أمام هذا الاهتمام الإعلامي والشعبي، تمر أحيانا بعض التفاصيل حتى ولو كان الأمر يتعلق بموضوع كرة القدم نفسها، فما بالك بأنواع أخرى تعاني من قلة الاهتمام من طرف الإعلام، دون أن نجد العذر أيضا لمسؤولي هذه الرياضات، حيث تنعدم فيهم روح التواصل والانفتاح، وضرورة التعريف بأخبار مؤسساتهم وبرامج عملها، وإن كنا نعرف إن الأمر ليس سهلا، إلا أنه ممكن التحقيق.
الموضوع الذي نحاول التركيز عليه اليوم، هو اكتساح أسماء مغربية لأهم اللجان بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ كرة القدم المغربية والرياضة الوطنية بصفة عامة.
حسب ما صدر عن مقر الكاف بالقاهرة، فقد وصل الحضور المغربي إلى 13 شخصا، موزعين على مختلف اللجان والمصالح، يتقدمهم بطبيعة الحال رئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع، وعضوية كل من محمد مختاري وسعيد بلخياط وحمزة الحجوي وسعيد الناصيري ومصطفى حجي ونوال المتوكل ويحيى حدقة وناصر لارغيت وعبد الرزاق هيفتي ومحمد مقروف، مع إمكانية تعيين الإداري الصديق العلوي ككاتب عام بالنيابة، وهو من أطر وزارة الشباب والرياضة، عمل طويلا داخل الجامعة، كما تكلف بالكثير من الملفات خاصة المتعلقة والتظاهرات والمباريات الدولية.
كثيرا ما اشتكينا من الغياب على مستوى أجهزة القرار سواء بـ (الكاف) أو غيرها، والآن فتحت الأبواب بفعل العمل الكبير الذي أنجز في ظرف قياسي و”جا الخير في مرة”، كما يقال بالدارجة المغربية، وهذه المكاسب التي تحققت بفضل الإستراتيجية الذكية المتبعة خلال السنتين الأخيرتين، لابد وأن يواكبها عمل واجتهاد والكثير من الحرص واليقظة.
ولتعزيز هذه المكاسب، لابد من أسس وأسبقيات وبعد نظر وذلك بـ: أولا: التأكد من وضع المغربي المناسب في المكان المناسب، وهذا نقاش آخر يمكن أن يحلينا على ضعف النخب الرياضية على الصعيد الوطني ، وهروب الكفاءات وتفادي الأغلبية الساحقة من الأطر الانخراط بالمجال الرياضي لأسباب متعددة ومتشعبة.
ثانيا: ضرورة إتباع إستراتيجية واضحة من طرف كل المتدخلين في هذا المجال، والعمل وفق تصور المؤسسات وليس الأفراد، كما كان من قبل حتى لا يفهم الشخص المعني، أن تواجده على مستوى الأجهزة سواء القارية أو الدولية، هو استحقاق فردي أكثر منه تمثيل لبلد بكامله.
ثالث: السعي لتكريس هذا الحضور الوازن عبر مراحل تقييم محددة ومراقبة مستمرة وتفاعل إيجابي، مع الحرص على تعامل ذكي ودقيق مع باقي الشركاء في الأجهزة القارية والدولية، قصد تفادي ردود الفعل المنتقمة استحضارا لحقيقة لا يمكن تجاهلها، ألا وهى أن هناك متربصين وأعداء لا يترددون في استغلال أي خطأ أو هفوة للنيل من المغرب.
رابعا: الأهداف التي يجب التركيز عليها تتمثل في كيفية الاستفادة من هذا الحضور الوازن، وذلك عبر تكوين أطر وطنية مؤهلة لضمان الاستمرارية بنفس الزخم والتأثير في قادم السنوات، مع ضرورة جلب معسكرات ودورات تدريبية لفائدة الأطر الوطنية بمختلف التخصصات.
خامس الأهداف: الحرص على ضمان متابعة إعلامية قصد إبراز عمل الأطر الوطنية، وجعلها دائما في قلب الحدث، والبحث عن آفاق أخرى للعمل، وهذا البعد يجب أن يدخل ضمن إستراتيجية عمل موضوعة من طرف أجهزة الدولة ولا يقتصر على تصور بعض الجامعات فقط، خاصة تلك التي التقطت الرسالة مبكرا.
محمد الروحلي