منظمة الصحة العالمية تطلق النسخة العربية من حزمة مواجهة العنف ضد المرأة

تتعرض حوالي امرأة واحدة من كل ثلاث نساء إلى نوع من العنف خلال حياتها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، مما يتطلب حسب منظمة الصحة العالمية، المزيد من الاعتراف والعمل على جميع المستويات لمواجهة هذه المعضلة الصحية والاجتماعية.
وفي هذا الصدد، يطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، يوم الأحد المقبل، نسخة باللغة العربية من حزمة توصيات المنظمة بشأن استجابة النظام الصحي للعنف ضد النساء والفتيات، وذلك في إطار جهوده المبذولة في التصدي للعنف ضد النساء والفتيات. ويتألف إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط من إحدى وعشرين دولة عضوا ودولة من بينها المغرب، ويبلغ عدد سكانه 583 مليون نسمة تقريبا.
وتسعى منظمة الصحة العالمية، بإصدار هذه الإرشادات المسندة بالبيانات، إلى ضمان أن يعطي القطاع الصحي أولوية أفضل للوقاية من العنف ضد النساء والفتيات والتصدي لهذا العنف – في سياقات التنمية والطوارئ – وأن يكتسب الشركاء الصحيون المعارف التقنية اللازمة لتقديم استجابة مناسبة.
وسيجري حفل الإطلاق في المكتب الإقليمي في القاهرة، مصر، يوم الأحد المقبل (31 مارس)، بمشاركة ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية والشركاء، ووكالات التنمية؛ لإظهار أهمية العمل معا من أجل ضمان توفير الصحة للجميع وبمساهمة الجميع.
وتشمل هذه حزمة التوصيات الجديدة إرشادات سريرية وسياسية، وكتيبا سريريا لمقدمي الرعاية الصحية، ودليلا عمليا للمديرين الصحيين، كما يجري ترجمة الوثائق وتكييفها حسب السياق القطري إلى اللغات المحلية الأخرى في الإقليم، وتشمل لغات الداري والباشتو والأوردو، وذلك من أجل تعظيم استفادة أكبر عدد ممكن من مقدمي الرعاية الصحية، وضمان تحقيق استجابة فعالة للنظام الصحي على المستوى القطري.
ويقول المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط د. أحمد المنظري، في كلمة حول مبادرة المنظمة، إن العنف ضد النساء والفتيات يعتبر انتهاكا واضحا وخطيرا لحقوق الإنسان، مع ما يترتب عليه من آثار خطيرة على صحة الناجيات ورفاهته، ويمتد تأثير هذا العنف إلى عائلاتهن ومجتمعاتهن وإلى المجتمع ككل، ولا يوجد أي ركن من أركان العالم بمنأى عنه.
ويضيف: “إن هذه المناسبة تتيح لنا الفرصة كي نجدد التزامنا المشترك بمواصلة جهودنا الجماعية من أجل ضمان حصول النساء والفتيات على فرص متساوية في الوصول إلى جميع الخدمات الصحية، ومن ضمنها الرعاية التي تركز على الناجيات، مع الاحترام الكامل لكرامتهن وحقوقهن.”
وسيتم بمناسبة إطلاق المبادرة، تسليط الضوء على الخطوات التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع البلدان لتعزيز صحة المرأة، والحد من تعرضها للعنف والتمييز في سياقات التنمية والطوارئ، مع الإشادة بالجهود المستمرة التي تبذلها الدول الأعضاء في الإقليم لمعالجة هذه القضية.
جدير بالذكر أنه في عام 2016، ألزمت جمعية الصحة العالمية التاسعة والستون في القرار (69-5) الدول الأعضاء بتعزيز دور النظام الصحي في إطار استجابة وطنية متعددة القطاعات للتصدي للعنف بين الأفراد، لاسيما العنف ضد النساء والفتيات والأطفال.
وجرى تعزيز هذا الالتزام في الإستراتيجية العالمية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية، وبرنامج العمل العام الثالث عشر، والذي يتضمن هدفا طموحا للحد من العنف ضد النساء والفتيات باعتباره أحد المحددات الرئيسية لحياة أوفر صحة وأفضل رفاهية للجميع
ويتضح ذلك بقوة أيضا في رؤية 2023، وهي الرؤية الإقليمية الجديدة للصحة العامة، وتدعو إلى التضامن والعمل من أجل تحقيق “الصحة للجميع وبالجميع”، وتؤكد رؤية 2023 على الشمولية واحترام التنوع والإنصاف والمساواة للجميع – الرجال والنساء والفتيات والفتيان على حد سواء.

Related posts

Top