تصدر حزب الليكود اليميني الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتانياهو نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الثلاثاء في الدولة العبرية، وهي الرابعة في غضون سنتين، وفق ما أفادت استطلاعات للرأي أجريت لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع.
وأظهرت الاستطلاعات أن نتانياهو سيكون الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة، لكن من دون أي ضمانات، إذ أن الأمر رهين بمدى قدرته على تشكيل ائتلاف يحظى بالغالبية في الكنيست.
وقال نتانياهو (71 عاما) فجر الأربعاء أمام أنصاره في مقر الليكود “يجب أن لا تحصل بأي شكل من الأشكال انتخابات خامسة”.
وأكد أن حزبه “صار أول حزب في إسرائيل يتقدم بفارق 30% عن الحزب الثاني، وهذه أكبر فجوة” في تاريخ الانتخابات في الدولة العبرية.
وأضاف “مثلما جلبت اللقاحات لإسرائيل، سأجلب لإسرائيل حكومة متينة وقوية ستخدم كل مواطنيها”، معتبرا أن “إسرائيل هي بطلة العالم في الانتصار على كورونا وتمثل نموذجا يحتذى” في هذا المجال.
وهنأ رئيس الوزراء المنتهية ولايته مواطنيه بمناسبة قرب حلول عيد الفصح اليهودي في 27 من الشهر الجاري، وقال “هل تذكرون كيف كنا تحت الإغلاق في العيد، لكننا سنحتفل في هذا العيد كالمعتاد؟”، معتبرا أن “إسرائيل هي الدولة الأولى في العالم التي خرجت من كورونا”.
لكن تصدر الليكود الانتخابات لا يعني أن نتانياهو سيكون حكما رئيس الحكومة المقبلة، إذ إن الأمر رهن بالتحالفات التي سيتمكن من صوغها.
بينما فرض نفتالي بينيت (49 عاما)، رئيس حزب “يمينا” المتشدد نفسه على الأرجح كـ”صانع الملوك” الجديد، وقد يلعب دورا في تسهيل مهمة نتانياهو أو عرقلتها.
ودعا نتانياهو نفتالي بنت للانضمام إلى حكومته وقال “تحدثت الى بنت ودعوته للانضمام إلى الحكومة.
ووصف نتانياهو النتائج الأولية بأنها “انتصار كبير لليمين”، وشكر الناخبين على تحقيقهم “انتصارا كبيرا لليمين والليكود”.
ووفق الاستطلاعات التي نشرت لدى إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة 22,00 (20,00 ت غ)، فإن الليكود سيحصل على ما بين 31 إلى 33 مقعدا من أصل 120 في الكنيست. ويأتي وراءه حزب “يش عتيد” برئاسة الوسطي يائير لابيد الذي سيحصل على ما بين 16 إلى 18 مقعدا .
وسيحصل حزب “يمينا” على ما بين سبعة إلى ثمانية مقاعد.
وأظهرت “الاستطلاعات أن القائمة العربية المشتركة ستحصل على ما بين ثمانية إلى تسعة مقاعد، وهو نفس العدد الذي سيحصل عليه حزب شاس الديني المتشدد لليهود الشرقيين.
وسيحصل كل من حزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي وحزب كحول لفان “أزرق أبيض” بقيادة وزير الدفاع بيني غانتس على ما بين سبعة إلى ثمانية مقاعد.
وقالت ميخائيلي “هذه مجرد بداية”.
من جهته قال لابيد في خطاب متلفز “في الوقت الحالي، ليس لدى نتانياهو 61 مقعدا لكن كتلة التغيير لديها”.
وأضاف “سننتظر النتائج النهائية، ولكن كما هي الحال الآن، لن تكون هناك حكومة قائمة على أصوات العنصريين ورهاب المثليين. لقد بدأت التحد ث إلى قادة الأحزاب وسننتظر النتائج، لكن نا سنبذل قصارى جهدنا لتشكيل حكومة معتدلة”.
بدوره قال جدعون ساعر من حزب الأمل الجديد الذي انشق عن الليكود “سألتزم بوعدي بعدم الدخول في حكومة برئاسة نتانياهو، وسنبذل قصارى جهدنا لتشكيل حكومة تغيير، وإذا استطاع نتانياهو تشكيل حكومة في نهاية المطاف سنكون فخورين بأن نكون في المعارضة”.
وعبر غانتس عن امتنانه لناخبيه الذين أظهروا ثقتهم بحزبه، وقال “بدءا من الغد، سأبذل قصارى جهدي لتوحيد الكتلة المؤيدة للتغيير. وإذا أ جبرت على مواجهة جولة خامسة من الانتخابات، فسأحمي بيقظة ديموقراطيتنا وسيادة القانون والأمن، لأن إسرائيل تأتي أولا”.وفي حال انضم بينيت إلى نتانياهو، سيكون ذلك كافيا لرئيس الوزراء المنتهية ولايته لتشكيل حكومة يمينية. ويختلف بينيت مع نتانياهو على إدارة الأخير للأزمة السياسية.
