احترم المنطق، وصدقت التوقعات بوصول المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم للمباراة النهائية بكأس إفريقيا للمحليين بالكامرون، ليواصل الطريق بثبات نحو الحفاظ عن اللقب الذي يوجد بحوزته منذ دورة المغرب 2018.
المنتخب المغربي صاحب الأفضلية على جميع مستويات، استحق بالفعل المرور للموعد الختامي، يوم الأحد القادم، لملاقاة منتخب مالي الطرف الثاني المتأهل على حساب المنتخب الغيني بصعوبة بالغة، بعد اللجوء إلى الضربات الترجيحية، وانتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الأبيض.
فوز ساحق في مباراة ضد الكامرون البلد المنظم، بعد عرض رائع اختتم على إيقاع استعراضي مثير، أبان فيه “أسود الأطلس” عن مستوى لافت، عززوه بروح قتالية، وانخراط قوي طيلة أطوار المواجهة، رغم تسلح المحليين بعوامل الأرض والجمهور والطقس غير المناسب تماما.
أربع إصابات لصفر بمرمى الكامرونيين، رغم تسلحهم بالكثير من الأسلحة الظاهرة منها والخفية، ورغم سعي الاتحاد المحلي استغلال استضافة تظاهرة “الشان” لتجاوز العديد من المشاكل الداخلية، إلا أن سعي مسؤولي الكرة، بهذا البلد الإفريقي صاحب التاريخ الحافل والحاضر المؤسف، خاب بعد الإقصاء بدور نصف النهاية.
كل متتبع دقيق للأحداث، لا يعتبر النتائج التي يحققها حاليا المنتخب المحلي بالمفاجئة، أو غير المنتظرة، نظرا لوجود العديد من الفوارق الشاسعة، بينه وبين باقي المنتخبات المشاركة بالدورة السادسة، انطلاقا من قيمة الدوري الوطني، والذي قدم للمدرب الحسين عموتة، مساحة اختيار واسعة ومتعددة.
فبالإضافة إلى قيمة البطولة الاحترافية لكرة القدم، توفرت كل الإمكانيات الضرورية، للاستعداد في أحسن الظروف، سواء داخل المغرب أو خارجه، دون أن ننسى التحفيزات المهمة التي تخصصها إدارة الجامعة، لكل مكونات هذا المنتخب، قصد التألق على الصعيد القاري، وبالتالي فإن هذا تألق يبقى “عاديا”، والمنطقي هو تتويجه في نهاية هذه التظاهرة.
الموضوعية تفرض علينا أيضا الاعتراف بقيمة العمل الذي يقوم به الطاقم التقني بقيادة المدرب الوطني الحسين عموتة. صحيح أن مباراتي الطوغو ورواندا، لم تقدم أي إشارات اطمئنان، إلا أن تدارك الأمور فيما بعد، وإعادة التوازن المطلوب لأداء النخبة المغربية، جعلها أكثر فعالية، وأكثر إصرار على تحقيق الفوز.
كل الحظوظ إذن أمام العناصر الوطنية، قصد كسب اللقب، لكن علينا انتظار الأحد القادم، على أمل محافظة اللاعبين على كامل جاهزيتهم البدنية والذهنية، ونضجهم التكتيكي، والفعالية المطلوبة، ومواصلة مسار الأبطال إلى النهاية…
>محمد الروحلي