الجزء الخامس
مشروع الأطروحة السياسية
الباب السادس
القيمة المُضافة لحزب التقدم والاشتراكية في المشهد الحزبي الوطني
القسم الأول
هوية الحزب ومهام المرحلة
مفهوم اليسار في العصر الراهن
إن إعادة طرح السؤال حول مفهوم اليسار في عالم اليوم، وفي مغرب الحاضر والمستقبل، لَهُوَ من باب الممارسة الفكرية الخصبة التي يفرضها الواقع علينا كمفكر بصيغة الجمع.
فَفكرةُ اليسار، وإن كانت موضوعَ اجتهاد فكري عالمي متواصل، إلا أنها ما زالت تحتفظ بكل راهنيتها كتعبير واقعي، غاية في الجدية والتماسك، عن تطلع الإنسانية نحو مجتمع متحرر وعادل، وهي فكرة تُمَثل البديل الأكثر وضوحا أمام ادعاء انتصار الليبرالية كفكر واقتصاد، وهي الجواب الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الأكثر تماسكا وصمودا عن قلق البشرية من تواتر وتصاعد أزمات الرأسمالية المعولمة المُفْضية إلى مزيد من استغلال الشعوب وتعميق الفوارق بين الشمال والجنوب وبين الأغنياء والكادحين المنتجين للثروات.
والهوية اليسارية، مهما اختلفت السياقات والتعبيرات السياسية، وطنيا وأمميا في تأويلها، فإنها تنطوي على قيم كونية ثابتة تتجلى أساسا في التبني والدفاع عن القيم الإنسانية السامية، ومنها قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، والمساواة، ونبذ الظلم وكل أنواع الاستغلال، والتموقع إلى جانب الكادحين والشغيلة اليدوية والفكرية وكل جماهير الشعب في الكفاح من أجل حياة أفضل، والدفاع عن الحريات الجماعية والفردية في أبعادها الديمقراطية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية.
لكن اليسار ليس مجرد قيم سامية، فَحَسْب، تتبناها تنظيمات وحساسيات سياسية مختلفة، بل هو كذلك تعبير عن طموح مقرون بالعمل، في اتجاه بناء تنظيم اجتماعي يؤسس لعلاقات إنتاج جديدة، تقوم على التوزيع العادل للثروات.
تجديد التموقع الطبقي للحزب
بهذه المعاني التي تجعل من اليسار طريقا مُفضيا إلى قناعات وممارسات حرة وواعية تصب في اتجاه حضارة إنسانية تنبذ الاستغلال بكل أصنافه وأشكاله، فحزب التقدم والاشتراكية مُعتز، دونما أدنى شك، بتموقعه اليساري، ويظل وفيا لمبادئ اليسار وقيمه وآفاقه، ويعتبر ذلك ثابتا من الثوابت المتكاملة والمتناغمة التي تشكل وتؤسس مبررات وجوده، وهو الذي بَصَمَ المشهد الحزبي الوطني، ولا يزال، ببصماته المتميزة والمتفردة كحزب وطني، يساري، اشتراكي، تقدمي، حداثي وديموقراطي، مرتبط أشد ما يكون الارتباط بالدفاع، بكل ما أوتي من قوة، عن المصالح العليا للوطن والشعب، وعن كرامة وحقوق عموم المواطنات والمواطنين، وفي مقدمتهم العمال اليدويون والفكريون، والطبقات الكادحة والفئات الهشة والمستضعفة. وهو بذلك أداةٌ للكفاح إلى جانب مهضومي الحقوق، طبقيا واجتماعيا وثقافيا وإيكولوجيا ومجاليا، بسعي متواصل نحو تطوير مقارباته مع الواقع الوطني والعالمي المتحول باستمرار.
تثبيت التموقع الإيديولوجي كحزب يساري ديمقراطي تقدمي اشتراكي ينبذ الدوغمائية والانتهازية
يؤكد حزب التقدم والاشتراكية تموقعه، فكريا وإيديولوجيا، ضمن قوى اليسار، كحزب وطني ديمقراطي اشتراكي وحداثي، يعتبر إشاعة القيم الكونية للتقدم والديمقراطية والحداثة والعقلانية من المهام المركزية لنضاله في الواجهة الفكرية والإيديولوجية، ويرفع لواء الدفاع عن قيم وممارسات العدالة الاجتماعية، والنضال لأجل رفع الظلم والحيف عن الذين يؤدون ثمن الفوارق الطبقية، من عمال وفلاحين وفقراء وكل الفئات المُسْتَغَلة، وهو المنطق ذاته الذي يستند إليه الحزب في نضاله من أجل إقرار المساواة بين الرجل والمرأة، والدفاع عن الحريات والحقوق الفردية والجماعية، وعن الديمقراطية بأبعادها الشاملة والمتكاملة.
