معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2021

يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية الـ 29 ماي الجاري، محطة سنوية لدور النشر حول العالم وملتقى للإبداع علما بأن انعقاد دورته الحالية تأتي وسط ظروف استثنائية فرضتها جائحة “كورونا” مما جعله متنفسا لأطراف المعادلة الثقافية من كتاب ومبدعين وقراء مرورا بدور النشر والتوزيع.
وينظر الكثير من المبدعين والناشرين إلى المعرض في دورته الـ 30 باعتباره بارقة أمل لإنعاش صناعة نشر الكتب على المستوى العربي والعالمي بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال فترة تفشي جائحة كورونا التي أدت إلى إلغاء وتأجيل معظم المعارض الدولية للكتاب والفعاليات المرتبطة بها.
ويشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام 889 دار نشر تقدم ما يزيد على 500 ألف كتاب ما بين ورقي ومسموع ومرئي، الأمر الذي يعد، وبحسب المشاركين، خطوة عملية من شأنها إنقاذ قطاع صناعة نشر الكتب على المستوى العالمي والذي يقدر حجمه وفقا لدراسة سابقة أجراها اتحاد الناشرين الدوليين بنحو 151 مليار دولار.
وأكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب نجح منذ أن تم إطلاقه عام 1981 في ترسيخ مكانته على الساحة الدولية حتى أصبح منصة للحوار والتواصل بين العاملين في قطاع النشر وبوابة للمعرفة والتعرف على أحدث التقنيات والتوجهات في هذا القطاع فضلا عن أحدث الإصدارات الأدبية بشتى لغات العالم واستكشاف أفق التعاون مما أكسبه سمعة عالمية مرموقة.
وقال إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعود هذا العام بعد أن غيبته الجائحة العام الماضي حاملا معه برنامجا هجينا لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من الجمهور لمتابعة فعالياته وذلك لتقريب المسافات في ظل وجود قيود على السفر التي قد تمنع البعض من حضور فعاليات المعرض وبالتالي سيتم بث جميع الجلسات الفعلية بشكل افتراضي ليتمكن الجمهور من متابعتها من أي مكان كما سيتم بث جميع الجلسات الافتراضية عبر الشاشات المتواجدة داخل قاعات المعرض لتمكين الزوار من متابعتها.
من جانبها اعتبرت ميادة كيالي المديرة العامة لدار مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع إن انعقاد المعرض دليل على حرص الإمارات ودعمها لعملية التعافي العالمية في القطاع الثقافي عموما وقطاع النشر بصورة خاصة، مؤكدة أن المعرض ينعش سوق الكتاب ويمد يد الأمل والحياة لقطاع النشر.
وأوضحت أن دور المعرض لا يقتصر على الجانب التسويقي بالنسبة لدور النشر بل إنه يشكل فرصة سانحة لتلاقي المسؤولين والعاملين في القطاع من مختلف دول العالم لاستعراض التحديات التي تعترض صناعة النشر ومناقشة خطوات تطويرها بما يتلاءم مع روح العصر وظهور أنماط جديدة لتلقي المعلومة بعيدا عن نمط القراءة التقليدية.
وتتعدد أوجه الدعم التي يقدمها المعرض لدور النشر المشاركة. وقد أطلق المعرض أول منصة افتراضية لتبادل حقوق النشر على مستوى المنطقة، كما خصص 300 منحة جديدة ضمن برنامج «أضواء على حقوق النشر» بفئاته الثلاث «الكتاب الورقي المترجم، والكتاب الإلكتروني، والكتاب الصوتي».
ويتضمن برنامج الدورة، التي تجمع بين قائمة فعاليات افتراضية، وأخرى حضورية، أكثر من 104 جلسة ثقافية ومهنية وتعليمية باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى عدد من العروض الفنية. وتنظم فعاليات هذا العام بالتعاون مع أكثر من 20 جهة ومؤسسة ثقافية محلية ودولية.
وتجدر الإشارة إلى أن دورة عام 2019 من المعرض شهدت مشاركة 1065 عارضا فيما تجاوز عدد الزوار 149 ألف والكتب التي بيعت حوالي 120 ألف كتاب.

Related posts

Top