وقال بينيت في أول تعليق له بعد صدور النتائج الأولية “سأعمل فقط كل ما هو مفيد لدولة إسرائيل، وما يعيد الخير إليها وإلى مواطنيها”.
وأضاف أنه يدرك “ثقل المسؤولية الملقاة” على كاهله، من دون أن يكشف كل أوراقه.
وشدد بينيت على أنه يمثل “اليمين الذي يدعو إلى اقتصاد قوي، والبعيد عن غياهب البيرقراطية، والذي يعمل على خفض الضرائب ويدفع بالاقتصاد الإسرائيلي قدما”.
ووفقا للاستطلاعات فإن حزب يهدوت هتوراه الديني لليهود الغربيين سيحصل على ما بين ستة إلى سبعة مقاعد، وكذلك كل من حزب ميرتس اليساري و”الحزب الديني الصهيوني”، الائتلاف المنضوي فيه خصوصا حزب “القوة اليهودية” الديني المتشدد المعادي للعرب بقيادة إيتمار بن غفير.
وسيتم نشر النتائج الرسمية غير النهائية ليل الثلاثاء. وأعلنت اللجنة الانتخابية أنها قد تعلن النتائج النهائية الجمعة.
ويحتاج نتانياهو إلى غالبية من 61 نائبا على الأقل لتشكيل حكومة. وسيتحالف على الأرجح مع الأحزاب الدينية ومع اليمين المتطرف، وذلك للمرة الأولى.
بالمقابل يراهن لابيد على إبرام تفاهمات مع الأحزاب اليسارية والوسط، أو حتى مع تشكيلات من اليمين خاب أملها بنتانياهو.
ولم يستبعد بينيت قبل الانتخابات الانضمام إلى حكومة مناهضة لنتانياهو.
ويحتفل الإسرائيليون في نهاية الأسبوع بعيد الفصح اليهودي. بعده، سيطلب الرئيس رؤوفين ريفلين من النواب الجدد اختيار مرشح قادر على الحصول على الغالبية في الكنيست لتأليف حكومة.
وصوت الإسرائيليون الثلاثاء في الانتخابات التشريعية الرابعة في غضون عامين، في ظل انقسام حاد حول ما إذا كان ينبغي لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته البقاء في السلطة أم لا.
وشهد النهار الانتخابي إقبالا منخفضا من الناخبين، وتخل له إطلاق صاروخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، في قصف هو الأول من نوعه منذ يناير.
ويأمل نتانياهو(71 عاما) الذي تولى منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل، تحقيق فوز جديد، على الرغم من فشله بعد التجارب الثلاث الأخيرة في تشكيل حكومة غالبية مستقرة ومواجهته ثلاث تهم قضائية تتعلق بالفساد.
وقال نتانياهو صباح الثلاثاء لدى إدلائه بصوته في حي رحافيا في القدس “آمل أن تكون هذه الانتخابات الأخيرة” للخروج من المأزق السياسي.
ودعي 6,5 ملايين إسرائيلي للمشاركة في التصويت. وكانت نسبة الاقتراع الساعة 20,00 (18,00 ت غ) أدنى بخمس نقاط مئوية مما كانت عليه في الوقت نفسه في انتخابات العام الماضي.
واختلفت مواجهة نتانياهو هذه المرة، إذ جاءت بعد قيادته جهودا حثيثة للتطعيم ضد فيروس كورونا في حملة تلقيح حققت نجاحا كبيرا وتعتبر الأسرع في العالم على مستوى الأفراد بعد تطعيم أكثر من نصف سكان إسرائيل الذين يزيد تعدادهم عن تسعة ملايين نسمة، بجرعة أولى ونحو 49 في المئة بالجرعة الثانية من لقاح فايزر/بايونتك.
وأدت اتفاقية أوسلو التي وقعت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في 1993 ولاحقا الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلى جنوح الناخبين الإسرائيليين نحو اليمين.
وعلقت النائبة عايدة توما سليمان من القائمة العربية المشتركة بعد إعلان النتائج الأولية بالقول “شعبنا يعطي ويجدد ثقته بدرب القائمة المشتركة الوطني والكفاحي، وهذا إثبات على أن شعبنا يريد الوحدة التي تعطينا إياها القائمة”، متمنية أن تحمل النتائج النهائية “أكبر تمثيل لشعبنا”، ومتوقعة وصول ثلاث نساء من القائمة.
وكان عدد أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة 15، العدد الأكبر في تاريخ الكنيست، قبل أن يحصل فيها انشقاق.
< أ.ف.ب