لازالت معاناة سكان القنيطرة مع تلوث الهواء تتفاقم، حيث خرج مئات المواطنين الأسبوع الماضي ضمن وقفة احتجاجية لحث المسؤولين على إيجاد حل لسحب الدخان التي تجثم منذ سنوات على أجواء المدينة، والتي تؤثر على صحة العديد من المواطنين، حيث تسجل حالات اختناق يومية وكذا إصابات، خاصة في صفوف الأطفال والشيوخ، بأمراض الربو والحساسية.
وقالت نادية تهامي، عضوة جمعية تنمية عالم الأرياف، وأستاذة الجغرافيا بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في تصريح لجريدة بيان اليوم، “أن ظاهرة سحب الدخان التي تتحول إلى غبار أسود، باتت تهدد السلامة البيئية وصحة الساكنة بالقنيطرة، وأن النداءات والتنبيهات بل وحتى المراسلات التي وجهتها هيئات وفعاليات محلية للسلطات، لم تلق أي تجاوب، في حين يزداد الوضع تفاقما، حيث يمكن أن تلاحظ كل صباح أثرا للغبار الأسود في الأجواء، كما قد تلاحظ أن لون الغسيل الأبيض قد تغير إلى الأسود، هذا فضلا عن تزايد عدد الإصابات بحالات اختناق في صفوف الأطفال وكبار السن”.
وأفادت المتحدثة أن الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها الهيئة المحلية لمتابعة الشأن المحلي بالقنيطرة والتي شارك فيها عدد من الهيئات المدنية والقوى السياسية ومجموعة من الفعاليات والمواطنين بمختلف فئاتهم نساء ورجالا، جاءت لتدق ناقوس الخطر بعد التأخر المسجل في اتخاذ مسؤولي محطتي توليد الطاقة الكهربائية بالقنيطرة للإجراءات والتدابير البيئية المتفق بشأنها مع السلطات الترابية بالعمالة للتخفيف من المقذوفات الهوائية، حيث كان عامل المدينة قد أعطى لهذه الوحدات، مهلة أخيرة تتراوح ما بين شهر وثلاثة أشهر للقيام بكل إجراءات التأهيل البيئي داخل مصانعها واحترام توصيات اللجنة التقنية الجهوية لتتبع جودة الهواء، والتي كانت قد قامت بزيارة خلال شهري فبراير ومارس لـ21 وحدة صناعية بالإقليم بما فيها هاتين الوحدتين.
وأضافت التهامي موضحة أن المختبر الوطني للبيئة، حسب ما كانت قد كشفت عنه نزهة الوافي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، سبق أن قام بحملة لقياس جودة الهواء بمدينة القنيطرة قبل نحو ثلاث سنوات، حيث أكدت النتائج أن قياسات ملوثات ثـاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون والأوزون تحترم الحدود القصوى لجودة الهواء المقننة، في حين أن كمية المواد العالقة تتجاوز المقاييس المحددة.
وأكدت تهامي، أن اتخاذ الإجراءات الضرورية بات أمرا مستعجلا لوقف مخاطر التلوث الذي أصاب الهواء في المدينة، بسبب الأدخنة المنبعثة من المحطتين أساسا، والذي يهدد ليس فقط صحة المواطنين، بل وتنمية المدينة نتيجة رغبة عدد من السكان المغادرة نحو وجهات أخرى.
هذا ورفع العديد من المشاركين في الاحتجاج نداءات باستعجال تنفيذ الإجراءات والتدابير البيئية للحد من مقذوفات الأدخنة التي تتحول إلى غبار الأسود، مؤكدين أن الوضع بات يهدد سلامتهم بل وحياتهم وحياة أطفالهم، حيث بات بعضهم يتنقل يوميا للمؤسسات الاستشفائية، لتلقي الإسعافات من حالة الاختناق التي يصاب بها أبناؤهم نتيجة تلوث الهواء، مرددين أن “الوضع أصبح لا يطاق”.
فنن العفاني