فريقان مغربيان يبلغان مرحلة نصف نهاية الكؤوس الإفريقية الخاصة بالأندية، حدث ليس عاديا ولا يمكن نهائيا استصغار الإنجاز المحقق، وبالتالي لابد من تسجيله ووضعه في إطار تراكم إيجابي على صعيد قارة تحاول المملكة المغربية أن تؤسس معها علاقة مختلفة مبنية على منطق رابح/رابح.
الوداد البيضاوي الذي سيواجه اتحاد العاصمة الجزائري في المربع الذهبي لعصبة الأبطال والفتح الرباطي بكأس الاتحاد، وإلى حدود مرحلة الربع، أنجزا المهمة بتفوق وتنتظرهما مراحل أكثر قوة وندية في محاولة المرور إلى مرحلة أخرى تتمثل في كسب الرهان والوصول إلى منصة التتويج بعد سنوات من الغياب عن مثل هذه الاستحقاقات.
وتأتي أهمية هذا التفوق كونه يأتي على حساب أندية قوية من طينة نادي ماميلودي صانداوز الجنوب-إفريقي (حامل اللقب)، ثم نادي الصفاقس التونسي الذي يعتبر واحدا من خيرة الأندية المتمرسة في مثل هذه المسابقات.
تأهيل الفريقين المغربيين جاء عن طريق ضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الذهاب والإياب بالتكافؤ وبنفس النتيجة إصابة لصفر لكل فريق بميدانه وحين تتمكن من تحقيق الفوز عن طريق ضربات الحظ، وهذا يعطي الانطباع على نوع من التمرس والخبرة والإعداد المسبق لهذه المرحلة.
ولعل استمرار الحضور السنوي والمشاركة المتكررة يسمح بتراكم إيجابي وكسب المزيد من الجلد والقوة والخبرة وهي مميزات ضرورية افتقدتها الأندية المغربية على امتداد العديد من السنوات، حيث لم يسمح لها الحضور المتقطع وغير الدائم بإمكانية كسب الخبرة الضرورية وخبر أغوار الأدغال الأفريقية.
الوصول إلى مرحلة النصف يعني أن الفريقين على بعد خطوة من الوصول إلى النهاية وعلى بعد خطوة أخرى عن منصة التتويج، ولعل الإيجابي في هذا الإنجاز أنه يحافظ على استمرار حضور التمثيلية المغربية في هذه المراحل المتقدمة، إذ استطاع الوداد والفتح الوصول السنة الماضية إلى المربع الذهبي وخسراه معا بكثير من الرعونة وإن لم نقل “الشمتة” الغير مسموح بها في مثل هذه المنافسات.
هذه السنة سنرى ما إذا كان التراكم الإيجابي سيسمح لفريقينا بعدم السقوط مرة أخرى وسيتمكنان من تفادي الأخطاء التي وقعا فيها أمام الزمالك المصري بالنسبة الوداد ومولودية بجاية الجزائري فيما يخص الفتح، لأنه من غير المقبول أن لا يبحثا هذه السنة عن التتويج بكل ما أوتيا من قوة وخبرة وتجربة وإمكانيات محترمة.
نسجل هذا الإنجاز المهم للوداد والفتح، ونأمل جميعا في أن يواصلا المسار بنفس الفعالية إلى حين صعود منصة تتويج غابت عنها الكرة المغربية طويلا، ولم يعد مقبولا استمراره.
حظ سعيد للوداد والفتح ..
محمد الروحلي