أجرى فريق الرجاء مساء أول أمس السبت، مقابلة ودية ضد أس روما الإيطالي لكرة القدم، احتضنها ملعب “الأولمبيكو” بروما الإيطالية، وذلك تحضيرا لبداية الموسم المقبل بالنسبة للناديين المغربي والإيطالي.
وطبيعي أن تحضى هذه المباراة، بالرغم من طابعها الإعدادي والودي، بأهمية خاصة من طرف محبي الرجاء الذين حلوا بالملعب الرئيسي بالعاصمة الإيطالية من أجل دعم وتشجيع فريقهم، وهذه خاصية تنفرد بها الأندية الجماهيرية سواء بالمغرب أو خارجه.
إلا أن هذه المواجهة الإعدادية، التي جاءت في ظرف غير مناسب تماما، بسبب تداعيات الأزمة المالية التي يمر منها منذ عدة سنوات، مما جعل لاعبي الفريق الامتناع عن خوض الحصص التدريبية، احتجاجا على عدم التوصل بمستحقاتهم.
وكان لغياب الإعداد الجيد، والإضراب عن خوض الحصص التدريبية، والارتباك الذي تعرفه التشكيلة الرسمية، بسبب فترة الانتقالات، تأثير سلبي على مردودية اللاعبين، حيث جاء الظهور متواضعا، بشكل غير مقبول تماما. فبالرغم من الطابع الإعدادي للمباراة، إلا أنه كان من الضروري الحرص على الظهور بمستوى تنافسي، أفضل من الذي أبان عنه لاعبو الرجاء في أمسية كروية شدت انتباه عشاق الفريقين معا.
صحيح أن النتيجة لا تهم في مثل هذه المناسبات، إلا أنه كان الضروري الحرص على تقديم عرض أفضل في مواجهة النادي الإيطالي العريق، خاصة وأن الجمهور العاشق الخضراء، رحل بأعداد مهمة لحضور المباراة، سواء من المغرب، أو باقي المدن الإيطالية، أو حتى من الدول المجاورة.
كما أن اختيار الرجاء من طرف الجهة المنظمة، يعود إلى القيمة التي يحظى بها الفريق المغربي، والإشعاع الذي يحظى به، وطنيا وقاريا، وحتى عالميا، كما يحلو لجمهوره أن يصفه، إلا أن طريقة الإعداد لهذه المواجهة الدولية، لم يكن في المستوى المطلوب، إذ لا يعقل أن ناد اختير لإجراء مباراة إعدادية من هذا الحجم، ضد واحد من الأندية القوية، ليس على المستوى الكالشيو فقط، بل حتى على المستوى الأوروبي، يخوض لاعبوه إضرابا عن خوض الحصص التدريبية، مع ما يرافق ذلك من اهتزاز نفسي، وغياب التركيز الذهني، دون أن نتحدث عن الاستعداد البدني والتكتيكي.
يحدث هذا، والفريق مقبل على خوض المباراة النهائية لكأس محمد السادس، ضد اتحاد جدة السعودي الأسبوع القادم بالرباط، وهذا يؤكد إلى أي حد هناك فوضى، وسوء السلوك الذي يسود هذا النادي المرجعي.
ويبقى سلوك لاعبي الرجاء في هذا الظرف بالذات، غير مقبول نهائيا، مع العلم أن المستحقات المالية تحميها القوانين، وبالتالي، فإن أية حركة احتجاجية لا يجب أن تصل إلى حد الإخلال بالواجب، وتعريض سمعة الفريق إلى الإساءة، كما حدث من طرف بعض لاعبي الفريق، خاصة والذين يوصفون ب “المحرضين”.
ومن المفروض أن تتخذ إدارة الرجاء الإجراءات اللازمة، في مستوى الخطأ الجسيم، الذي تم ارتكابه في حق الرجاء وجمهوره العريض، وكل الفعاليات المنتمية للقلعة الخضراء.
نعم للاحتجاج، ومن حق المتضرر أن يعبر عن رفضه، إلا أن الامتناع عن خوض الحصص التدريبية، فهذا خطأ فادح يستحق اتخاذ عقوبة من طرف إدارة الرجاء…
محمد الروحلي