![](images/stories/2010/lo7y0907.jpg)
المنطقة المشار إليها صارت تكتسي اليوم خطورة أمنية وإستراتيجية كبرى، وبذلك فالمعركة تعني كل البلدان القريبة والمعنية، وما يجري يحيلنا بشكل كبير على الجزائر.
تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي )انطلق من هنا،وأغلب مكوناته لها منشأ جزائري،وتزايد انتشار هذا التنظيم الإرهابي،يكشف فشل السلطات الجزائرية في المواجهة،ومسؤوليتها تجاه التنسيق الإقليمي والدولي ضد المخاطر الأمنية والإرهابية التي تحدق بالمنطقة برمتها،وأي إبعاد للمغرب من دائرة التنسيق يمثل خطرا على المنطقة كلها ولعبا بالنار من طرف حكام الجزائر.
وعلى كل حال، المغرب سيستمر في المواجهة حماية لأمنه الداخلي ولمصلحة شعبه واستقرار حياته الداخلية، وأيضا وفاء بالتزاماته الدولية بهذا الخصوص.
وعلى مستوى آخر، فان تفكيك الشبكة الجديدة لم يخل من إشارة مهمة وهي أن من بين أعضائها عناصر سبق أن أدينت في قضايا إرهابية سابقة، وأطلق سراحها، ثم عادت للفعل نفسه.
و حالة العود هذه ،وقد تكررت في مرات سابقة، تطرح من جديد جدوى ما يسمى بالحوار بين الدولة والعناصر المتشددة،كما تحيلنا على التربة الثقافية والفكرية التي يتغذى منها الإرهاب،مثل الخطابات التكفيرية المروج لها في بعض الصحف ولدى بعض الجماعات الأصولية،لأن المعركة هنا أيضا ذات طبيعة ثقافية،وما نشهده منذ فترة من فتاوى مجنونة يساهم في إعداد هذه التربة،ويكرس ترديا ثقافيا وفكريا وسط المجتمع لا يقود في النهاية إلا إلى تغييب العقل وشر عنة لغة القتل و…الإرهاب.
التحقيقات الجارية اليوم، تحت إشراف النيابة العامة، مع عناصر الشبكة المفككة، تستوجب بالطبع الالتزام بكل قواعد المحاكمة العادلة، لكن أيضا للمواطنين وللمجتمع حق أساسي على السلطات يتمثل في حماية أمنهم وسلامتهم واستقرار حياتهم.
إنها جدلية علينا كلنا الوعي بدقتها وتطوير تفكيرنا وخطابنا بشأنها ،حماية لبلدنا ولشعبنا.