التأمت مجموعة من الكتاب والنقاد والمفكرين المغاربة والإسبان، مؤخرا، بالمعهد الثقافي سيرفانتيس بمراكش، بمناسبة اليوم الذي خصص لتكريم الكاتب الراحل خوان غويتيسولو الذي وافته المنية في شهر يونيو الماضي، بالمدينة الحمراء، وذلك بهدف سبر أغوار الأعمال الأدبية لهذا الكاتب وتحليلها.
وتناوب كتاب ونقاد، من بينهم إبراهيم الخطيب (مترجم كتبه إلى اللغة العربية)، وجوردي دوسي، ونورية آمات، وحسن أوريد والحسين بوزينب، على أخذ الكلمة خلال مناظرتين نظمتا بهذه المناسبة، بحثا عن مرجعية يمكن عبرها توضيح أعمال هذا الكاتب التي شكلت جسرا بين الغرب والمشرق، وكذا بين إسبانيا والمغرب، بشكل أفضل.
وأوضح إبراهيم الخطيب، المترجم والناقد الأدبي، أن القصة السردية عند خوان غويتيسولو تتميز بتعبيرها المستوحى من الشعر، وهو ما يجعل هذا الكاتب يختلف في أسلوبه عن باقي الكتاب الإسبان المعاصرين، لكونه يعتمد على جمالية اللغة. وأكد أن هذا الكاتب استطاع تطوير النظرة النقدية من خلال بلده الأصلي والحضارة الغربية، هذه النظرة النقدية التي مكنته من تكوين أسلوب وبناء عمل إيديولوجي أصيل، وتبني موقف سياسي في مواجهة النظام العالمي الجديد. ومن أعماله، يستكشف القارئ رجلا مولعا بالصوفية الإسلامية – يضيف الخطيب – مشيرا إلى أن هذا العشق ينعكس في عدد من أعماله. وأشار الخطيب إلى أن أعمال خوان غويتيسولو بدأت تترجم إلى اللغة العربية منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي، واستمر هذا الاهتمام من جديد في سنوات التسعينيات، حيث أن حوالي 17 من أعماله نشرت بسوريا ومصر والمغرب في الجرائد اليومية.
من جهتها، سجلت الناقدة الأدبية الإسبانية مرسيديس مونماني أن المحتفى به كافح ضد الإيديولوجية الانفصالية، “التي تؤدي إلى الحروب والكوارث”، مشيرة إلى أن الراحل كان، في هذا الإطار، مدافعا كبيرا عن مغربية الصحراء.
وأكدت أن هذا المفكر، ذائع الصيت في الأوساط الأكاديمية، يعتبر مخلصا ووفيا للإرث التقليدي الأدبي الإسباني، وأن الانشغال الكبير لخوان غويتيسولو يتوقف حول “استعادة مكانة التاريخ الأدبي الإسباني وإعادة كتابة هذا الأدب الإيبيري، بالنظر إلى سيطرة تاريخ المحافظين على الإنتاج الأدبي”.
تكريم الكاتب الراحل خوان غويتيسولو بمراكش
الوسوم