قد تبدو الهزيمة القاسية التي مني بها فريق المغرب الفاسي لكرة الطائرة السبت المنصرم بقاعة 11 يناير أمام الفتح الرياضي وبحصة لا تقبل الجدل 3ـ0، برسم الدورة الأولى للبطولة المصغرة “ًالباي أوف” عادية لأسباب تقنية، ومادية؛
لكن وبمجرد الوقوف على خبايا الأمور تهم الفريق بشكل خاص واللعبة بشكل عام حتى ما يعدو تفسيرنا للهزيمة سالفا مجرد سراب وشرح للماء بالماء، ففريق الماص وبالرغم من تحقيقها لتأهل مستحق للبطولة المصغرة إلى جانب طابور الأقوياء الفتح، شباب المحمدية والنادي المكناسي، فإنه يعاني الأمرين إن ذاتيا أو موضوعيا
– على المستوى الذاتي يمكن الحديث على التركيبة البشرية المتوفرة، إذ أن أغلب العناصر شابة تنقصها التجربة باستثناء لاعبين إثنين ًهما عبيشة والمرزوقي، وهذا ما يؤثر على الأداء العام للفريق، بالإضافة للإكراهات المادية التي تسبب أحيانا في خلاف بين الرئيس والمدرب، دون أن ننسى أن التسيير تشوبه شائبة بحكم الغياب المسير، فلا وجود لأي عضو سوى أيام المباريات، الشيء الذي يجعل الرئيس يقوم بمجموعة من المهام، فهو أمين المال والكاتب العام والطبيب أي الكل في الكل
على المستوى الموضوعي فالفريق يشكو ظلم ذوي القربى والقصد هنا المجلس الجماعي لفاس الذي يدير الظهر كاملا لهذا الفرع الرياضي المتألق بحيث أن دعمه إقتصر على غلاف مالي يقدر بخمسة ملايين سنتيم لمدة أربع سنوات، وبالمقابل كان العطاء سخيا مع فرع كرة اليد ً40 مليون سنتيم، الشيء الذي يجعل تساؤلات عدة تبرز على السطح ومنها تدخل الحسابات السياسية، كما أن الفريق يشكو من عدة عوامل تقف حجرة عثرة في طريق تألق وتشريف مدينة بأكملها ومنها أن القاعة المخصصة للتداريب مشتركة بين ثلاث فروع، السلة، اليد، والطائرة، وبالرغم من الأداء المادي عن الحصص التدريبية، فإن التداريب لا تتم كما هو مرجو تقنيا أو زمنيا.
وبالرغم من كل هذه المعاناة، فهناك شيء من الصبروالتضحية، لكن حين تنضاف عوامل أخرى مخطط لها ومدروسة بإتقان ومن جهات يفترض أن تتمتع بالحياد والموضوعية، فإن الأمر يتطلب أكثر من وقفة تأمل بل صرخات من أجل ضبط الأمور حتى لا تدخل الرياضة المغربية في دوامة فارغة هي في غنى عنها، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن رئيس المغرب الفاسي أطلق صرخة مدوية حين شكك في مصداقية الجامعة الوصية، بل راسلها بخصوص ذات الموضوع رسالة مؤرخة بتاريخ 25ـ12ـ2009 وهو يؤكد في الآن نفسه أن فريقه مستهدف معللا قوله بالتأجيلات التي تستفيد منها العديد من الأندية لأسباب واهية ويذكر من بينها:
– اتحاد طنجة أجلت له مبارتين الأولى بحجة أن قاعة بدر التي يلعب بها تغمرها المياه وكلف هذا التأجيل فريق المغرب الفاسي خسارة مالية قدرت بعشرة آلاف درهم لأن الجامعة لم تكلف نفسها عناء الإخبار، إلا صبيحة تنقل الفريق الفاسي وبواسطة ًبريد إلكتروني هاتفي اكتشف صدفة، أما التأجيل الثاني فكان بحجة التسمم.
– النادي المكناسي أجلت له مباراة بدعوى تزامنها مع عقد الجمع العام الإستثنائي للمكتب المديري.
– نظرا لتزامن إحدى مباريات الجيش الملكي مع مباراة كأس العرش الأخيرة استفاد الأخير من التأجيل.
– الموسم الماضي أجل ديربي فاس بين الماص والإتحاد الرياضي الفاسي لأزيد من شهر بحجة أن لاعبي الأخير يستعدون للامتحانات.
يذهب رئيس المغرب الفاسي أكثر من ذلك حين يتساءل عن العديد من النتائج التي حققتها بعض الأندية وكيف يحول ناد تخلفه بجولتين إلى فوز بعد توقف المقابلة لأزيد من 35 دقيقة، و أخيرا يتساءل أنه إن كان هناك صراع بين مدرب الماص الإطار التقني الوطني حميد العبداللاوي مع أحد أعضاء الجامعة.
نافلة القول، إن ما تم التطرق إليه مجرد غيض من فيض، يستدعي التدخل العاجل والفوري، وذلك بفتح تحقيق في الموضوع، حفاظا على مصداقية الجامعة.