استفاد أكثر من مائة بائع جائل، في إقليم كلميم مؤخرا، من مشروع واعد للتأطير والمواكبة الميدانية، يروم تغيير السلوك والتوعية بأهمية التربية المجالية والحفاظ على البيئة و الصحة، إضافة إلى تكوينات في طرق بناء المشاريع، من خلال دورات تكوينية تقوم بها جمعية مدرسي علوم الحياة الارض بكلميم، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكلميم.
ويقول الحسين الغنامي رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بكلميم، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “هذا المشروع، الأول من نوعه بكلميم، استفاد منه 28 من بائعي السمك، من خلال منحهم دراجات نارية ذات صندوق حافظ للبرودة، واستفاد منه أيضا 68 بائعا جائلا يشتغلون في مجال المأكولات، ومنحت لهم عربات مجهزة ومخصصة لكل فئة معنية”.
وبعد أن ذكر باستفادة أكثر من 26 مستفيدا ومستفيدة ضمن المرحلة الثانية للمشروع من دورة تكوينية في هذا الصدد بداية هذا الأسبوع في انتظار استفادة البقية في ذكرى عيد المسيرة الخضراء، أبرز أن المشروع يهدف الى “تنظيم المجال من خلال تأطير الباعة الجائلين حاملي مشاريع تجارية بالمجال العام مع ما يخلق ذلك من مشاكل يتضرر منها المجال الحضري، وصحة المواطنين والمجال البيئي والاجتماعي بشكل عام”.
ويستفيد كل مشارك من دورتين تكوينيتين حول أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال برامج تنمية الذات، وبناء المشروع الشخصي وسبل دعم المشروع وكيفية تطويره مستقبلا.
واللافت أن المشروع لا يقتصر فقط على التأطير بل يستفيد المشاركون أيضا من المواكبة الميدانية ،من أجل التنظيم وتقويم درجة نجاح التدخل وفقا لمعطيات الجمعية حاملة المشروع.
وأوضح الحسين الغنامي في ذات التصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بكلميم، وكل شركائها يسعون إلى تنزيل الفلسفة الحقيقة لمشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتمثلة في تغيير السلوك والعقليات”، مسترسلا أن “اليات التواصل وإجراءات الشفافية مكنت الجمعية من بناء الثقة مع المستفيدين والمستفيدات وإقناعهم أن مشاريع المبادرة الوطنية ليست هبات وعطايا، وإنما دعم لتطوير مشاريع يساهم فيها أيضا المستفيد”.
وقال إن الجمعية خلصت من خلال مواكبة هذا المشرع إلى عدد من الاستنتاجات المشجعة تهم قدرة المواطن المغربي على تغيير السلوك وتبني سلوكات إيجابية، والقدرة على تأدية التزاماته من أجل تطوير مشروعه وهو ما تهدف إليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
جدير بالذكر أن جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بكلميم، تقود حاليا جهودا للترافع حول تدبير النفايات من خلال التواصل مع مختلف مكونات المجتمع المدني بإقليم كلميم من مصالح خارجية، وجمعيات وجماعات الترابية، وتنسق ذات الجمعية على الصعيد الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، وهي شبكة جمعوية تضم الجمعيات المهتمة بالبيئة في المغرب.
وتركز الجمعية وشركائها على نشر الوعي البيىئي وتقوية قدرات الجمعيات العاملة في المجال، من خلال تنسيق جهوي في كلميم واد نون التي تضم أقاليم مهددة بمخاطر التغيرات المناخية كالفيضانات وغيرها.
وحصلت بعض مشاريع هذه الجمعية على جوائز في القمة العالمية رفيعة المستوى للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) التي انعقدت بمراكش سنة 2016، منها الجائزة الثالثة للحي النظيف، التي كانت من نصيب حي المسيرة بمدينة كلميم ،ونال هذه الجائزة من خلال مشروع الإنتاج المشترك للنظافة، وهو مشروع وطني هم 22 مدينة بالمغرب، تم من خلاله حث الموطن على تغيير السلوك ذي العلاقة بالتدبير النفايات بدءا بتلك المجال العام المشترك.
