المغرب الفلسطيني

يتظاهر المغاربة، غدا الأحد وسط الرباط،  في مسيرة الغضب والحرية، إجلالا لشهداء وجرحى قافلة الحرية، ومن أجل استنكار الإجرام الصهيوني، والمطالبة برفع الحصار عن غزة وعن الشعب الفلسطيني… مسيرة الرباط، تعكس إجماع كل المغاربة، ومنطلق نجاحها يكمن بالذات في هذا النفس الإجماعي الوطني والإنساني، حيث تغيب الألوان والتخندقات، ويحضر النشيد الفلسطيني، تحمله الحناجر والأفئدة وأيضا اللافتات والشعارات، وبقية المعنى… ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الصهيوني هذه المرة صفعة لكل المجتمع الدولي، هي الجريمة في كامل بشاعتها وصلفها، وكما في كل العالم لم يخف المغاربة في مختلف المدن والقرى سخطهم وغضبهم، وعكست بلاغات وتصريحات مختلف المكونات السياسية والنقابية والجمعوية والثقافية الوطنية الشعور المغربي الواحد الموحد…
المسيرة تكرس إجماع الشعب المغربي حول فلسطين وحول التضامن مع فلسطين، وهي أيضا صرخة شعبية في وجه المنتظم الأممي لوقف كل هذه الهمجية الصهيونية.
المسيرة رد شعبي جماهيري على الهمجية…
ومع ذلك، ففظاعة ما وقع تفرض إثارة الأسئلة أيضا…
يتعلق السؤال المركزي الأول، بالداخل الفلسطيني: ألم يكن الذي حصل كافيا للجهاز المتحكم في غزة للإسراع بإعمال مبادرة نحو الوحدة الفلسطينية؟ مثل تنظيم استقبال رمزي في غزة للرئيس محمود عباس، أو أن تسارع حماس لإعلان توقيعها على ورقة المصالحة مع فتح والسلطة الفلسطينية، وبالتالي جعل الجواب على إسرائيل هو تجاوز الحسابات الذاتية والاصطفاف الفعلي إلى جانب الوحدة.
السؤال المركزي الثاني، ويهم المحيط العربي، حيث أن كل المتضامنين مع فلسطين اليوم يجب أن يتوجهوا نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية، ولذلك فأصدقاء حماس عليهم اليوم دعوتها إلى المبادرة لتكريس لحظة المصالحة.
وهنا على الجميع أن يجعل مسيرة الرباط مناسبة لتشجيع الوحدة، واحترام المؤسسات الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
مجزرة سفن الحرية خلفت استنكار كل شعوب العالم، بما في ذلك في الداخل الإسرائيلي، وعبر كل المدافعين عن السلام والحرية وحقوق الإنسان في العالم عن الاستنكار والغضب، وخرجت مسيرات احتجاج في شوارع عدد من مدن أوروبا وأمريكا وآسيا، وهنا يجب على العرب الحضور والضغط، أي وسط الشعوب وأحزابها وجمعياتها، ولدى المنظمات الحقوقية العالمية وفي الإعلام، لحشد مزيد من التنديد ضد الاحتلال الصهيوني.
ولكسب هذا الرهان، علينا أن نجعل نحن المغاربة من مسيرة الرباط مثلا مناسبة لفضح الطبيعة الهمجية للاحتلال الصهيوني، ولكن أيضا مناسبة لإبراز طبيعتنا الحضارية المتسامحة مع الديانات السماوية وأتباعها، ونجعل هدفنا المركزي فضح الصهيونية والتنديد بمجازر الاحتلال والمطالبة بحرية فلسطين وبتعزيز وحدة الفلسطينيين.
في مسيرة الرباط غدا نقدم جميعا الجواب، جواب الشعب المغربي.

Top