ويأخذ الحزب بمنطق التواضع الفكري وبنسبية الحقيقة، ويرفض بذلك كل نزوع نحو الدوغمائية والجمود العقائدي والإطلاقية والأصولية الفكرية بجميع ألوانها، باعتبار “التغيير” الجوهر الفلسفي للجدلية الماركسية، حيث أن الفكر الاشتراكي مُحَفزٌ على الاجتهاد والتجديد في المفاهيم والأساليب، وخاضع بدوره لقانون التطور، بتطور العلوم الإنسانية، وبالتحولات المجتمعية التي تتآلف في صنعها الشروطُ الذاتية والموضوعية.
إن هذه القناعات هي ما جعل الحزب ينأى بنفسه عن الانغلاق والانتهازية والمغامرة، وعن تقديس أفكار هي في أول وآخر المطاف إنتاج بشري محكومة بالسياقات التي أفرزتها، وهي القناعات التي جعلت الحزب مؤثرا ومتأثرا بالواقع المغربي، بخيط ناظم يتمحور حول فكرة الاشتراكية بالخصوصيات المغربية.
هل من تناقض بين أهداف اليسار والتموقع مع أحزاب غير يسارية وفق برنامج سياسي مرحلي
اعتماداً على هذه المقاربات العميقة والمُرَكبة، فإن الحزب، على الصعيد السياسي، يرفض المقاربة التسطيحية التي تخلط، عن قصد أو عن غير قصد، بين الجوهر الإيديولوجي والفكري والسياسي الذي يقوم عليه حزب التقدم والاشتراكية، وبين مُستلزمات الائتلافات والتموقعات المؤسساتية التي ينخرط فيها، بقرار حر ومستقل، وتتأسس على اتفاقات مرحلية حول برنامج عمل إصلاحي محدد في الزمان والمضمون، كلما توفرت فيها شروطٌ تسمح للحزب بترجمة جزء من تصوراته ومقارباته في شكل مُنجزٍ فعلي.
إن العمل المشترك مع أحزاب سياسية غير يسارية، لا يقتضيه واقع اليسار المغربي فقط، بل إنه مُتَطلب وطني غير نهائي يتعامل معه الحزب بالموضوعية اللازمة، مُسْتحضرا المصلحة العليا للوطن والشعب وواجبَ الإسهام في محاولة الدفع بالإصلاحات إلى أبعد مدى ممكن، على ضوء موازين القوى المُمَيزة لكل مرحلة تاريخية.
إن التموقع المرحلي البرنامجي بين أحزاب تختلف مرجعياتها، كما هو الحال في كل البلدان الديمقراطية، لا يلغي التمايزات الفكرية بينها، وحزب التقدم والاشتراكية لا يمارس الخطاب المزدوج، بل إنه يؤسس ويمارس عمله المشترك مع المكونات السياسية، بصورة مستقلة حرة ومسؤولة وملتزمة بما يتم الاتفاق عليه من برامج يكون له نصيبٌ في بلورتها وتنفيذها، بحرص شديد على حَمْل لواء الهواجس الاجتماعية والحقوقية والديمقراطية.
القسم الثاني
مستلزمات تكريس البعد الجماهيري في النضال الحزبي
الارتباط بقضايا المواطنات والمواطنين
إن الرصيد التاريخي المُشرق للحزب، وحضوره المتواصل في مختلف الجبهات النضالية، وصورته الطيبة لدى شرائح واسعة من المجتمع، يتيح موضوعيا،أمام مختلف هياكله وتنظيماته وقطاعاته إمكانيات هائلة للتوسع التنظيمي، إلا أن هذا المسعى لا يتحقق بالوتيرة والحجم المتلائمَين مع ما يستلزمه خيار البُعد الجماهيري، مما يجعل الحزبَ مُجبرا على إعادة طرح سؤال الأدوات والأساليب الناجعة لبلوغ حضور أكثر زخما وقوة، وفي مقدمتها مسألة الارتباط الوثيق واليومي بقضايا المواطنات والمواطنين، من خلال اعتماد أسلوب نضال القرب، وتكييف العمل الحزبي مع المتغيرات العميقة التي تشهدها البنيات الثقافية والاجتماعية والمدنية والتواصلية، ومع التحولات التي تعرفها الملفات والمطالب التي تستأثر باهتمام أوسع الجماهير الشعبية، والحرص على الحضور في الواجهة النقابية من خلال الانخراط النضالي في المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، وبالأخص داخل صفوف الاتحاد المغربي للشغل، لدعم نضالات العمال ومختلف فئات المأجورين والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة، وكذا عبر بلورة الهياكل الحزبية لمشاريع عمل تروم التبني والدفاع عن المصالح المشروعة للمواطنين، عبر تنظيمهم وتأطيرهم، وحمل قضاياهم والترافع والنضال من أجل تحقيقها.
