خطر الإرهاب لا زال قائما

مرة أخرى ينتبه المغاربة أن الإرهاب يواصل استهداف بلادهم، ويسعى إلى سفك الدم وتعميم القتل والدمار…
وبالرغم من تمكن المصالح الأمنية من تفكيك عشرات الخلايا منذ 2003، فان الإعلان عن تفكيك الشبكة الأخيرة ، يؤكد أن الخطر لم ينتف، وأن اليقظة مازالت مطلوبة من الأمن ومن المجتمع لحماية استقرار البلد وأمن شعبنا. التوقيت الذي جرى فيه تفكيك الشبكة الإرهابية يفيد أن البلاد نجت من  عمليات كانت ستكون مفجعة، بالنظر إلى حلول فصل الصيف وتوافد السياح ومغاربة المهجر.
لكن بالرغم من ذلك، فان المناسبة تفرض مرة أخرى التأكيد على أن المعالجة الأمنية لوحدها غير كافية في معركة التصدي للإرهاب،لأن هذا الأخير طور وسائل إجرامه واستهدافه وانتشاره، وبات يمتلك إمكانيات ضخمة وتحالفات متشعبة ، ما يفرض أن يكون الرد شموليا ومتكاملا.
اليوم، تنبهنا شبكة الفلسطيني درويش أن العقل المؤطر قدم من خارج الحدود، وأن تسريب عناصر أجنبية إلى داخل التراب الوطني صار يتم من خلال الزواج بمغربيات أو محاولة الزواج، وتكريس علاقات اجتماعية وعائلية تكون لاحقا خلفيات داعمة للاستقطاب وأيضا لإخفاء الهوية.
زد على ذلك ، أن استثمار شبكة الانترنيت ، يتيح الانتشار السريع للأفكار، وممارسة التأطيروتبادل المعطيات والخطط.
وتكشف بنية الشبكة الأخيرة ، حسب ما تسرب من معلومات لحد الآن، اعتمادها على شباب لديهم مستويات تعليمية محدودة ، ومن أوساط اجتماعية فقيرة، كما أن عناصر من الشبكة كان مبحوثا عنها عقب ملفات سابقة ، وأخرى قضت في السجن مدة قبل أن يشملها العفو، لكنها عادت من جديد للجنون ذاته، ولأرواح المغاربة لتستهدفهم بالقتل…
هنا المجتمع كله معني بالمقاومة…
تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتقدم في الأوراش الكبرى، هذا من صميم المقاومة.
تخليق حياتنا السياسية، ومحاربة الفساد الانتخابي وتقوية الأحزاب واحترام استقلاليتها، وإصلاح المؤسسات، أيضا مقاومة للإرهاب.
الإصرار على الحداثة وعلى دولة القانون، وإعلاء قيم العقل، هو في عمق المقاومة…
مواجهة مجانين الفتاوى الرجعية، وأعداء الفن والثقافة، أيضا مقاومة…
أن ينخرط الفاعلون الاقتصاديون في أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فهذا مقاومة ، ودفاع عن استقرار البلد وعن مصالحهم كذلك…
الفاعلون السياسيون لهم دور أيضا، المدرسة ومنظومة التعليم كلها لها هي الأخرى دور، المثقفون ووسائل الإعلام أيضا، منظمات المجتمع المدني كذلك.
كلنا معنيون باليقظة إذن وبالمواجهة، وبحماية استقرار البلاد، و….بتوسيع مساحات النور والعقل والحرية، حتى نتمكن من تضييق مساحة الظلام.
الخطر قائم،هنا بداية الوعي.

Top