تتحدث ناهد حيون الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات «حيون» الفاعلة في قطاعات الإنشاءات والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة للمدن الذكية عن تجربتها في الامارات العربية المتحدة، وطموحاتها، وأمنيتها في العودة إلى بلدها الأم «المغرب» في يوم ما. كما تتحدث أيضاً عن وجه الاختلاف بين نشاط المرأة المغربية في موطنها، مقارنةً بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقيم فيها.
ناهد حيون التي شاركت في الملتقى الأول للكفاءات المغربية المقيمة بالإمارات العربية المتحدة الذي نظمته الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة مؤخرا بالرباط، تتحدث أيضا عن تطلعات مغاربة المهجر إلى الاستثمار في بلدهم وضرورة المواكبة التي يحتاجونها من خلال تسهيل الإجراءات المرتبطة بالاستثمار.
> ما القيمة المضافة لمشاركة مغاربة الامارات في الملتقى الأول للكفاءات المغربية في الإمارات العربية المتحدة؟
< لابد من الإشارة بدايةً إلى أن هذا الملتقى شكل فرصة كبيرة للاستفادة منه، أقصد نحن كجالية مغربية مقيمة في الإمارات، كما ترى تعرفنا على بعضنا أكثر، وأتاح لنا لقاء نادر بأخوة وأخوات وأصدقاء ومفكرين ومستثمرين يعملون في عدة مجالات، ومنهم مَـن يتقلد مناصب رفيعة المستوى في خدمة هذا البلد الطيب «الإمارات» ليكونوا خير السفراء لبلدهم الغالي على القلوب «المغرب».
المغاربة الذين التقينا بهم بالمغرب يقيمون في دولة الامارات منذ سنوات طويلة، منهم من قضى فوق 15 سنة، لذلك لابد من أن نتوجه بالشكر إلى معالي وزير الجالية عبد الكريم بنعتيق الذي مكننا من هذه الفرصة والمبادرة النادرة التي نأمل بأن تكون سنوية، لتحقيق أكبر عدد ممكن من المشاريع المستقبلية المستدامة، لتعود بالنفع المشترك على بلادنا.
وأود التنويه أيضاً إلى أنه يوجد عدد كبير من المغاربة لم تسمح لهم الظروف بالحضور لهذا الملتقى الأول، رغم تنوع خبراتهم وتخصصاتهم وتجاربهم التي من المفترض إثراء الملتقى فيها، لذلك نأمل بأن تكون هذه الملتقيات دورية بين البلدين، لترسيخ الولاء والانتماء للبلد الأم، والإيمان المطلق بطموحات الشباب والشابات المغاربة، وبالتالي تجاوز أي عقبة مجتمعية أو حتى عملية ربما، من خلال تعزيز التواصل بينهم وبناء قاعدة بيانات فاعلة لهم في أي بلد يتواجدون فيه، حتى يتمكنوا من المضي قدماً نحو بناء المستقبل.
>هل تفكرين في العودة يوما ما إلى المغرب والاستثمار فيه وما هي الأمور التي يمكنها أن تشجع الاستثمار في بلدك الأم؟
< طبعا هذه أمنية كل مغربي مقيم بالخارج، وأتصوّر بأن حالي حال جميع المغاربة في الخارج، تواقون للعودة إلى بلدهم للعمل فيها بشكل دؤوب، ومحفز، لكن عندي يقين بأنه سيتحقق يوما ما، من خلال توفير حزمة تسهيلات وضمانات حقيقية للمواطنين المغاربة على مستوى الاستثمار وإنجاز مشاريعهم بعد العودة، هذه المشاريع التي ستجلب المزيد من رؤوس الأموال التي تتمتع فيها نخبة لا بأس فيها من رجال وسيدات الأعمال المغاربة في الخارج.
يتبادر إلى ذهني التذكير باهتمام وتوجيهات جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، بمواطني المملكة المغربية واستثمارهم على النحو الأمثل، كما ركّز على عدة قطاعات حيوية منها السياحة والثقافة والطاقة المتجددة، التي يطمح المغرب لأن يكون مُنتج لها بهدف تحقيق الاستدامة المستقبلية، إلى جانب إيجاد البنية التحتية المناسبة لتفعيل قطاع التكنولوجيا والأنظمة الذكية في مجال الأعمال والخدمات الحكومية، لما لها من مستقبل واعد.
ولنا في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال تواجدنا فيها أكبر مثال يمكن أن يُحتذى به، دولة لديها بُعـد في الرؤية الاستراتيجية، تخطط للسنوات المقبلة والأجيال الجديدة من الآن، الإمارات تهتم بالابتكار والتكنولوجيا، وعلى هذا الأساس نتمنى أن يتعزز التعاون بين الدولتين، خصوصاً في القطاعات الحيوية.