الاعتناء بتكوين المنخرطات والمنخرطين
لا شك أن الحزب قد أثبت قدرة واضحة على الانفتاح وإدماج فئات وكفاءات متنوعة داخل صفوفه، مُبرهنا بذلك على صورة وكُنْهِ الحزب الحي المتطور والمنفتح والمتجدد على الدوام. إلا أن هذا الواقع بقدر ما يؤشر عليه من نجاحات، بقدر ما يطرحه اليوم من تحديات حقيقية، لاسيما تلك المتصلة بمعادلة صَوْن “أساسياتِ هويةِ ومَضْمون وممارساتِ حزب التقدم والاشتراكية”، وفي نفس الوقت الحفاظ على إمكانيات التطوير والتكيف والتناغم مع المتطلبات الراهنة.
ذلك ما يجعل مسألة التكوين الفكري والسياسي والتدبيري والعملي، في مختلف المجالات ذات الصلة بالمهام النضالية، بالنسبة لجميع المنخرطات والمنخرطين، مُكتسية لأهمية بالغة، باعتبار ذلك إحدى صمامات الأمان الضرورية لتمكين الحزب من مواصلة التوفر على تلك المناعة الذاتية التي جعلته دائما أبعد ما يكون عن مجرد تجمع بلا معنى ولا جوهر، خاصة مع استحضار مُعطى التطور الهائل لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة.
وسيكون هنا ضروريا وضع برامج للتكوين تروم تقوية القدرات وتقاسم المبادئ والقيم والمعلومات والتجارب والخبرات، من أجل تعميق القناعات وتعزيز الشعور بالانتماء، إذ يمكن في هذا الإطار، الانطلاق من تكريس وتقوية الرصيد الإيجابي للتعاون المثمر مع كل من مؤسسة علي يعته، والجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، ومركز عزيز بلال للدراسات والأبحاث، كل في مجال تخصصه واهتمامه، وكذا اعتبار التكوين أولوية قصوى ضمن عمل كافة أجهزة الحزب ومنظماته.
التصدي لمظاهر الانتهازية والوصولية والاتكالية ومعالجة التعثرات التنظيمية
حزب التقدم والاشتراكية تعبيرٌ سياسي وتنظيمي عن حاجة مجتمعية لحركة وطنية ديمقراطية وتقدمية، أصيلة ومتميزة، كإفراز تاريخي طبيعي في سياق نضالات الشعب المغربي. وهوية الحزب يجسدها عمليا السلوكُ النضالي والأخلاقي لأعضائه، ومدى التزامهم تجاه وطنهم وحزبهم، ومستوى الثقة والمصداقية التي يتمتعون بها.
من هذا المنطلق، فإن الحزب وهو يعتز بقدرته على استيعاب أجيال وفئات مختلفة، فإنه مُطَالَبٌ بتوفير وتحسين بنيات استقبال تسمح بالاندماج العادي لكل الطاقات، وتمكينها من التشبع بخطه السياسي وقيمه ومبادئه، ومن احترام ضوابطه وقوانينه وأخلاقياته ومرجعيته، ومن اعتناق المصلحة العامة، تحصينا للحزب من كل أشكال الانتهازية والوصولية والاتكالية والذاتية، كما أنه مُطَالبٌ بتحسين حكامته الداخلية، خاصة من خلال اعتماد مقاربات وآليات تتيح معالجة التعثرات التنظيمية بما يلزم من صرامة ومسؤولية، ومن خلال إحلال ثقافة المُساءلة وتقييم النتائج ومراقبة الأداء ومأسسة النقد، ومحاربة الخلط بين الطموح الفردي المشروع من جهة، وبين محاولة تسخير الحزب لأغراض ضيقة أو ذاتية من جهة ثانية.
