جمهور الحمراء والخضراء

سلط الديربي البيضاوي بين فريقي الوداد والرجاء بصيغته العربية الأضواء على مستوى الحدث وقيمة جمهوري الناديين الكبيرين، والأكثر من ذلك مكن الكثيرين من الوقوف على المميزات الاستثنائية لهذه القاعدة الجماهيرية، مما يجعل كل بيضاوي وكل عاشق للونيين الأحمر والأخضر، يجاهر بهذا الانتماء بل يفتخر به إلى أبعد الحدود.
هذا الرباط المقدس الذي يجمع الناديين بجمهورها ليس فقط بالبيضاء، بل بجل المدن المغربية، بل حتى داخل أوساط الجالية المغربية المنتشرة في كل بقاع العالم، إذ لا تخلو أبعد نقطة بالعالم من وجود ودادي أو رجاوي يحمل في قبله حبا وعشقا للحمراء أو الخضراء.
بالفعل يتقاسم الوداد والرجاء هواء وأجواء العاصمة الاقتصادية، وهذا العشق الأبدي الذي يمتد إلى فئات واسعة من غير البيضاويين، ليتحول هذا العشق إلى ظاهرة اجتماعية وثقافية، يعبر من خلالها محبو الناديين إلى تعبيرات فنية مثيرة ومتميزة، تمتزج بين الفرح والنصر في مشاهد غاية في الروعة والجمال، تتحول إلى مجال للتنافس والاجتهاد والإبداع.
قيمة الجمهور البيضاوي والأجواء الاحتفالية التي يعرفها الديربي في جل مباريات الفريقين الكبيرين، جعلت مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، المعروف تاريخيين باسم سطاد “دونور” أو ملعب “الرعب” كما يحلو للبعض تسميته، يصنف من بين أفضل 40 ملعبا بالعالم.
ويأتي هذا التصنيف المتقدم لمركب البيضاء ليس لموقعه أو لتاريخه العريق، وإنما للأجواء الرائعة التي يشهدها عادة خلال مباريات الغريمين الرجاء والوداد البيضاويين والمنتخب الوطني، حيث أن الحضور الجماهيري بتلك القوة يزيد هذا المركب إشعاعا وحماسا قل نظيره.
قيمة بكل هذا الزخم لابد لها من اجتهاد على مستوى التعريف والتسويق والتحديث، وإيصال إشعاعه لأبعد نقطة، وهذا الرهان المستقبلي لابد له من أسس وأسبقيات، حتى يعود بفوائده العديدة وأبعاده المختلفة، ليس فقط بالنسبة للناديين الكبيرين، ولكن أيضا تقوية لكرة القدم الوطنية، وخدمة لوزنها جهويا وعربيا وإفريقيا وحتى دوليا.

محمد الروحلي

Related posts

Top