نحتاج بلا شك إلى تسويق بلدنا الحبيب بشكل أفضل، يجب أن تتكاثف الجهود وأن يتم تفعيل دور الإعلام في هذا المجال، كما يجب إبراز حضارتنا الغنية والاستفادة منها، إلى جانب الاهتمام بالتعليم بتعزيز اللغة العربية وهو مطلب هام، يسهم في تسريع عجلة التنمية، ولمَ لا يتم إدخال لغات أخرى تتحكم بلدانها اليوم بحجم كبير من التجارة الدولية مثل الصين، وكذلك الانجليزية كونها أصبحت لغة العصر.
نأمل بأن يضع المعنيون خطة واضحة ومحددة بتاريخ للتنفيذ، تتضمن استضافة مملكتنا لأحداث ومؤتمرات ومعارض متنوعة، تحمل بين طياتها التعرف إلى ما يمتلكه المغرب الضارب في التاريخ من مقومات، تجعله ينافس بقية بلدان العالم.
حجر الأساس لتحقيق ذلك، هو تقديم كافة التسهيلات للمستثمر وتبسيط الإجراءات لجعلها خدمة النافذة الواحدة مثلاً، لاستقطابهم والاستماع لملاحظاتهم واقتراحاتهم، ومساعدتهم على تخطي أي صعوبات، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، شركات الاتصالات وموضوع إلغاء رقمك الخاص بعد 3 شهور من عدم استخدامه، قطاع التأمين و التقاعد مثلاً لا يغطي دول الخليج العربي وهو أمر ليس سهلاً على الجالية، كذلك الضرائب نأمل إعفاء المغتربين منها كوننا خارج بلدنا، أو على الأقل دراستها، مع الأخذ بعين الاعتبار حجم التحويلات المالية إلى المملكة، التي تشكل رافداً نقدياً كبيراً، حتى أن هذه الضرائب يتم فرضها على الأملاك الخاصة، ويمكن تحقيق هذه الخطوة من خلال الربط الالكتروني للتحقق من جوازات السفر عند خروج ودخول المواطنين من وإلى المغرب.
> في اعتقادك، ما هي الفروق التي يمكن رصدها بين نشاط المرأة المغربية في الامارات العربية المتحدة والمغرب؟
< المرأة بشكل عام في الامارات العربية المتحدة، تحظى بدعم وتشجيع كبيرين، والمرأة في دولة الامارات العربية المتحدة تحظى أيضا بقيمة كبيرة سواء المرأة الإماراتية أو المرأة المقيمة، وتوفر لها الدولة دعما خاصا وتسهيلا في مشاريع الاستثمار. في المغرب لا تزال المرأة تعاني نوعا ما من نظرة تقليدية في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أن تشجيع المرأة في المغرب قد حقق تقدما مهمّا مؤخراً، غير أنه لا يزال محدوداً ودون تطلعات وطموحات المرأة المغربية، هي بالتأكيد عنصر فعال وذكي في المجتمع لديها تاريخ ، لا يمكن تهميشه أو إقصاؤه أو إهماله، بل يجب الاستفادة منها في كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى الرياضية، من خلال ترسيخ الهوية الوطنية لديها بشكل أعمق، وإيلاء الأهمية الكبرى للحفاظ على الموروث الشعبي والحضاري للعادات والتقاليد المغربية كونها مربّية أجيال، والأهم توفير قاعدة تشريعية مفعلة تضمن حقها وتمكّنها وتشجعها للمشاركة الإيجابية في مسيرة التنمية لخدمة بلدنا الحبيب، إلى جانب توعيتها بشكل مستمر بهذه المفاهيم، وحمايتها من مغبّة الوقوع في ممارسات تؤثر عليها سلباً اجتماعياً واقتصادياً، عبر مؤسسات الدولة الأمنية. وفي الختام اود أن أقتبس ما قاله جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بأنه يقدر الدور الهام الذي تلعبه المرأة المغتربة. فهي جزء لا يتجزأ من مكونات المجتمع المغربي لها حقوق وعليها واجبات وهي ثروة وطنية تستحق التقدير والاهتمام من خلال توفير الفرص الاستثمارية المناسبة لها في بلدها الأم. وبالتالي كانت مبادرة معالي الوزير عبد الكريم بنعتيق بأهمية عقد ملتقى سنوي يحضره جميع أصحاب القرار لتبادل الافكار والاقتراحات باعتبارهم يملكون خبرة متميزة لتبوئهم وظائف قيادية وهامة في الإمارات وغيرها.
<حاورها: حسن أنفلوس