السعي إلى إقامة التطابق الخلاق بين الإشعاع السياسي والتأثير التنظيمي والانتخابي
إذا كان الحزب يعرف تجارب ناجحة، سياسيا وتنظيميا وانتخابيا، في مناطق عديدة، فإن ذلك يطرح علينا مسؤولية تحصينها وتطويرها وإبرازها كصورة مشرقة عن جدية الحزب، ويستدعي الاعتراف والتقدير لمن وراءها من مناضلات ومناضلين، وطنيا ومحليا، بما يبذلونه من تضحيات في إطار الالتزام والتطوع ونكران الذات.
لكن سؤال “إقامة التطابق الخلاق بين الإشعاع السياسي والتأثير التنظيمي والانتخابي” لا يزال سؤالا جوهريا وضروريا لمواصلة بناء حزب جدير بتاريخه الكبير وبتضحيات أجياله المتلاحقة، قادر على ترجمة التعاطف الكبير الذي يحظى به في المجتمع والحضور السياسي المتميز والنوعي الذي يسجله في مضمار الفعل العمومي، إلى نتائج كمية أيضا كفيلة بتبويئه المكانة التي يستحقها في المشهد الحزبي الوطني.
ولن يتأتى ذلك سوى بالاستحضار الدائم واليومي لضرورات التوازن الخلاق بين الكَم والكَيْف في جميع المبادرات والأعمال النضالية، على مختلف أصعدة ومستويات الفعل الحزبي.
القسم الثالث
خطة “تجذر” وأدوار الهياكل والآليات الحزبية في تقوية نفوذ الحزب
تأكيد مضامين خطة “تجذر”
أمام التغيرات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها الوضع الدولي والوطني على مختلف المستويات، أصبح لزاما على الحزب تبني مقاربة منهجية تفاعلية تروم حسن الاستيعاب والمواكبة، من أجل كسب رهان التدبير الإيجابي والخلاق للشأن الحزبي، في وفاء تام لمبادئه ومرجعياته استنادا على جدلية الوفاء والتجديد.
إن حيوية الحزب ويقظته هما ما يجعله دائما مُسَائلا لذاته، كاشفا عن مكامن قوته، مُشَخصا لجوانب القُصور في أدائه، ومستشرفا لأدوات جديدة ومُجددة لتجاوز أعطابه الداخلية.
لذلك وبهذا النفَس، وبعد خوض معركتين انتخابيتين متتاليتين خلال سنتي 2015 و2016، كرس الحزب كثيرا من الجهد والوقت للتفكير والتداول الجماعي من أجل تشخيص وتقييم أدائه العام وفعالية هياكله، فأسفر هذا المشروع التنظيمي، الذي امتد لشهور، عن بلورة خطة “تجذر”التي تهدف إلى استعادة القدرة على المبادرة الميدانية، واستنهاض طاقات المناضلات والمناضلين، ومراجعة أساليب التنظيم والاشتغال، مع استحضار المستجدات والمتغيرات المجتمعية المختلفة.
ويتعين التأكيد على مواصلة تفعيل هذه الخطة، بوصفها برنامجا طويل المدى، على أرض الواقع خلال المرحلة القادمة، وأساسا استثمار أجواء التعبئة والحماس بمناسبة تحضير المؤتمر الوطني العاشر، وذلك عبر مراجعة جذرية لتنظيم الحزب وأساليب اشتغاله وتعزيز قدراته على التحليل وإنتاج الأفكار والمقترحات، انطلاقا من الواقع الملموس ومماراكمه من تجارب ميدانية خلال مسار نضاله الطويل.
إن تفعيل وبلورة هذه الخطة على أرض الواقع من شأنه أن يؤدي إلى انصهار أكبر للحزب في محيطه الاجتماعي، وتقوية حضوره بشكل فاعل ومتعدد الأبعاد، من أجل إعادة البناء، وتعبئة واستنهاض طاقات مناضلاته ومناضليه، وفتح آفاق نضالية جديدة.
وتقوم خطة “تجذر”على ستة محاور متداخلة ومترابطة، هي:
أولا: تأكيد الهوية التقدمية الاشتراكية والديمقراطية للحزب
ثانيا: النضال الحزبي والجبهات الجديدة للعمل السياسي والاجتماعي
ثالثا: تجذير الهياكل والهيئات الحزبية في الواقع الاجتماعي
رابعا: التواصل الحزبي.. تحديات ومهام
خامسا: تفعيل إلزامية تأدية واجبات الانخراط
سادسا: التتبع والتقييم.
