أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) عن طريقة وموعد إجراء مباريات نصف نهائي دوري الأبطال وكأس الاتحاد، حيث حدد لها شهر شتنبر القادم، بكل من الكامرون والمغرب، دون أن يكشف بالضبط عن التاريخ المحدد، وترك هذا الأمر للدولتين المعنيتين، كما ترك لهما أيضا حرية السماح بحضور الجمهور من عدمه.
وبالنظر للظروف الاستثنائية القاهرة، التي يمر بها العالم ومعه إفريقيا بطبيعة الحال، فإن مباريات نصف النهاية، ستجرى بنظام المباراة الواحدة، تعقبها بعد ثلاث أيام مقابلتا النهاية، إذ سيقام دوري الأبطال بالكامرون، بينما يستضيف المغرب فعاليات كأس “الكاف”.
فهناك مواجهة كروية مغربية مصرية خالصة بعصبة الأبطال، إذ سيلتقي الرجاء بالزمالك، فيما يواجه الوداد نظيره الأهلي، وفي كأس “الكاف”، هناك مواجهة مغربية- مغربية، تجمع بين نهضة بركان وحسنية أكادير، بينما يلتقي في المباراة الثانية بيراميدز المصري بحوريا كوناكري الغيني.
قمم كروية كبيرة بطابعها الإفريقي، وحضور وازن لكل من المغرب ومصر، يكرس فعليا البروز اللافت لعرب شمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، حيث تعودت القارة على هيمنة الأندية التقليدية على المراكز المتقدمة بأقوى المسابقات.
وأمام هذه القرارات النهائية التي أصدرها “الكاف” خلال الاجتماع الذي عقده أول أمس الثلاثاء، أصبحت الكرة الآن بمرمى الدولتين المحتضنتين للحدثين، ومعهما الأندية المؤهلة، إذ سيتم التركيز على آخر الأخبار، في ظل الإكراهات والظروف الصعبة التي يتقاسمها الجميع.
ورغم ذلك، فالأمور داخل المغرب بدأت تتضح بنسبة كبيرة، بعد تحديد تواريخ استئناف البطولة المغربية، وكل ما هو مرتبط بطريقة الاستعدادات والمباريات المؤجلة، وكيفية تطبيق برتوكول صحي والتدابير الوقائية، مع فرض مراقبة مستمرة، وغيرها من الجوانب والتدابير التي لا غنى عنها، قصد ضمان مرور المسابقة في ظروف آمنة وميسرة.
لكن في مصر، هناك ما يمكنه تسميته بحالة غموض، فرغم السماح باستئناف مباريات الدوري من طرف وزارة الشباب والرياضة، والمحدد في 24 من يوليوز الجاري، إلا أن هناك انقساما كبيرا وسط الأندية، بين معارض ومؤيد وصامت، مع بروز لافت لأصوات المعارضة المطالبة بالإعلان عن توقيف الدوري، وعدم الاستعداد لاستئناف المسابقة.
يتزعم نادي الزمالك جهة المعارضة، حيث أصدر بيانا يعبر فيه بوضوح عن عدم استعداده لاستكمال مباريات الدوري، وحسب رئيسه مرتضى منصور، فإن 14 ناديا يرفضون عودة مسابقة الدوري المصري، ومن يريد عودة المسابقة، حسب رأيه، فليقم دورة مصغرة، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه علنا سمير حلبية رئيس النادي المصري.
أمام هذا التصعيد، عادت اللجنة الخماسية المشرفة على تسيير الاتحاد المصري لكرة القدم، لتؤكد مرة أخرى أن استكمال الدوري، قرار نهائي لا رجعة فيه، وأي موقف يقضي بعدم المشاركة لابد وأن يرفق بإرسال خطاب، يحدد بوضوح أن هذا النادي أو ذاك يقرر الانسحاب.
إنها فعل وضعية غامضة بكرة القدم المصرية، مع ما يمكن أن تخلفه من انعكاسات سلبية محتملة على استعدادات أنديتها للمواعيد الإفريقية المقبلة.
فهل تخدم هذه الوضعية مصلحة الفرق المغربية؟ أم هناك وصفة مصرية عادة ما تظهر في آخر لحظة، تمكن الفراعنة من مفاجأة الجميع، والظهور بمظهر المنافس القوي والشرس في المناسبات الكبيرة؟؟؟
ننتظر آخر المستجدات، لمعرفة حقيقة الأمور بالشقيقة مصر، ومع على الفرق المغربية، إلا أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات…
محمد الروحلي