ويرى مسؤول الجمعية المذكورة أن “هذا المشروع كان بمثابة تمرين عملي لجمعية الحي حول كيفية التواصل مع الساكنة، ووضع مؤشرات دالة لبحث تطور تعامل الساكنة مع النفايات ونسبة الوصول للفرز من المنبع”.
وفي نفس السياق حصلت أيضا مدرسة يوسف بن تاشفين الابتدائية بكلميم على الجائزة التقديرية للمدارس النظيفة في قمة المناخ بمراكش (كوب22)، من خلال مشروع لجمعية مدرسي علوم الحياة الارض بكلميم، يهم التربية البيئة بالنظير استهدف المؤسسات التعليمية والنوادي البيئية داخلها، واستفاد من هذا المشروع أكثر من 660 تلميذا وتلميذة في تقنيات التنشيط بالنظراء في المجال البيئي و22 أستاذا و أستاذة.
وخلال العمل على مشروع رائد حول فرز النفايات بكلميم، خلصت تقارير الجمعية إلى أن معدل فرز النفايات وصل إلى نسبة 27.5 في المائة لمجموع المواد بالأحياء المدروسة، وأكثر من 96 في المائة لبعض المواد منها الخبز وبقايا الخضر وهي “مؤشرات مشجعة”، يقول، على عمل جمعيات الأحياء بمدينة كلميم في هذا الاتجاه.
وتدعو الجمعية في هذا الإطار إلى ضرورة تجاوز “النظام الخطي” لتدبير النفايات، وذلك عبر فرز النفايات ثم تثمينها وإعادة استعمالها مما سيمكن عددا من شباب المدينة من إنشاء مشاريع اقتصادية ربحية.
واشتغلت جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بكلميم أيضا على مشروع “الإنتاج المشترك للنظافة”، بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية، إذ مكن المشروع من تكوين 40 جامع عشوائي للنفايات (الميخالا)، وثم منحهم 20 دراجة هوائية بعرباتها لجمع النفايات من أجل تثمينها و40 لباسا واقيا وصحيا للتعامل مع النفايات.
وتعد الجمعية، وفق مسؤولها، لمشاريع مستقبلية طموحة أهمها مشروع تدبير وتثمين النفايات وفرزها من المنبع بالتنسيق مع كتابة الدولة في البيئة والتنمية المستدامة.
وتشتغل الجمعية أيضا على مشروع التشغيل في المجال الأخضر من خلال التوافق مع عدة مانحين من أجل تنزيله، ويهم تكوين الشباب في المجالات المرتبطة بالبيئة والتنمية المستدامة.
ويروم ” التشغيل الأخضر”، وهو مفهوم جديد، تمكين مجموعة من الشباب للقيام بمهن مدرة للدخل وفي نفس الوقت مرتبطة بحماية الطبيعة.
وتأسس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بكلميم سنة 2014 وهو فرع لجمعية وطنية تروم تحقيق جملة من الأهداف منها المساهمة في بناء مجتمع متضامن و منسجم مع قيم ومبادئ التنمية المستدامة، وترسيخ وتعميق الوعي بالتربية البيئية من خلال أنشطة تربوية وعلمية وبيئية وصحية، وبلورة وإنجاز مشاريع في مجالات ذات صلة باهتمامات الجمعية.
يذكر أن الحسين الغنامي، الذي ساهم في تأسيس عدة نوادي بيئية بمؤسسات تعليمية بكلميم ويشغل حاليا منسقا جهويا للائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية لجهة كلميم واد نون، سبق له أن أسس سنة 1994 جمعية بيئية وتربوية تدعى (جمعية أساتذة العلوم الطبيعية بكلميم) شكلت منذ ذلك الوقت حاضنة لفاعلين مهتمين بالبيئة وذلك في سياق بروز أولى بوادر النوادي البيئية بالمؤسسات التعليمية.
مبادرات جمعوية تثمر مشاريع صديقة للبيئة والمجال بإقليم كلميم
الوسوم