تفعيل دور التنظيمات الحزبية الموازية
من البديهي، أن كسب رهان خطة “تجذر” يقتضي الانخراط الجماعي السريع والفعال من قبل جميع المنخرطات والمنخرطين ومختلف الهياكل الحزبية لتنفيذها وبلورتها في شكل برامج عملية متنوعة، وفق الإجراءات والتدابير المحددة فيها، مع ترك المجال مفتوحا أمام المبادرات الخلاقة والاجتهادات المبدعة، والحرص على عدم استخدامها بشكل جامد آلي تفاديا لإفراغها من حيويتها وأهميتها.
وتندرج ضمن الآليات الحزبية المسؤولة عن تفعيل خطة “تجذر”، إضافة إلى الأجهزة التنظيمية والتسييرية الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية الحزبية، مختلف المنظمات الموازية ومراكز الدراسات والإعلام الحزبي.
ا – المنظمات الموازية
تؤدى المنظمات الموازية للحزب دورا حيويا في توسيع جماهيريته وتقوية حضوره وإشعاعه. كما تضطلع بمهام محددة وفق برامج مسطرة بغية تحقيق أهدافها حسب مجال اشتغالها وفق التوجه الفكري للحزب.
لضمان نجاعة عمل المنظمات الموازية وجب التركيز على أهمية مواكبتها تنظيميا ومصاحبتها تأطيريا ودعمها ومساعدتها وبذل جهد أكبر لتحقيق تكاملها وتعاونها وتقوية أشكال التنسيق بينها عبر توحيد الخط العام وفق منهجية تعتمد التلقائية البرامج وعقدة الأهداف والتتبع والتقويم.
الشبيبة الاشتراكية
تضطلع منظمة الشبيبة الاشتراكية بأدوار على قدر كبير من الأهمية والحساسية بالنظر للفئة التي تستهدفها والتي تطورت اهتماماتها وحاجياتها تبعا للمتغيرات الدولية والوطنية والتقدم التكنولوجي لوسائل الاتصال ما يلقي على هذه المنظمة مسؤولية أكبر في الانصهار مع قضايا الشباب والدفاع عن حقوقهم والترافع من أجل مطالبهم وانتظاراتهم والمساهمة والعمل الجدي المستمر على تأطيرهم واحتضان إبداعاتهم.
منظمة الطلائع – أطفال المغرب
منظمة تربوية متخصصة في الاشتغال من أجل الدفاع عن حقوق الطفل وحمايته من كافة أشكال الإهمال والحرمان والاستغلال كما تقوم بأنشطة متنوعة لتنمية ملكاته الإبداعية. وسيساهم اقتحام المنظمة لفضاءات أخرى خصبة للاشتغال في تقوية عملها وتعزيز دورها بتعاون مع التنظيمات الحزبية خصوصا في العمل الاجتماعي والإنساني والاهتمام بأبناء الفئات المجتمعية الهشة.
منظمة الكشاف الجوال
تساهم هذه المنظمة في نشر القيم النبيلة للرسالة الكشفية المبنية على العمل التربوي والتطوعي، بهدف تحفيز اليافعين والشباب على التطوع وتحمل المسؤولية والانخراط في المبادرات الإيجابية. ومن شأن استثمار القدرات والطاقات المتوفرة في أبعادها الفكرية والقيمية أن يساعد على تقوية وتطوير دور هذه المنظمة.
منتدى المناصفة والمساواة
يسعى هذا المنتدى إلى مواكبة القضاياالهادفة إلى تفعيل المنظور الشمولي لحقوق الإنسان، وترسيخ ثقافةالمناصفة والمساواة كآلية ورافعة أساسيةمن أجل بناء مجتمعالديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية. مع ما يتطلب ذلك من صيانة لحقوق النساء، وتوسيع المكتسبات على كافة المستويات.
الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين
تقوم الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين بمبادرات مهمة لتنظيم وتأطير المنتخبين وتكوينهم وتقوية قدراتهم المعرفية وتأهيلهم للاضطلاع بأدوارهم على أحسن وجه وتنمية وعيهم بواجباتهم وحقوقهم في مساراتهم ومهامهم التمثيلية من خلال تكثيف اللقاءات التواصلية والتأطيرية. ولا شك أن نجاح الجمعية في مهمتها رهين بكسب التحدي الأساس المرتبط بالإدماج الطبيعي والسلس لجميع المنتخبين في الحياة الحزبية اليومية واضطلاعهم بمهام تنظيمية إلى جانب مهامهم التمثيلية لضمان ارتباطهم الحيوي والدائم بالحزب.
