، على أن الظروف والأسباب التي ارتكز عليها لبناء تحالفاته سنة 2011 تظل هي نفسها اليوم، وبالتالي يضيف المتحدث، ستأتي اللجنة المركزية، دون شك، لتؤكد على هذا الموقف.
وحول التحالفات التي يمكن أن تشكل الحكومة المقبلة، أوضح نبيل بنعبد الله أن ما هو مؤكد أن الحزبين الأول والثاني لن يجتمعا داخل حكومة واحدة، وأن ما عدا ذلك فجميع الاحتمالات ممكنة.
من جانبه، قال مولاي إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية «إن على مرشحات ومرشحي حزب الكتاب أن يفتخروا بما حصلوا عليه من أصوات وما كانوا سيحصلون عليه لولا التدخلات المشينة التي لا تشرف المسار الديمقراطي، والتي كنا نعتقد أننا طويناها إلى غير رجعة».
وأكد إسماعيل العلوي أن مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية هم بشر لكنهم من طينة متميزة، وسيظلون مرفوعي الرأس لأنهم يسلكون مسلكا في خدمة الوطن والشعب، ولهم القدرة والشجاعة لينظروا بكل موضوعية في الهفوات والأخطاء التي قد يرتكبونها، مبرزا في الوقت ذاته، أن حزب التقدم والاشتراكية لم يرتكب أخطاء يمكن أن تضر بالوطن والشعب.
ودعا رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية وكلاء ومرشحي الحزب بمختلف الدوائر إلى بذل مجهود إضافي والإصغاء إلى تطلعات الشعب، مؤكدا على أن الوقت سيأتي لإجراء تقييم موضوعي وعلمي لكل ما جرى خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأن خلاصات ذلك التقييم الجماعي سيطلع عليها الرأي العام في حينه.
يشار إلى أن هذا اللقاء الذي عرف حضور أعضاء الديوان السياسي ومجلس رئاسة الحزب وبعض أعضاء اللجنة المركزية، شهد لحظات حماسية رفعت فيها شعارات تؤكد صمود حزب التقدم والاشتراكية ومواصلته للمشاور النضالي الذي دشنه الرواد من الرعيل الأول ويرثه المناضلات والمناضلون جيلا بعد جيل، من أجل وطن حر وشعب سعيد.
وفي تصريح لبيان اليوم، عبر العديد من وكلاء اللوائح الذين لم يحالفهم الحظ خلال هذه الانتخابات لأسباب وصفوها بالغير ديمقراطية، أنهم لن يستسلموا لما حدث ولن يخذلوا ثقة المواطنين الذين صوتوا لهم حتى وإن لم يتمكنوا من الفوز بمقعد نيابي، لأن المعركة، في نظرهم، مستمرة وأن حزب التقدم والاشتراكية ليس من طينة الأحزاب التي ترتكن إلى خيبة الأمل والتراجع إلى الوراء.

محمد حجيوي

Related posts

Top