نبهت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من الدعوات التي تحاول هدم ما تحقق على مدى عقود عديدة من العمل من أجل المساواة بين الجنسين، والتي يرفعها أولئك الذين يحرمون المرأة من حقها في اتخاذ قراراتها الخاصة ، مشيرة إلى أن مؤيدي هذه الآراء لا يسعون إلى تقويض حقوق المرأة فحسب بل يعتمدون في الوقت ذاته على سياسات تقضي على الظروف التي تمكن العائلات وأفرادها من الازدهار.
وأكد تقرير قدمته، صباح أمس الجمعة، بالرباط، ليلى الرحيوي، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب العربي، إلى أن العالم يتغير بسرعة وتتغير معه طبيعة العائلات ودور النساء والفتيات داخلها، مشيرة إلى الدور الذي لعبته الحركات النسائية والتي بفضل نضالها أصبحت النساء أكثر قدرة على مشاركة السلطة وإسماع صوتهن داخل أسرهن، واتخاذ قرارتهن عند الزواج والإنجاب، بل وزيادة الاستقلالية الاقتصادية للمرأة.
وشدد واضعو التقرير على أنع دم المساواة والتمييز الذي يمكن أن تواجهه النساء والفتيات في حياتهن العائلية وعلاقتهن ليس طبيعيا أو حتميا، بل يمكن التغلب عليه من خلال تحويل العائلات إلى أماكن للمساواة والعدالة حتى تصبح نقطة انطلاق تمكن النساء والفتيات من خلالها إعمال حقوقهن، داعية في المقابل إلى ضرورة تطوير القوانين والسياسات وتكييفها حتى يتسنى دعم العائلات وتلبية حاجيات جميع أفرادها .
وأبرزت الهيئة الأممية أهمية دخول المرأة لسوق الشغل، وسجلت تحسن وصول المرأة إلى الموارد الاقتصادية ، لكن توزيع أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، بالمقابل، لايزال غير متكافئ ، موضحة في هذا الصدد أن النساء تقمن بثلاثة أضعاف الرعاية غير المدفوعة الأجر والعمل المنزلي داخل العائلات مع وجود تفاوتات صارخة بشكل خاص في البلدان النامية ، حيث يكون الوصول إلى البنية التحتية الموفرة للوقت والخدمات أكثر محدودية.
وبالنسبة لهجرة النساء، اعتبرت المنظمة الأممية أنه بفعل العولمة التي يتوسع مداها في العالم، حيث يتزايد فيه النزوح القسري، باتت العديد من العائلات تتفاوض على رعاية أفرادها والعناية بهم عن بعد، في حين تعتمد العائلات والمجتمعات والدول بشكل متزايد على قدرة المرأة واستعدادها للهجرة وتوفير دخل في الوقت ذاته، لكون الرجال لا يتحملون دائما مسؤولية رعاية المعالين في الوطن ، حيث تشير المنظمة أن الهجرة في الواقع أكدت مدى تحمل أدوار النساء كمقدمات للرعاية داخل العائلات وفي حال غياب الأم.
وأوضحت المنظمة أن عائلات اليوم أصبحث متغيرة ومتنوعة، حيث لا تتخذ العائلات اليوم شكلا ثابتا، كما لم تفعل في الماضي، فاستنادا إلى أحدث البيانات العالمية المتاحة، أفادت المنظمة الأممية أن تقريرها هذا، يوثق لهذا التنوع الكبير في الهياكل العائلية والعلاقات الموجودة عبر المناطق وداخل البلدان ومع مرور الوقت والزمن.
وأبرزت أنه بناء على ذلك سنجد أيضا أن ما يقرب من ثلثي جميع العائلات تتخذ شكل مختلف ومن بين هؤلاء، ما يقرب من الثلث أي ما يمثل 27 في المائة، وهي عائلات ممتدة تشمل على سبيل المثال الأجداد أو العمات أو الأعمام.
> فنن العفاني