ب ـ هيئات الدراسات والأبحاث
قام الحزب بإحداث مؤسسات علمية وفكرية تعنى بشؤون البحث العلمي والنقاش الفكري، عبر أنشطة وتظاهرات والقيام بأبحاث ودراسات، لتساهم في تنشيط البحث العلمي، وإثراء الحياة العلمية والفكرية الوطنية، ولتشكل بالأساس دعما وإغناء للعمل الحزبي، عبر المساهمة في بلورة تصورات الحزب وتوجهاته وبرامجه. ويتعلق الأمر بكل من مركز عزيز بلال ومؤسسة علي يعته.
مركز عزيز بلال للدراسات والأبحاث
تم تأسيس هذا المركز كفضاء علمي مؤسساتي، بهدف إغناء اجتهادات الحزب الفكرية والنظرية، على مستوى تحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة كقوة اقتراحية في تحديد التوجهات المرتبطة بالسياسيات العمومية. وهو مطالب بالعمل على تقوية رصيد هو الانفتاح على طاقات أكاديمية علمية وفكرية.
مؤسسة علي يعته
إن إحداث هذه المؤسسة الفكرية يهدف بالأساس إلى المساهمة في تطوير الفكر السياسي المغربي والرقي بمستوى النقاش الفكري الدائر على الصعيد المجتمعي وتطعيم الحزب بالأفكار والتصورات عبر البحث والدراسة، لتأمين التجديد المستمر لمقارباته وإثراء تحاليله. وذلك بإشراك كفاءات حزبية. والانفتاح على فعاليات مختلفة.
ج ـ إعلام الحزب
يصدر حزب التقدم والاشتراكية، باعتباره المساهم الرئيسي في شركة BAYANE S.A للنشر جريدتين هما “بيان اليوم” و”AL BAYANE”، للإخبار والتعبير عن قضايا الوطن، والإسهام في تعزيز البناء الديمقراطي، وتنشيط الحوار السياسي التعددي، والدفاع عن أفكار التقدم والديمقراطية.
وتعد صحافة الحزب وسيلة إعلامية للتعريف بمواقفه وبآراء مناضليه وعموم المواطنين، وهي منفتحة على مختلف التعبيرات داخل المجتمع المغربي، وفق ضوابط الممارسة الصحفية وأخلاقيات المهنة.
ويمكن أن تلعب صحافة الحزب دورا أقوى في الواجهة الإعلامية إذا تمكنت من تجاوز الصعوبات والعقبات المطروحة أمامها واستطاعت كسب رهان التأهيل والتنافسية، عبر التفاعل مع التقدم التكنولوجي في مجال التواصل حتى تشكل مرآة تعكس اهتمامات وانتظارات المجتمع.
ويتعين أن يندرج تطوير دور هذه التنظيمات الموازية للحزب في إطار رؤية شمولية لتجويد أدائه، من خلال تشجيع روح المبادرة وتحفيز الإبداع النضالي وتقوية الحضور التنظيمي، باعتبارها روافد حزبية للاستقطاب والتكوين والتطوع، وفضاءات للإشعاع والمواطنة والالتزام والإشعاع، لكن من الحيوي والأساسي مواصلة دعمها ومواكبتها وتأطيرها ومحاسبتها، حتى تواصل الاضطلاع بأدوارها الهامة في حياة الحزب.
خاتمة
هذا هو حزب التقدم والاشتراكية الذي ولد من رحم الأمة ووهب نفسه لها: حزب محمل بقيم الوطنية الصادقة وبمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، حزب جربته المحن في سبيل الوطن والشعب، والمنفتح على المستقبل كي تتحمل الأجيال تلو الأجيال مسؤولية قيادته وفق ضوابطه الفكرية والسياسية والتنظيمية كي تجده البلاد دوما على أتم استعداد ليستمر في خدمتها.
هذا حزب يحتاج إليه المغرب مهما كانت الظروف حزب التقدم والاشتراكية المتبصر المعطاء، الشجاع، المستقل، المستشرف للمستقبل والمحمل بقيمته المضافة المتميزة والتي يحتاج إليها الوطن.