تم تقديم كتاب «عبد الرحمان اليوسفي: دروس للتاريخ» لمؤلفه إدريس الكراوي، بحضور اليوسفي وعدد من رجالات الدولة والوزراء والسفراء ورؤساء المؤسسات الدستورية، وذلك على هامش فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وفي هذا الكتاب، يقدم الكراوي الذي كان مستشارا للأستاذ اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، مكلفا بالقطب الاجتماعي، بروفايلا تفصيليا لهذه الشخصية الاستثنائية، ولمرحلة خاصة من تاريخ المغرب المعاصر هي مرحلة حكومة التناوب التي قادتها، والإصلاحات التي قامت بها، ولاسيما على المستوى الاجتماعي.
ويتوزع الكتاب الذي يقع في 383 صفحة من القطع المتوسط، معززا بعدد من الصور والوثائق، على تقديم ومقدمة وعشرة فصول وخلاصات ختامية، حيث عرض لشخصية اليوسفي ومحطات من حياته وبعض مواقفه في موقع المسؤولية، إلى جانب تفاصيل همت فترة حكومة التناوب وطريقة تدبير القضايا الاجتماعية خلالها.
وجاء في تقديم الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي لهذا الكتاب أن حكومة التناوب حرصت على وضع إصلاحات اجتماعية كبرى همت فئات عريضة من المجتمع ومجالات ترابية عديدة، مبرزا أن أهمية الكتاب تكمن في كون مؤلف الكتاب إدريس الكراوي «عايش عن قرب ما أعددناه من إصلاحات اجتماعية، وسهر بجانبنا على تحضير الملفات التي أدت إلى ترجمة هذه الإصلاحات في برامج وتدابير ومبادرات»، و»كان الحارس الأمين ميدانيا على مواكبة مختلف مراحل أجرأة هذه الإصلاحات وتتبعها وتقييم نتائجها».
واعتبر اليوسفي أنه «بتضمينه في هذا الكتاب لحصيلة الإصلاحات الاجتماعية الكبرى التي أنجزتها حكومة التناوب خلال الفترة الممتدة ما بين مارس 1998 وأكتوبر 2002، وباعتماد على معطيات مستقاة من الأحداث بما هو ظاهر وخفي، وبما لها وما عليها، فإن مؤلف أخينا إدريس الكراوي سيشكل بحق قيمة مضافة هامة من داخل التجربة، كما من شأنه أن يلقي أضواء كاشفة على جوانب جوهرية من عمل حكومة التناوب، ومن التجربة التي قادها حزبنا في مرحلة دقيقة من بلادنا».
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الكراوي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس المنافسة، أن يتوخى من هذا المؤلف «الإشادة بمرحلة تاريخية دقيقة انتصرت فيها المصلحة العليا للوطن بفعل إرادتين قويتين، هما الإرادة الصادقة لجلالة المغفور له الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس، والإرادة المخلصة للقوى الوطنية الديمقراطية».
وأبرز أن الكتاب يشكل «رسالة وفاء لرجل بصم تاريخ بلده بفعل وطنيته الصادقة والتزامه السياسي الخالص وحمله لقيم آمن بها طيلة حياته ولا زال يدافع عنها هي قيم الحرية والعدالة والكرامة والانصاف والمساواة والتضامن والحوار الهادئ وتغليب المصلحة العليا للبلاد»، مضيفا أن الكتاب يشكل أيضا «رسالة امتنان واعتراف لوطني غيور وزعيم من عيار ثقيل».
من جهته، قال الكاتب حسن نجمي في كلمة مماثلة إن كتاب الكراوي يشكل «هبة فكرية وثقافية»، ويقدم شهادة «ثمينة» من موقعه كمستشار للوزير الأول الأسبق الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي مكلفا بالقطب الاجتماعي.
وأضاف أن الكاتب توفق إلى حد كبير في الاشتغال على تجربة ميدانية مدعمة بالوثائق والرسائل والخطب والشهادات الشفوية والمكتوبة. وأشار إلى أن الكتاب الذي يتضمن 128 صورة فوتوغرافية وعددا من الوثائق، «لا يزجي مديحا مجانيا لتجربة حكومة التناوب»، وهو من «أهم وأبرز الكتب التي تقدم جانبا حيويا أساسيا من تاريخ التجربة المغربية المعاصرة».
تقديم كتاب «عبد الرحمان اليوسفي: دروس للتاريخ» لمؤلفه إدريس الكراوي
الوسوم